شاءت الأقدار الإلهية أن نلبيّ النداء الرباني لزيارة بيته العتيق لأداء مناسك العمرة في هذه الايام المباركة من شهر رمضان والذي تعدل فيه العمرة حجة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبرفقة ثلة من نساء الأردن اللواتي مثلن المرأة الأردنية بجدها واجتهادها وتفانيها الصامت وصبرها فكنّ ضمير الوطن العذب المتوقد بالحماس والعطاء بارتياح ورضا على مدى مسيرتهن في البناء والإنجاز ،
وبدعوة كريمة من صاحبة القلب النابض بالحياة جلالة الملكة رانيا التي رصدت وعن قرب وبأم عينها وعلى مدار أعوام واعوام ومن خلال زيارات ومتابعات مضنية ومستمرة للمحافظات والمدن والقرى والصحاري الأردنية تتلمس الاحتياجات وتكتشف الطاقات وتذلل الصعوبات وتفتح الآفاق ، محاولة منها جادة وصادقة لتحقيق ماتصبو اليه المرأه الأردنية بفضاءات عابقة بالأمل والإيجابية.
ولم تكتفي جلالتها بالدعم النفسي والاجتماعي والاقتصادي لنساء الأردن بل كان لها تجليات روحانية
لامست قلوب نساء أنعش خبر مشاركتهن في رحلة العمرة ارواحهن الطاهرة المتعطشة لمناجاة الله في بيته مستحضرة سيرة المصطفى صلى اللة عليه وسلم بكل تفصيلاتها فتوهج إيمان القلب شوقًا ليكّن ضيوفًا للرحمن ولأول مرة لمعظمهن .
وبدأت قوافل العمرة واحدة تلو الأخرى تعانق عبق أنفاس المسجد الحرام بفيض عارم من الفرح والسعادة وجبر الخاطر بسكينة واطمئنان جددت حياة قلوب حزينة وجبرت خواطر مكسورة فهذه ام شهيد وهذه زوجته وتلك كابدت مرّ الحياة وأخرى رسم الدهر على ملامحها ضنك الحياة ، فأزهرت حدائق الروح وبثت الأمل في النفوس من جديد.
ماأضيق العيش لولا فسحة الأمل .
جزيت خيراً أم الحسين على هذه الخطوات العذبة في إنسانيتها ،
والسامية في روحانيتها ،
دمت أختاً تشبهينا في كل تفاصيل حياتنا ونبراساً شامخًا في ظل حضرة سيد البلاد وقائدها وولي عهدها ، حفظكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم