يسقبل الاردنيون شهر رمضان المبارك في كل عام بلهفة وشوق كبيرين وبفرح وسرور لا يوصفان , فهو شهر الخير والرحمة والبركة , شهر العبادة والاعمال الصالحة والتقرب الى الله والابتعاد عن المعاصي والذنوب , شهر الصلوات والدعاء وقراءة القران , شهر الكرم والطيب والعطاء وصلة الرحم واعمال الخير والتاخي والتراحم والتكافل الاجتماعي .
في شهر رمضان المبارك تبرز العديد من الظواهر السلبية والسلوكيات الخاطئة لدى المجتمعات المحلية وخاصة فئة الشباب , ومعظمها يعود لاسباب مختلفة اهمها عدم وجود ثقافة و وعي وارشاد حول فضائل شهر رمضان والعادات والتقاليد والقيم الايجابية المتوارثة بين الاجيال والتي ما زالت تعتبر دستورا ينظم الحياة العامة بين الناس في الاتصال والتواصل والتعاملات المعنوية والمادية , سواء في شهر رمضان المبارك او باقي شهور السنة .
رغم الكثير من الجهود التي تبذل للتصدي ومحاربة السلوكيات الخاطئة والظواهر السلبية في شهر رمضان المبارك , الا ان هناك العديد من ابناء المجتمع وخاصة فئة الشباب يعيش حالة من اللامبالاة وعدم الاكتراث والتحدي المجتمعي والاصرار على ارتكاب الاخطاء والمعاصي , ومن اهم الظواهر السلبية والسلوكيات الخاطئة في مجتمعنا الاردني كثيرة وفي مختلف الامور التي تتعلق بصيام شهر رمضان المبارك واداء الصلاة , وتناول الطعام , ودعوات الافطار و في مختلف الجوانب بشكل عام .
فيما يتعلق بالحياة العامة برزت العديد من الظواهر السلبية و السلوكيات الخاطئة واهمها : السهر لساعات متأخرة من الليل وحتى الفجر والنوم لساعات متأخرة من الصباح الى ما بعد الظهر باستثاء العاملين بالوظائف المختلفة بالاضافة الى تواجد الاطفال في الشوارع العامة لساعات متاخرة وحتى منتصف الليل وقيامهم بسلوكيات مزعجة منها لعب كرة القدم واستخدام المفرقعات النارية " الفتيش " وتركيب صفارات صوت عالية " زوامير" على الدراجات الهواية واستخدامها بشكل مستمر . و التفحيط من قبل الشباب بالمركبات الخاصة في الاحياء السكنية مع تشغيل مسجلات الصوت بشكل عال وملفت للانتباه . استخدام مكبرات الصوت بشكل عال من قبل مركبات الباعة الجوالة والسير ببطء داخل الاحياء و احيانا الوقوف بمكان معين يسبب توترا وازعاجا كبيرين لسكان الحي . و الخمول والانفعال والعصبية اثناء فترة الصوم من قبل العديد العاملين في القطاعين العام والخاص . و مشاهدة المسلسلات والافلام التي تعرض لاول مرة و التي تكثر في رمضان . الغيبة والنميمة وعدم غض البصر اثناء العمل والتسوق والتواصل والاتصال بين العامة .فيما يتعلق باداء الصلاة في المساجد: في صلاة العشاء يتم الاكتفاء باداء الفرض واربع ركعات من التراويح فقط والمغادرة . و عدم الاقبال على قراءة القران الكريم والانشغال بمواقع التواصل الاجتماعي . و اصطحاب الاطفال من صغار السن الى المساجد في صلاة التراويح ويتسبب بفوضى وازعاج للمصلين . فيما يتعلق بوجبات الطعام والصحة الجسدية والنفسية : يتمثل في الافراط في تناول الطعام وعدم مراعاة التنوع الغذائي والكميات المناسبة . إضافة إلى الاسراف والتبذير في إعداد الموائد من حيث زيادة الكمية والانواع بشكل يومي . و تناول طعام السحور في اوقات مختلفة بعد الساعة الثانية عشرة ليلا وليس بموعده . و نشر صور الموائد والاكلات المميزة والشهيرة على مواقع التواصل الاجتماعي من باب الاستعراض . و تناول الحلويات بكميات كبيرة والاكثار من شرب العصائر والمشروبات الغازية يوميا غير الصحية بسبب احتوائها على السكريات بكميات عالية . و شرب الماء بكمية مفرطة وقت الفطور والأصح كوب ماء كل ساعتين. و الإسراع في تناول وجبة الطعام وعدم مضغه ببطء لان المضغ البطيء يساعد على هضم الطعام جيدا ويساعد في التحكم بالوزن والحفاظ على الصحة . و الافراط في تناول الشاي والقهوة والتدخين وخاصة الاراجيل لساعات متأخرة من الليل في المقاهي والمنازل والاستراحات . وفيما يتعلق بدعوات الطعام " العزائم " : الاسراف والتبذير بالطعام من حيث زيادة الكمية والانواع وخاصة نظام البوفيه المفتوح . دعوة الطعام "العزومة " لصلة الرحم تقتصر على الاخوة للاخوات وبدون الاولاد , مما يتسبب بتفكيك الاسرة في ذلك اليوم مع عدم الاستمتاع بالطعام من قبل الاخوات . استبدال دعوة الطعام " العزومة " لصلة الرحم بمبلغ من المال يضاف للعيدية او ارسال لحوم بيضاء او حمراء للمنازل بدون طهي بدلا من الدعوة . التركيز على اللحوم البيضاء " الدجاج " في دعوات الطعام لصلة الرحم , والابقاء على اللحوم الحمراء لاستخدام الاسرة فقط .
التربية الاسرية لها دور كبير وهام بالتوعية والتثقيف والارشاد والمتابعة حول اهمية فضائل شهر رمضان المبارك والعادات والتقاليد المتوارثة بالاضافة الى تعزيزالقيم الايجابية ونبذ الظواهر السلبية والسلوكيات الخاطئة لدى كافة افراد الاسرة ومن الجنسين , وكذلك الجهات الرسمية ابتداء من المدارس والمساجد والمراكز القرانية والمؤسسات الثقافية الرسمية والاهلية والمؤسسات الاعلامية والصحفية لها دور هام وكبير في محاربة الظواهر السلبية والسلوكيات الخاطئة في شهر رمضان المبارك وكل ما يستجد على الساحة الوطنية من افات اجتماعية وسلوكيات خاطئة للوصول الى مجتمع محب ومنتم ومثقف و واع وعلى قدر عال من المسؤولية .