تعلّمنا منذ نعومة أظفارنا أن نكتب على السطور بخط واضح ومقروء وجميل، وكان الخط يشكل علامة هامة من العلامات المدرسية، ويعكس بالحقيقة شخصية الطالب وقدرته على الترتيب والتركيز والإبداع، ولكن يبقى للبعض قدرة على التميّز في الكتابة بخط جميل يشدّك إليه ويبهرك بجماله.
والكتابة تُعلمنا أن نعبّر عنا أفكارنا بشكل واضح ونعكس الفكرة التي تدور في خاطرنا فيقدرَ الآخرون على قراءتها وفهم مضمونها ومعناها. ويُقال أنَّ من لا يعبر عن فرته بكلمات معبّرة فالفكره عنده لن تكون مختمرة ومكتملة بعد ويصعب بالتالي التعبير عنها بشكل منطقي متكامل. فالكتابة فنّ يستخدمه الكاتب وينحت فيه فكره بشكل واضح ومتقن ليوصل ما يريده من معلومات أو افكار أو اقتراحات أو غيرها.
ومع أن كثيرين يجيدون الكتابة فوق السطور، فإن النخبة هم من يجيدون الكتابة بين السطور، وربَّمَا يُعَّدُ هذا من أسلوبِ الكتابة المُمَّيَزَةِ ويحتاجُ إلى ذكاءٍ وعبقريةٍ لفهمه، فالكاتبُ عادةً ما يعكسُ بكتاباته فكره ومشاعره وعواطفه وما في أعماقه وقد يرغب أن يوصل رسائل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ولكن الكتابة بين السطور هي كتابة مبطنّة تباعاً لظروف معينة معبئة برسائل ومضامين بطريقة ذكية من غير الإشارة إلى ذلك مباشرة.