كل يوم لفلسطين هو مناسبة صمود وتضحية وجهاد ، نحن لا ننسى يوم النكبة ويوم النكسة ويوم بلفور المشؤوم ونستذكرها باستمرار لنإأخذ العبر والدروس .
74 سنة تمضى... مضى خلالها جيلان من العرب ، ولا زالت الجراح في ثخن متزايد / ولا زالت السياسة تنحرف عن المسار وتقود الجهاد الصادق حينا نحو النحر والصدر .
ولكن العامل الثابت غير المتغير هو ان الجهاد الفلسطيني الصادق والذي يتغذى من قيم قدسية الارض وطهر الاقصى والقيامة حيا لا يمكنه ان ينتقص او يتراجع ، .
ويوم الارض حين كانت ثورة الانسان الفلسطيني على الارض من اجل مقاومة مخططات اغتصاب الارض، هو نموذج تفجر في وجه العدا ، فالارض التي تنزف دما في كل الايام هي ارض كنعان العربي ويبوس العربي ،
في 30 آذار 1976 كانت انتفاضة واجهت الصدور التي تعتمر بفيض الايمان والكرامة والقهر والمعاناة واجهت بالعزة والشموخ والتشبث في الارض العدوان المدجج بالسلاح ، فارتقى ستة شهداء " خمسة شهداء وشهيدة " هم خير احمد ياسين من عرابة وثلاثة شهداء من سخنين هم : خديجة قاسم شواهنة ورجا حسين ابو ريا وخضر عيد محمود خلايلة ومحسن حسن طه من كفر كنا ورأفت علي زهدي من مخيم نور شمس .
كان قرار الاحتلال بالبدء بتهويد ارض الخليل بعد اغتصابهم لاكثر من مليون دونم فكانت ثورة الارض قادها الشباب الفلسطيني وكانت المصادمات .
يوم الارض هو يوم دعوة للعرب وامة الاسلام لان هدف يوم الارض الذي ارتقى الشهداء بسببه هو يسير على مدى الايام ، وخطط التهويد للارض ما تحتها وما فوقها يمضى ،
وينضم يوم الارض لايام فلسطينية عربية عديدة ، كيوم الثلاثاء الحمراء في 17 حزيران 1930 حين اعدمت سلطات الانتداب البريطاني ثلاثة معلمين من الخليل لمقاومتهم الانتداب هم : عطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي ، وكيوم استشهاد القائد عبدالقادر الحسيني يوم 8 نيسان 1948 في القسطل وهل ننسى يوم البراق والثورة من اجله يوم 16 آب 1928 وكيف ننظر الى ذلك اليوم الاسود في 21 آب 1969 يوم احراق منبر المسجد الاقصى المبارك وهل ننسى يوم 2 تشرين الاول 1956 يوم مذبحة كفر قاسم او مذبحة قبية ليلة 13 ايلول 1956م .
ولكن هناك ايام فلسطينية كلها اعتزاز وانتصار فنرى في اختيار المعلمة الفلسطينية حنان الحروب يوم 13 نيسان 2016 كأفضل معلم في العالم في مهرجان دبي وفازت بجائزة قيمتها مليون دولار ، وكيف نرى موافقة هيئة الامم المتحدة على رفع العلم الفلسطيني على مقارها بدءا من يوم 11 ايلول 2015 ومن ثم الاحتفال برفعه على مبناها يوم 20 ايلول من ذات السنة ، ويوم قبول فلسطين عضوا كاملا في منظمة اليونسكو بتاريخ 31 تشرين اول 2014 وقبولها عضوا كاملا في محكمة التحكيم الدولية "العضو رقم 118 " بتاريخ 14 آذار 2016 .
هذه هي سيرة النضال من اجل الحق ،وربما كانت هناك ايام حبلى بغير ذلك ولكن نحن ننظر بعين المستقبل وروح المتأكد من يوم النصر ليكون تتويجا لكل الايام .
وحين نقرأ في زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الى رام الله في ذكرى يوم الارض 2022 هي الرسالة الوطنية الاردنية العميقة بأن يوم الارض وكل ايام فلسطين هي ايامنا ومصدر الصمود والتصميم على العمل معا ، وقال جلالته اننا في خندق واحد ، الخندق الفلسطيني الاردني ، فنقول ان 30 آذار هو ايضا يوم الخندق الاردني الفلسطيني ، الخندق الذي نموت في معا ونحيا معا .