... ألقت معالي وزيرة الثقافة د. هيفاء النجار محاضرة بعنوان مستقبل الثقافة في الأردن في قاعة بنك الإتحاد بحي الشميساني – عمان بدعوة من السيدة سامية منكو / رئيسة الرابطة الأردنية اللبنانية وبحضور نوعي يتقدمهم سمو الأميرة وجدان الهاشمي وسمو الأميرة دانا فراس وسعادة سفير الجمهورية اللبنانية في عمان، والسيد عصام سلفيتي / رئيس مجلس إدارة بنك الأتحاد، وعدد كبير من المثقفين والمثقفات والمهتمين بالشأن الثقافي.
... وقد طرحت معالي الدكتورة النجار أفكاراً جديدة من أجل دفع الحركة الثقافية في الأردن إلى الأمام ومن أجل التغلب على الاحباطات والمعوقات...
..... وفي مداخلة للمؤرخ عمر العرموطي / مؤلف ومعد موسوعة عمان أيام زمان قال العرموطي بأنه يعتقد بأن اهتمام الناس بالثقافة في الأردن الآن في أدنى مستوياتها وكذلك أن الطلب على الكتاب في أدنى مستوياته، ويعتقد العرموطي بأن هناك عاملاً مساعداً في ذلك بسبب جائحة الكورونا حيث أصبح رغيف الخبز في سلم الأولويات أهم من الثقافة بالنسبة للمواطن الأردني، وأضاف العرموطي بأنه يعتقد بأن المخصصات المالية التي تقدمها الحكومة إلى وزارة الثقافة هي قليلة جداً، وأن ذلك يُعتبر من الإحباطات والمعوقات التي تؤدي إلى صعوبة دعم وزارة الثقافة للمثقفين والمبدعين والنشاطات الثقافية لأن المبدع والمثقف في أمس الحاجة للدعم، وبالتالي فقد أقترح المؤرخ العرموطي بأن يتم اقتطاع 0.5% أي نصف بالمائة من أرباح البنوك التجارية يتم اقتطاعها سنوياً لصالح الثقافة بما أن البنوك الأردنية الآن هي أكثر المشاريع ربحية في الوقت الحاضر وبالتالي وبحسب تقديرات العرموطي فأن أرباح البنوك مجتمعة في الأردن تقدر بمئات الملايين من الدنانير سنوياً، وبالتالي إذا تم اقتطاع نصف في المائة من أرباح البنوك السنوية فأن ذلك سيوفر لوزارة الثقافة ما مجموعه ملايين الدنانير سنوياً فبالتالي نستطيع أن نحل مشكلة وزارة الثقافة المالية لدعم الثقافة والمثقفين والمبدعين....
... كما تقدم د. عبد الفتاح البستاني بمداخلة وذلك بتقديم الشكر لمعالي وزيرة الثقافة هيفاء النجار لما أضافت به خلال هذه المحاضرة من علم وفكر وثقافة، وأضاف بأنه يتفق مع الوزيرة بأن الثقافة هي الركن الأساسي للإنتماء للوطن والهوية القومية العربية... وأضاف د. البستاني بأن اللغة العربية هي طبعاً الركن الأساسي للثقافة علماً بأن هذه اللغة تتعرض للأسف على مدى العقود الأربعة الأخيرة إلى التهميش بل أنها تتعرض لهجمة أنجلوسكسونية بحيث أصبحت اللغة الأنجليزية هي المسيطرة على المناهج في مدارسنا الخاصة وجامعاتنا، وبالتالي سيتكون لدينا جيل من الشباب بعيداً عن الثقافة العربية والتراث العربي... جيل لن يقرأ الأدب أو الشعر أو التاريخ العربي... وبذلك لا بد من العمل الجاد للدفاع عن اللغة العربية والنهوض بها كأساس للإنتماء الوطني والقومي.