لسنوات طويلة ظلت شركة مناجم الفوسفات الأردنية جرحاً نازفاً في كف الوطن, وعلامة سوداء في سجله, لأنها كانت عنوان من عناوين الفساد الذي أكده القضاء وأحكامه, كما كانت عنوان من عناوين الفشل الاقتصادي والإداري.
هذه الصورة السلبية لشركة مناجم الفوسفات الأردنية بدأت تتغير, بل وتنقلب إلى ماهو عكس ذلك كله, فقد توقف النزف الاقتصادي والهدر والفساد, وصارت الشركة تحقق أرباحاً, بل وصارت تتحول إلى قصة نجاح تضيىء في سماء الوطن, وأحدث سطور قصة النجاح هذه كتبت في الأيام الأخيرة, عندما وقعت الشركة إتفاقيات تصدير فيمتها مليار ونصف المليار دولار لسوق واحدة هي السوق الهندية, في إطار سلسلة نجاحات حققتها الشركة على صعيد تعزيز حضورها وتنافسيتها في الأسواق العالمية, وهو الحضور الذي أتاح للشركة توقيع عشرات الإتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تمكنها من تسويق منتجاتها, بل وتوسيع قدراتها الإنتاجية وتنويع منتجاتها, وآخر ذلك أن الشركة بدأت العمليات الأولية لإنشاء مصنعين لحامض الفوسفوريك.
يزيد من قيمة التحولات التي تشهدها شركة مناجم الفوسفات, والنجاحات التي تحققها, أنها تأتي في مرحلة تشتد بها حاجة العالم إلى الغذاء والأسمدة الغذائية, مما يعني أن يتحول الأردن إلى لاعب رئيس في هذا المجال الحيوي والاستراتيجي, خاصة في ظل المؤشرات المبشرة لإكتشاف كميات كبيرة من خامات الفوسفات في منطقة الرويشيد وهي من النوعيات الخالية من المعادن المعيقة للاستثمار في الصناعات التحويلية, مما سيعزز من مكانة الأردن العالمية في مجال الأغذية والأسمدة الغذائية مما يعني ضرورة الإنتباه إلى أهمية وحُسن إدارة هذا القطاع.
وعند الإدارة وأهميتها لابد من وقفة لإعطاء أصحاب الفضل في هذه التحولات التي تشهدها شركة مناجم الفوسفات الأردنية, فلابد من القول أن لوجود الدكتور محمد ذنيبات على رأس الهرم الإداري للشركة الفضل والدور الكبيرين في هذه التحولات, فهو أستاذ علم الإدارة في الجامعات, وصاحب التجربة الإدارية الطويلة والناجحة في القطاعين العام والخاص, والتي يشار إليها بالبنان, خاصة عندما تولى منصب وزير التربية والتعليم فأعاد لامتحان التوجيهي هيبته ومكانته, في إطار سلسلة من النجاحات التعليمية والتربوية التي حققها الذنبيات أثناء تلك الفترة, مما يجعل من الطبيعي أن يواصل نجاحه في شركة مناجم الفوسفات الأردنية سواء من خلال دوره في البحث عن أسواق عالمية أو جهده في ترسيخ تنافسية الشركة, أو من خلال توظيفها دبلوماسياً لتعزيز علاقات الأردن الخارجية, بالإضافة إلى إنجازاته في بناء الخبرات ونقل التكنولوجيا المتطورة وتوطينها, وقبل ذلك كله تنظيم البيت الداخلي للشركة.
إن ما تشهده شركة مناجم الفوسفات الأردنية من نجاحات بعد سنوات الإخفاق, يقدم دليلاً مادياً ملموساً على إن معظم مشاكلنا ناجمة عن سوء الإدارة وغياب إداريين من طراز الدكتور محمد ذنيبات عن مواقع المسؤولية وصنع القرار, فهنيئاً لشركة مناجم الفوسفات الأردنية نجاحها والشكر موصول لمن يقف وراء هذا النجاح.