مع إشراقة شمس الأول من فصل الربيع ، والذي يصادف الحادي والعشرين من شهر آذار، تحتفل معظم شعوب العالم بعيد الأم تكريمًا لها ولدورها في بناء الفرد والمجتمع .
ولقد انطلقت فكرة الاحتفال بذلك اليوم ، من قبل المؤلفة الأمريكية "جوليا وورد هوي" في الولايات المتحدة الأمريكية ، عقب الحرب الأهلية الامريكية ، والهدف من ذلك ؛ كان الترويح عن الأمهات اللواتي فقدن أبنائهن إبان تلك الحرب ، ليذهب الكثير من دول العالم بعدها للاحتفال بذلك اليوم تكريمًا للأم ودورها البارز في نهوض المجتمعات ، كما اختلفت مظاهر التكريم من دولة إلى أخرى ، إضافةً إلى اختلاف موعد الاحتفال وتاريخه ، إلا أن كل تلك الدول قد اشتركت في الهدف العام للاحتفال والذي يرمز إلى مكانة الأم والمحافظة عليها ، ويجدر بالذكر أن معظم الأبناء يقومون في هذا اليوم بزيارة أمهاتهم ، وإرسال الهدايا لهن ، تعبيراً منهم عن مكانتها في نفوسهم.
ومما لا شك فيه أن بناء المجتمعات كافة يأتي من بناء الفرد، ولا يوجد خير من أن يُبنى الفرد على يد أُمِهِ ، تلك التي حملتهُ ووضعتهُ ، ولم ينتهِ دورها هنا ، بل وتبقى راعيةً له حتى تصنع منه فردًا صالحًا لنفسه ولمجتمعه .
رحم الله الشاعر المصري حافظ ابراهيم حينما قال في قصيدته (الأم)...
الأم مـدرســـة إذا أعــددتـهــا *** أعـددت شـعباً طـيب الأعـراق
الأم روض إن تــعـهـده الـحـيـا *** بــالــري أورق أيــمــاً إيـــراق
الأم أسـتــاذ الأسـاتـذة الأُلــى *** شـغـلت مـآثرهم مــدى الآفـاق
ومن هنا ، يجب علينا الالتفات الى الأم وبرها ورعايتاها في كافة فصول العمر ، تجسيدًا للآية الكريمة التي وردت في سورة الإسراء ( وقضى ربك ألاَّ تعبدوا إلّا إيّاه وبالوالدين إحسانا إمّا يبلغنَّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريما ) .
ختامًا : مهما قالت الأشعار، ومهما خطت الأقلام فلن نستطيع أن نفيهن حقهن ، فلنحسن إليهن مهما استطعنا فبإكرامهن يكرمنا الله من نعمه.