كما وعدتكم وتتمة للحلقات السابقة التي تحدثت فيها عن مراحل تكون شخصية الطفل أقدم لكم اليوم الحلقة السادسة بعنوان : متوسط سن الطفولة
القسم الثاني ويبدأ من سن الثامنة حتى سن البلوغ :
يبدأ الانسان في هذه السن يتسائل عن كثير من الأمور وخاصة بعد سن الثامنة تجده يطرح أسئلة كثيرة منها ما يجد له اجابة شافية وسريعة ومنها منالا يجد لها اجابة وقد يطرح الطفل بعض الأسئلة تجد أن الكبار لا يستطيعون الاجابة عليها ولا حتى معلميه في المدرسة يملكون له اجابة عنها وهذه الأسئلة تدل على دخول الطفل مرحلة جديدة وهامة من حياته وهي مرحلة الاستكشاف والتعرف على محيطه ونفسه ومن أين جاء ولماذا وماذا يكون وكيف جاء وما هذا وما ذلك وما تلك, الكثير الكثير من الأسئلة التي تحتاج الى اجابة وهذه هي المرحلة الأهم في حياة الطفل ولكن للأسف تجد الغالبية العظمى يستهترون بهذه الأسئلة ولا يجيبون عليها أو يجيبون عليها بشكل مبهم ومختصر أو يقولون للطفل غدا ستكبر وتعرف ؟؟؟ لماذا غدا ولماذا ينتظر حتى يكبر أينتظر حتى يقع في الخطأ ثم نجيبه ؟؟؟ للأسف هذا ما يقع فيه الجميع ولو أردنا لأولادنا الخير وأردنا لهم الصحة النفسية والجسدية وتكوين شخصية سوية وناضجة وأردنا لهم عدم الوقوع في الأخطاء فعلينا أن نجيب عن أسئلتهم بكل صدق وصراحة وعلينا أن نصغي لهم جيدا ونكون كلنا آذانا صاغية لهم ولأسئلتهم ولكلامهم وأن لا نستهتر بهم وبأسئلتهم أو أن نأخذ أسئلتهم بسخرية كونهم أطفال لأن الطفل هو الذي يحتاج الى اجابة وليس الرجل تنتظره حتى يصبح رجلا لتصغي له ولأسئلته فما حاجته لك ولاجابتك بعد أن يصبح رجلا
اذا علينا أن نجيب عن أسئلة أطفالنا مهما كانت صعبة ومهما كانت محرجة كأن يسألك طفلك كيف جئت عليك أن تجيبه بصدق وصراحة لأن خلف هذا السؤال الكثير من التبعات الخطيرة ولكن عندما يعرف كيف جاء ومن أين سيكون الأمر طبيعيا لأنه أصلا أمرا طبيعيا وسنة الله في خلقه وليس عيبا ولا جريمة تخدش الحياء فلماذا تقول له عيب لا تسأل هكذا سؤال عيب عليك استحي ؟؟؟ لماذا هل جاء نتيجة خطيئة أم جاء نتيجة جريمة ؟؟ لقد جاء بطريقة شرعها الخالق عز وجل وكما جئنا جاء فلماذا نستحي من شيء ليس لنا به حيلة بل هو سنة الله في خلقه فهل يسن الله العيب حاشا لله أن يسن عيبا لذلك فعند عدم الاجابة فحين يعلم الطفل أن هذا عيبا الحديث فيه وعيب فعله وبعد فترة بطريقة أو بأخرى يعلم أن امه وأبيه يمارسون هذا الشيء الذي عرف أنه عيب فسوف يظن أن والديه سيئين يمارسون شيئا عيبا والأسوأ من ذلك ربما يقول في نفسه طالما أن أبي وأمي يمارسون العيب فلا حرج من أن أمارسه مثلهم ؟؟ هل رأيتم ما يختبئ وراء السؤال من خطر لذلك يجب أن يكون الجواب شافيا وصريحا وصحيحا وأن يعرف الطفل أن هذا شيء مشروع بين الزوجين وأنه سوف يأتي عليه يوم ويتزوج وأن هذا الشيء محرم وممنوع ممارسته خارج العلاقة الزوجية وأنه سوف ينجب من زوجته بنفس الطريقة التي جاء بها فما المشكلة في المعرفة ؟؟ تكمن المشكلة في عدم المعرفة.
أو سيسأل الطفل من خلقني وتقول له الله عز وجل فيقول الطفل بشكل بديهي ومن خلق الله هنا سؤال كبير يحتاج الى عدة جلسات مع الطفل حتى يعرف من هو الله ولا يجب أن تجيبه بالزجر وتقول له كلمات صعبة أو أن تقول له حرام أن تسأل ستدخل النار لهذا السؤال ؟ لا ,, هذا السؤال مشروع وليس حرام فهو يريد أن يعرف فعليك أن تجلس معه عدة جلسات لتشرح له عظمة الخالق وقدرته وأنه لا اله الا هو وخطوة خطوة حتى تعرفه الى ربه وأنه لم يلد ولم يولد وأنه الواحد الأحد والفرد الصمد وأنه سبحانه وتعالى ألأول والآخر ألخالق البارئ الرحمن الرحيم وهو على كل شيء قدير وتشرح له عن ما خلق وعن قدرته وعظمته ورحمته وحبه للناس ولا تبدأ معه كما يفعل الغالبية العظمى بحيث لا تسمع منهم سوى أن الله سيضعك في النار وتتكرر كل يوم حتى يصبح الطفل في حالة تصور أن الله والنار شيئين مرتبطين ببعضها ويصبح بالنسبة له وكأنه يريد به العذاب وكأنه يقف له بالمرصاد فقط ليعذبه , هذا خاطىء ومنفر ويبعد الطفل عن حب الله ولكن ذكر جمال الله وحبه ورحمته وجنته وعفوه وتسامحه وسلامه وذكر أسمائه الحسنى بلطف وبطريقة طيبة وهادئة سوف تحبب الطفل بالله وتجعله يعرفه بطريقة جميلة غير منفرة ولا مخيفة لأنه يجب أن يخافه بعد معرفته به لا أن يخافه من أول ذكر له فهذا منفر وسيبعد الطفل عن ذكره لأنه يمثل له الخوف والتهديد.
يتبع في الحلقة السابعة .
وزارة التربية والتعليم في مملكة أطلانتس الجديدة أرض الحكمة .