يتم في معظم الأحوال إبراز التأثيرات الإيجابية والرضا الناتج عن الاستماع إلى الموسيقى في تجارب الناس اليومية وكذلك في أبحاث علم النفس الموسيقي.
ولكن بحسب ما توصلت إليه دراسة جديدة، نشر نتائجها موقع Neuroscience News نقلًا عن دورية Psychology of Music، ليست كل المشاعر التي تثيرها الموسيقى ممتعة.
فحصت الدراسة، التي قام بها باحثون من جامعات يوفاسكولا وأوسلو، تأثير الاستماع إلى بعض أنواع الموسيقى البغيضة، والتي تناولتها دراسات قليلة حتى الآن.
نوعان من المستمعين
كشف تحليل الأوصاف عن وجود نوعين من المستمعين هم أصحاب الموقف السلبي القوي تجاه الموسيقى غير السارة وأولئك الذين لديهم موقف أكثر حيادية. تُظهر البيانات أن الموقف السلبي القوي نتج عن المشاعر غير السارة وردود الفعل الجسدية التي أثارتها الموسيقى، والجوانب المتعلقة بالسيرة الذاتية للمستمع المتعلقة بالهوية والقيم الاجتماعية والتفضيلات الجمالية فضلاً عن سياق الاستماع.
أما بالنسبة لبعض الأشخاص، فإنه يمكن أن يؤدي سماع الموسيقى البغيضة إلى إثارة الكراهية الصريحة والسلوك العدواني، والتي، في أسوأ الأحوال، تكون موجهة إلى أشخاص آخرين.
تأثيرات سلبية
صرحت الباحث الرئيسي في الدراسة أستاذ مساعد في علم الموسيقى هانا راييكا بيلتولا من جامعة يوفاسكولا قائلة إنه "على الرغم من أن البحث يشير إلى إمكانات إيجابية لا جدال فيها للموسيقى، إلا أن هناك معرفة ضعيفة إلى حد ما بتأثيراتها السلبية"، مشيرة إلى أنه "يمكن للموسيقى أن تثير رد فعل بدائي للغاية من العدوان".
تضمنت النتائج الأكثر إثارة للاهتمام في الدراسة، إلى جانب المشاعر السلبية، ارتباط هذه المشاعر بحالة خجل من ردود أفعالهم القوية تجاه شيء يبدو غير ضار مثل الموسيقى.
نفور وتوتر
وأضافت بيلتولا أن هذه الحالة "تشير إلى أن الموسيقى يُنظر إليها تلقائيًا في المجتمعات على أنها شيء ترفيهي وممتع، وبالتالي يمكن اعتبار أنواع أخرى من التجارب استثنائية أو خاطئة إلى حد ما." وبالتالي "يجب استكشاف الآثار السلبية المحتملة للاستماع إلى الموسيقى على نطاق أوسع في البحث المستقبلي".
وأوضحت بيلتولا أن "التعرض للموسيقى في الأماكن العامة، على سبيل المثال، يمكن أن يثير نفورًا قويًا وتوتر لدى بعض الأشخاص، مما يؤثر على رفاهيتهم بشكل سلبي".