دعت وزيرة الثقافة هيفاء النجار خلال لقائها بالفنانين المسرحيين إلى ضرورة خلق نشاط مسرحي يتجاوز المهرجانية، ويفيد من تراث المحافظات الغني بخصوصيته الحكائية وتراثه الوطني، لافتة إلى أهمية أن يتواجد المسرح في كل مدينة وقرية وأن ينهل من التنوع والقيم التي يمتاز بها الأردن .
وأكدت النجار في اللقاء الذي جرى يوم الثلاثاء الماضي في المركز الثقافي الملكي بحضور نقيب الفنانين محمد يوسف العبادي، وأمين عام الوزارة هزاع البراري، على أن الوزارة تنظر للحركة المسرحية الأردنية برؤية نقدية واقعية عبر حوار جوهري يركز على العديد من المفاصل والتحديات التي تواجه المشهد السرحي.
وقالت النجار ضمن حوار تمت فيه قراءة ومناقشة توصيات لجنة التحضير لورشة العصف الذهني بالشأن المسرحي، أن الوزارة تأخذ التوصيات بشكل جدي، وبروح تشاركية مع المؤسسات والهيئات والمجتمع المدني.
وأضافت الوزيرة النجار في الحوار الذي أدار وقائعه د. فراس الريموني: أن دراسة الواقع الثقافي يعد ضرورة وطنية، مطالبة بفعل أكاديمي وجدية وقاعدة معلومات وحركة نقدية موازية للفعل المسرحي، بشكل شمولي، يتصدى لها مجموعة من المسرحين بهدف تسليط الضوء على التحديات التي تواجه العمل المسرحي وسبل تطويره ليحقق حضوره العربي والعالمي.
وأشارت إلى أن المسرح لا ينبغي أن ينفصل عن قضايانا الوطنية والمصيرية، لأنه يدون حكاياتانا وقصصنا، ويسجل روايتنا وسرديتنا الوطنية التي تسجل كفاح ، لافتة إلى أنه يمثل أيضا خندقا مهما للدفاع عن قضية القدس، ومنصة للوعي وشاهدا ومعبرا عن القضايا الإنسانية في العالم.
ونبهت النجار إلى ضرورة التفاعل بين الوزارة والجامعات وكليات الفنون، وأن يكون الفعل المسرحي مرجعية الإبداع في المئوية الثانية، كما ركزت على الاهتمام والاحتفاء بوحدتنا ضمن التنوع والتعدد الذي نعيشه في الأردن، قائلة: إن الحالة الوطنية تستدعي المشاركة كاملة، واعدة أن يكون صوت الفنان المسرحي ضمن الاستراتيجية الوطنية للثقافة.
وكما أكدت النجار ضرورة وجود المسرح بالمعنى التقني، فهي لم تهمل الاهتمام به كوسيلة للتربية والتثقيف، فالمسرح يعلم الخطابة الحوار والتمكين، داعية أن يكون لدينا مسرح شباب لاستلهام تجارب الرواد والبناء عليها لرسم ملامح المستقبل.
وكان المخرج حكيم حرب قرأ جملة من النقاط التي أعدها مجموعة من المسرحيين، منها: المهرجانات والعروض المسرحية والمشاركات الخارجية وآلية الترشيح، وترخيص الفرق المهرجانات المسرحية المستقلة وترويج الأعمال المسرحية وتوثيقها وبثها.
وكان شارك في الحوار نحو ستين فنانا وفنانة، ناقشوا عبر مداخلات تناولوا خلالها التحديات التي تواجه الحركة المسرحية، فضلا على حملة من المقترحات التي من شأنها الارتقاء بالمسرح تأليفا وإخراجا وتقنية وسبل تطويره.