مع بلوغ سن الخمسين، تبدأ العديد من المشاكل الصحية في الظهور، إذ تشير الإحصاءات إلى أن 9 من كل 10 أشخاص فوق الخمسين مصابون بمرض مزمن، بينما 8 من كل 10 مصابون بأكثر من مرض مزمن واحد، لذا تنبغي معرفة طبيعة المشكلات الصحية التي قد يقابلها الأشخاص مع تقدم العمر من أجل حياة أفضل. أهم المشكلات الصحية بعد سنّ الخمسين 1. ارتفاع ضغط الدم خلال التقدم في العمر تصبح الأوعية الدموية من شرايين وأوردة أقل مرونة وتبدأ في التصلب، ما يمثل عبئاً على الجهاز الذي يحمل وينقل الدم عبر الجسم، وقد يفسر هذا الأمر السبب في أن 2 من كل 3 أشخاص فوق الستين يعانون من مرض ارتفاع ضغط الدم، وعلى الرغم من هذا هناك كثير من مسببات هذا المرض يمكن التحكم بها، مثل الحفاظ على وزن سليم، وممارسة التمارين الرياضية، والإقلاع عن التدخين، والتخلص من القلق والتوتر، وأخيراً تناول طعام صحي. 2. مرض السكري تشير الإحصاءات إلى أن عدد المصابين بمرض السكري من كبار السن ومن هم في منتصف العمر قد تضاعف منذ عام 1980، الأمر الذي دعا مركز مكافحة الأمراض الأميركي إلى اعتبار السكر مرضاً وبائياً، ويزداد خطر الإصابة بهذا المرض بعد تجاوز سن 45، وتتمثل خطورته في مضاعفاته التي تشتمل على أمراض القلب وأمراض الكلية والعمى، والعديد من المشاكل الأخرى. لذا يجب الحرص على إجراء تحاليل نسب السكر بالدم ومناقشة نتائجها مع الطبيب دوماً. . أمراض القلب مع التقدم في العمر تتراكم الترسبات على الجدران الداخلية للشرايين، الأمر الذي يعد أحد المسببات الرئيسية لأمراض القلب. وتبدأ عملية التراكم تلك منذ الطفولة وتزداد بمرور الأعوام، إذ إن خطر الإصابة بأمراض القلب لدى الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 40 و59 يتضاعف خمس مرات لدى مقارنته بأولئك الذين تراوح أعمارهم بين 20 و39. 4. السمنة يقصد بالسمنة تجاوز الوزن الصحي مقارنة بطول الفرد، وقد يعتقد بعضهم أن السمنة مجرد زيادة بضعة كيلوغرامات في الوزن، إلا أنها في حقيقة الأمر أخطر من ذلك بكثير. إذ ترتبط السمنة بأكثر من 20 مرضاً مزمناً كأمراض القلب والجلطة والسكري والسرطان وارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل. وتشيع السمنة بين الأفراد ما بين 40 و59 من العمر، إذ تقدر الإحصاءات أن 41% منهم يعانون من السمنة. 5. الالتهاب العظمي المفصلي يعد الالتهاب العظمي المفصلي أحد أخطر أنواع التهاب المفاصل، ويعزو غالبية الأطباء حدوثه إلى تآكل وتمزق الأنسجة المحيطة بالمفاصل مع التقدم في العمر، إذ توضح الأرقام أن 37% ممن تجاوزت أعمارهم 45 لديهم فصال عظمي بمفصل الركبة. لكن بالطبع هناك عوامل أخرى قد تؤدي إلى هذا المرض كعامل الوراثة ونمط الحياة وإصابة سابقة بالمفصل وعدم ممارسة الرياضة أو الأنشطة البدنية بشكل كافٍ والسمنة. . هشاشة العظام تشير الإحصاءات إلى أن قرابة 50% من النساء، و25% من الرجال بعد سن الخمسين يتعرضون لكسور بالعظام نتيجة لهشاشة العظام، إذ تكون أجسامهم قد فقدت جزءاً كبيراً من كتلة العظام من دون تعويضها متسببة في هشاشتها. وللمساعدة في مقاومة تلك الهشاشة ينبغي اتباع نظام غذائي صحي غني بالكالسيوم وفيتامين د على حد سواء من أجل عظام قوية، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية كالرقص والهرولة وصعود ونزول السلالم. 7. الانسداد الرئوي المزمن يتسبب ذلك المرض في حدوث التهابات بالرئتين كما يحجب وصول الهواء إليهما. ويتطور هذا المرض ببطء شديد لدرجة أنه قد يصيب بعض الأشخاص لأعوام عدة من دون إدراكهم ذلك. تظهر أعراض ذلك المرض بين عمر 40 و60، وتضم صعوبة بالتنفس وسعال وصوت أزيز بالصدر وبصق للمخاط، وينصح بممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي وتجنب الدخان والهواء الملوث لتجنب هذا المرض. 8. فقد السمع من أولى العلامات التي تشير بوضوح إلى التقدم في العمر ضعف السمع. وتشير الأرقام بالولايات المتحدة الأمريكية وحدها إلى أن قرابة 18% ممن تراوح أعمارهم في نطاق 45 إلى 64 يعانون من مشاكل بالسمع، تتفاقم مع مرور الأعوام، ويؤدي عدد من العوامل إلى ضعف أو فقد السمع كالضوضاء وبعض الأمراض وبعض الأدوية كذلك والعامل الوراثي. لذا يجب دوماً زيارة الطبيب حال حدوث أي تدهور في القدرة على السمع. . مشاكل الرؤية يعتقد العديد أن ذلك التشوش لدى محاولة قراءة الكلمات المكتوبة بخط صغير هو المشكلة الوحيدة التي تهدد البصر مع التقدم في العمر؛ إلا أن هناك مشاكل أخرى أكثر خطورة تهدد الرؤية مع التقدم في العمر مثل إعتام عدسة العين (الماء الأبيض)، والجلوكوما (الماء الأزرق) التي تدمر العصب البصري. لذا ينصح بزيارة طبيب العيون بانتظام لدى التقدم في العمر. 11. مشاكل المثانة تزداد مشاكل التحكم في المثانة مع التقدم في العمر وتراوح بين عدم القدرة على التبول عند الشعور بذلك وبين الذهاب للتبول بمعدل أكبر من المعتاد، وعادة ما تحدث مشاكل المثانة بسبب ضعف في العضلات أو مشاكل بالأعصاب أو زيادة سمك الأنسجة أو تضخم بالبروستاتا. وتعد ممارسة التمارين الرياضية، وتقليل المشروبات التي تحتوي على الكافيين، وعدم حمل أوزان ثقيلة من الأمور التي قد تساعد بمشاكل المثانة. 12. السرطان التقدم في العمر هو أكبر عوامل خطر الإصابة بالسرطان. فعلى الرغم من هذا المرض اللعين يصيب الشباب والصغار أيضاً، إلا أن احتمالية الإصابة به تتضاعف بين سن 45 و54. بالطبع لا يمكن إيقاف التقدم بالعمر، لكن يمكن القيام بأمور أخرى كعدم التدخين أو قضاء أوقات طويلة في الشمس للوقاية من هذا المرض الخبيث. 13. الاكتئاب تشير الإحصاءات إلى أنه تزداد نسبة الاكتئاب في الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 40 و59 أكثر من أية فئة عمرية أخرى. ويعزو هذا إلى تراكم المشاكل الصحية في هذا السن، والبدء في رحيل الأحبة، وتغيرات الحياة الأخرى. لكن الأمر يتحسن بعد سن 59 وتقل نسبة المصابين بالاكتئاب بشكل ملحوظ. 14. آلام الظهر كلما زاد السن زادت آلام الظهر. ويحدث هذا نتيجة لعدد من الأسباب كزيادة الوزن والتدخين وعدم ممارسة التمارين الرياضية والأمراض مثل التهاب المفاصل أو السرطان. لذا ينصح بمتابعة الوزن لتجنب السمنة، وممارسة التمارين الرياضية لتقوية عضلات الظهر، إلى جانب الحصول على كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د لتقوية العظام. 15. الخرف يعد مرض ألزهايمر إحدى صور الخرف ولا يظهر إلا بعد عمر 65، إذ إن 1 من بين كل 9 أفراد ممن يتجاوزون هذا السن يصابون به، وترتفع النسبة لتصبح 1 من كل 3 أفراد بعد تخطي سن 85، وللأسف فإن بعض عوامل خطر الإصابة بهذا المرض لا يمكن التحكم فيها مثل الوراثة والسن. لكن تشير الأبحاث إلى أن اتباع نمط غذائي يعتني بصحة القلب والحفاظ على ضغط الدم ومستوى السكر قد يساعدان في تجنب ذاك المرض.