كانت تشكل بالنسبة للجيش الاردني معركة حياة أو موت، لذا دخل المعركة وهو خالص النية وصادق العهد مع أمته وأردنه وقيادته، ليسترجع هيبة وكرامة ضاعت في الهزيمة الحزيرانية في عام 1967، حيث استطاع الجيش من إعادة تنظيم نفسه وبسرعة فائقة، فكان عليه أن يقف سدا منيعا أمام حدوث أي اختراق عسكري من العدو الإسرائيلي، فصنع نصراً ميدانياً مؤرخاً على مدى العمر.
نستذكر هذا اليوم ببطولة أعاد بها الجيش الاردني ما هدر من الكرامة العربية في حزيران الأسود، ليحمل لنا رسائل بليغة ان هذا الجيش كبير بعزمه وقيادته وإرادته وخططه المحكمة في رد اي عدوان يمس بهيبة الدولة، وبدحره القوات الإسرائيلية، وتكبيده خسائر بشرية ومادية فادحة، علامة فارقة ورصينة في تاريخ العرب أجمع ومنحنى كبير في تحقيق النصر ونهاية الغرور للعدو، وإشارة فخر في تقويم الامة العربية.
وهنا نستذكر ما أكد و يؤكد عليه جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في لقاءاته المستمرة مع منتسبي قواتنا المسلحة، من أن التلاحم المصيري للجيش العربي والأجهزة الأمنية مع الوطن يخلق المستحيل في الدفاع عنه وعن أمنه ومنجزاته من أي عدوان، خارجيا كان أم داخليا.