في شهر رمضان المبارك نستذكر أصحاب المدارس الفقهية في القضاء العشائري، والقامات الوطنية التي لها أثر جميل وبصمة فارقه على الخارطة الإنسانيه في تطيِب الخواطر ورسم الأبتسامة على الوجوه،، ومن هذة القامات الوطنية التي ننحني لها احتراما وتقديرا لما تحمله من هالات المجد والشهامة والرجولة ومن الفضيلة والعفه والطهارة المرحوم الشيخ القاضي العشائري بركات الزهير، صاحب الكلمة المؤثرة والتاريخ المشرف الذي لا يغيب عنا، فروحه بيننا توقظنا إن جهلنا عن عمل الخير، فنقول بأن الجبال عالية والشيخ محمد بركات الزهير جبل عالي في القيم الإنسانية التي كانت دائماً تمطرنا بالقيم العشائرية الأصيلة والثوابت الإنسانية التي لا تتغير بتغير الأزمان والأحوال... فنقول ونحن نتحدث عن سيرته كواحد من الزعامات الوطنية وواحد من أعمدة الإنارة والغرس الجميل في الأردن والوطن العربي لمآ يحمله من فقه في القضاء العشائري... نعم نقول
من روائع الأدب بأنه مهما بلغت قوة الشخصيه لشخص ما، فدائماً هناك شخص ذو مكانه استثنائية يمكن أن يجعلك ضعيفا امامة ليس خوفا ، بل هي مكانه راقية ورتبه إنسانية من القيم العالية وصل اليها إستحقها في قلبك. فهؤلاء الشيوخ لأرواحهم... ذكريات تتجدد في كل مناسبة يعشقوها أصحاب النفوس العفيفة الذين يشعروا باليتم في رمضان بعد رحيل القاضي العشائري الشيخ بركات الزهير رحمه الله . لأنه من الناس الذين كانوا يفتحون القلوب بكرم أخلاقهم وحسن كلامهم نلتمس فيهم صفاء القلوب ونتذكرهم كل صباح ومساء...تركوا أثر جميل في كل مكان اعتلوا منصاته وبصمة عميقة الأثر في النفوس ما زال عطرها يفوح مسكا وحباً لهذه المدارس العظيمة بعظمة اهلها ومجدهم الزاهي، لذلك فقد وجدنا قيم التواضع والسماحة في شخصياتهم ،ونقاء وصفاء قلوبهم التي تشرق الشمس بها دوما فزادتها رونقاً وجمالا وبهاءا ...هذه الجاذبية الإنسانية النبيلة هي التي تجعلنا ننحني طويلا لهذه القامه الرفيعه احتراما وتقديرا واجلالاً لقدرها، وهي غائبة عنا لمكانتها العشائرية على خارطة العشائر الأردنية بجمائل أفعالها وصدق أقولها وعلو مكانتها الأدبية والإنسانية بين نجوم العشائر العربية فزادتها جمالاً ومقاما.
هكذا هُم الشيوخ الشرفاء الأوفياء أمثال المرحوم إبن ازهير، الذين يقدمون بصمة إنسانية في تاريخ حياتهم هدفهم إسعاد الآخرين والارتقاء بالوطن لتظل شمسهُ مشرقة....هذه هي شخصيتهم اللامعة بين النجوم إن غابت بكتها نجوم السماء والأرض، ذلك هو شيخنا المرحوم بركات الزهير، بكتهُ القلوب قبل الأعين وبقي الكثير من الدمع حبيس العيون حائراً لفقدان نجم من نجوم الشيوخ الكبار فخلى مكانه فلم يستطيع أحد أن يأخذ مكانه في كرسي القضاء العشائري خجلاً من هيبته ووقاره الذي كان أحد ملامح شخصيته، ووفاءاً لقدره ومكانته فبقي كرسية يحمل اسمة كمرجع فقهي في القضاء العشائري يُستدل به على فن ومنهج إدارة القضايا العشائرية، ورمز من رموز الأرث العشائري العريق لقبيلة بني صخر في تواجدها في كل زمان ومكان ..هذه الشخصية فاقت في جاذبيتها جاذبية الأرض في كفة ميزان التواضع والسماحة والكرم، فمكارمة الإنسانية كثيرة لا نستطيع الإحاطة بها لأنه لا توجد آله حسابية تستطيع حساب القيم الإنسانية... نعم هذه الشخصية كانت تقدم وتجود بعطاياها ولا تنتظر وساماً ولا مكافأة نهاية خدمة لأعمالها الإنسانية.!!!
تعلمنا من مدرسته الكثير من الدروس ، بأنه مهما تعثرنا فلا نفسح للندم ليأخذ مكان ليجلس بجانبنا فهذة من التجارب والدروس الإنسانية والجود بالمجان عنده ، كما تعلمنا من مدرسته عبر وحكم عالية القيم بأنه في دروب الحياة الطويلة قد تبدو الأماكن لنا مظلمة ما لم نزرع الامل بداخلها لنعثر على الضوء... لأن الشمس لا تنتظر استيقاظنا لتمنحنا النور.... ولا الزهر ينتظر اقترابنا ليمنحنا العطر.. فلنكن مثلهما ونبادر بالعطاء بنشر ثقافة الأمل والعطاء والكرم والجود ... أيامٌ مضت سريعة كأنها لحظات لما لها من لذة يذوب لها الفؤاد شوقاً لتعود، أيامٌ مضت بذكراها وحلاوة معناها وكنز دقائقها، ذكريات الأمس ما أعذبها ليتها ظلت كما كنت أراها، فكانوا للصداقة والكرم والزعامة عنوان، وللكرم والعطايا باب لا يسد، تلك هي الذكريات القديمة توقظ فينا صورهم التي غابت عنا، فنغفو على صوت لحن شجي، يبعث حلماً دافئاً في قلوبنا، فتلمع في العيون دموع حارة وتعلو صيحات القلب متشبثةً بذلك الصديق الكريم كثير العطايا بلا تعداد ، ولكن قد لا نملك في هذه اللحظات من أيام رمضان المبارك إلا أن نستذكر ذلك الكرم والجود والمناده بيد الطهر أن أقبلوا هذا من فضل الله علينا وعليكم.. تلك اليد نتذكرها بالخير وندعو لها ... وأيدينا تلوّح للمسافر الراحل علّهُ يعوُد...ونبقى في محطة الدعاء فنسأل الله تعالى أن يتغمد فقيدنا المرحوم الشيخ الزهير بواسع رحمته ومغفرته ويجعل مكانه الفردوس الأعلى من الجنة !
فهذا المفكر في الفقه العشائري كان في زمانه يمثل وعاء إمتلأ كرماً وعلما وعزيمة وقيادة فاعلة في التوجيه الفكري والأخلاقي والسياسي الذي نفتقر اليها في زمن الضياع واللامنهجية واللاموضوعية، فهذه الزعامة همها كان ان يكبر الوطن بأبنائه ويتمدد بحجم قيادته الهاشمية العامرة ولمثل هؤلاء تدمع العيون وتتفطر القلوب على خلو مكانه بين الشيوخ والوجهاء المفكرين والعلماء العظام في زمن الأزمات التي كنا لا نهاب تداعياتها لأن هناك بيت آمن تعودنا عليه هو ديوان الشيخ بن ازهير الذي تقودنا إليه مواقد نيرانهُ التي لا تنطفي فتأنس أرواحنا وعقولنا لقربنا منها فتعطينا الدفئ والحنان ، لذلك فقد أصاب البعض من أصحاب النفوس العفيفة اليتم على فراقه ،فما أجمل أن يصنع الإنسان معروفاً لمثل هولاء الناس الذين سيظل حال لسانهم الدعاء وهو الأجمل في رد المعروف لروح المرحوم إبن ازهير، لكنه إن غاب عنا جسدياً فلن يغيب عنا فروحه بيننا، نقرأ في سيرته آيات المجد والفكر النير الذي يحمل رشداً وسداداً واصبح لنا بوصلة توجيه وإرشاد ومنجيه لما تحمله من عظيم الدروس والحكم.
ستبقى يا أبن الزهير بني صخر كما كنا نناديك شيخنا الجليل ، وستبقى حروف اسمك بقلوبنا ذات معاني وقيم عالية القدر والمكانة الرفيعة ورأيه نستدل بها على مكارم الأخلاق والتواضع والقيم الإنسانية النبيلة والقيم الوطنية والقومية لكي تبقى شمس وطننا مشرقة بأمجاد وتاريخ الأبطال الكبار ، فعزاؤنا بك أن المفكرون والأبطال لا يموتون تظل أرواحهم وذكراهم عنوان كبير في عالم المجد نقرأه كل صباح ومساء لأخذ العبر والدروس والحكم واليقضه تاركا أسما عظيماً في معاني القيم الإنسانية واسماً ثقافيا وإرثا متألقاً لا يزول !!!
فالإرث العشائري لبنى ازهير الأن يتجدد بثوب الرجولة والحكمة لأبنه الشيخ معالي الدكتور محمد بركات الزهير حامل رأية المجد والشهامة والنخوة والجاه التي ورثها كابرا عن كابر، تلك هي الرتبة الإنسانية النبيلة ذات المكارم التي كان يحملها المرحوم الشيخ بركات الزهير، وانتقلت تلك الأمانه ذات المسؤولية الإنسانية إلى فارسها ليبقى النهر جاري بمياه العذبه يحمل إسم عشيرة بني ازهير من قبيلة بني صخر حمرّ النواضر المكان الآمن الذي نركن إليه عندما تضيق الحال لمن له حاجة ومطلب.. نعم بيوت بني صخر الشواطئ الآمنة فيها طيب المقام ولذة المكان .. فهؤلاء الرجال الكبار من قبيلة بني صخر والزهير هم ملح البلاد وصمام الامان وبركة الديار ،تفزع الأمة اليهم في الملمات وتهرع اليهم عندالشدائد، وتذكرهم في الليلة الظلماء كما هو تاريخكم يا إبن ازهير الملي بالمفاجأت السارة التي تطيب الخواطر لمن يقصد بابكُم فترسموا الإبتسامة على الوجوه من طيب أفعالكم ومآثركم.
وأخيرا نقول لروح المرحوم القاضي والفقيه العشائري بركات الزهير.. إذا كانت أقدامك تركت اثرا في الأرض. فأن لسانك قد ترك أثراً في القلوب لا يزول.. كما نقول لروحه الطيبة، كما قال الشاعر:
لم يرحلوا عن حمى ارض إذا نزلوا ... إلاّ وأبقوا بها من جودهم أثرا.
تبقى صنائعهم في الأرض بعدهم ... والغيثُ إن سار أبقى بعده الزّهرا.
فإلى جنات النعيم مع الأنبياء والمرسلين يا شيخنا الجليل بركات الزهير ونسأل الله أن تكون ممن يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.