يقول عالم النفس المؤسسي بنجامين هاردي، إن ”القدرات أو الموارد البشرية لا تنقصنا، ما ينقصك هو الخيال لفعل شيء ما في حياتك"، وهو ما يطرح تساؤلًا حول ماهية الخيال، فهل يكون ”قوة فائقة أم عائقا؟".
وتحدث تقرير لموقع ”الكلمات الإيجابية" الفرنسي، الأحد، عن الأشخاص الذين كثيرًا ما يتخيلون الأسوأ، الأمر الذي يمنعهم من تحقيق أشياء عظيمة، حيثُ يصبح ذلك الخيال السلبي أمرًا لا يقهر.
وفي كتابه ”محارب الزمن" يتحدث الكاتب الأمريكي ستيف تشاندلر عن حلمه المتكرر، الذي يرى فيه نفسه في مصحة مجانين، حيث يحصل على ورقة بيضاء وعلبة أقلام رصاص، لرسم رأس وحش، وهو ما جعله بحالة رعب تستولي عليه عندما رأى رسمه ففر هاربًا.
وبين التقرير أن حلم تشاندلر يحدد تمامًا ما نفعله بخيالنا، الذي يمثل ورقتنا البيضاء وصندوق أقلامنا: نحن نرسم وحوشنا ونخيف أنفسنا بها، لافتًا إلى أنه على الرغم من أن وجود خيال سلبي يمكن أن يساعد في توقع المخاطر المستقبلية، فإنه في معظم الحالات سيقف عائقًا أمام خوض مغامرات رائعة.
لا مفر من الخيال
في حين يقول عالم الفيزياء الألماني المشهور ألبرت اينشتاين، إن ”الخيال أهمّ من المعرفة، لأن المعرفة محدودة، بينما يشمل الخيالُ العالم كله، ويحفز التقدم، ويولد التطور"، إذ إن الخيال يُعد واحدًا من الأوراق الرابحة وأسباب النجاح.
وأوضح تقرير الموقع الفرنسي أنه بفضل الخيال تمكن الإنسان من ابتكار صواريخ لغزو الفضاء وإنشاء المصباح الكهربائي لترويض الخوف من الظلام، وبناء ناطحات سحاب غير عادية، وغيرها من الإنجازات العظيمة، التي قبل أن تتحقق تخيلها أشخاص عاديون.
وأشار إلى أنه عندما كنا أطفالًا كنا جميعًا نملك خيالا غنيًا وإيجابيًا، حيثُ كان يتجلى من خلال القصص التي كنا نرويها، ومن رسوماتنا الغريبة، لكننا مع تقدمنا في العمر نفقد الخيال لأن المجتمع يفرض علينا أن نكون أكثر ”واقعية" وأكثر ”نضجًا"، وبالتالي فإننا نكبح خيالنا، ونحبس أنفسنا في منطقة رفاهنا السيكولوجي، حيث كل شيء قابل للتنبؤ به وروتيني.
وبحسب التقرير فإن ”الخيال يمثل حدود الأحلام"، فكلما فاض خيالنا زادت أحلامنا، وعندما يصبح خيالنا سلبيًا تفسح أحلامنا الطريق لمخاوفنا. عدم استخدام خيالك لتحقيق أحلام كبيرة يعني أنك تحرم نفسك من أقوى أداة لديك نحو حياة كاملة. لا ينبغي أن نخاف من أن نكون مبدعين.
وبين أنه يمكن تخيل أشياء لا يظن أحد أن الشخص قادر على تحقيقها، وهو ما يؤدي إلى خلق جرعة كبيرة من التحفيز، يؤدي إلى البدء والاستمرار في العمل في الأوقات الصعبة، وهو عكس ما يحدث عند عدم استخدام الخيال، الأمر الذي يدعو إلى استخدام الخيال، ولكن بحكمة.
يؤكد العالم هاردي أن ”الخلق الذهني يسبق الخلق الجسدي دائمًا"، لكن بحسب تحليل للموقع الفرنسي، يعتقد البعض أنهم لا يملكون ملَكة الخيال، وهو ”اعتقاد مقيّد"، لأن الخيال مثل كثير من الأشياء عند البشر قدرة فطرية يجب تنميتها.
تفاءل
وأكد الموقع أنه يمكن للشخص أن يصبح أكثر إبداعًا وأن يحوّل حياته بشكل جذري، من خلال أن يكون ”متفائلًا"، لأن ”المتشائم يرى الصعوبة في كل فرصة، والمتفائل يرى الفرصة في كل صعوبة، وفقًا للسياسي البريطاني المعروف وينستون تشرتشل"، وأن من ”لم يعرفوا أن ذلك مستحيل، لذلك فعلوه"، بحسب الكاتب الأمريكي الساخر مارك توين.
وأوضح تقرير الموقع أن ”دماغنا مبرمج لضمان بقائنا، لذلك فهو يركز على المخاطر، وأن التشاؤم وعدم المخاطرة سيكونان الطريق الأكثر هدوءًا للدماغ، لكن هذا يعود إلى رؤية المشاكل في كل مكان وعدم رؤية الفرص التي توفرها لنا الحياة. أن تكون متشائمًا يعني أنك تستخدم الخيال ضد نفسك".
ودعا إلى أهمية الإيمان بأن المستقبل سيكون دائمًا أفضل من الحاضر، وأن الامتنان علاج قوي للتشاؤم. وهناك العديد من تقنيات الامتنان، أبسطها أن نكون ممتنين لكل ما هو إيجابي في حياتنا.
دوِّنْ أحلامك
يقول هنري فورد مؤسس شركة ”فورد" لصناعة السيارات، إن ”التفكير من أصعب المهام في حياتنا، ربما هذا هو السبب الذي يجعل قلة من الناس يسلكون هذا الطريق".
وذكر التقرير أنه في حال كنا متأكدين من النجاح في ما ننوي القيام به فسوف نقدم أفضل ما لدينا، اِسأل نفسك كيف ستتصرف إذا كنت متأكدًا من أن النجاح سيأتي في النهاية، وما الأحلام التي كنت ترغب في تحقيقها إذا كان النجاح حتميًا. فكر في كل ما تريد واكتبه في دفتر يومياتك.
ولفت إلى أنه يجب عدم القلق بشأن الكيفية التي ستحقق بها تلك الأهداف، تخيل واكتب كيف ترى النجاح في جميع مجالات حياتك. وبالتالي سوف تنشط خيالك، إذ إنك في البداية سوف تفكر بأشياء بسيطة، لكن بمرور الوقت ستصبح أكثر وأكثر إبداعًا، سترى كم هو ممتع هذا التمرين ومحرّر.
ممارسة التخيل
يقول الكاتب الأمريكي نابليون هيل إن ”كل ما يمكن للعقل أن يتصوره ويؤمن به يمكنه تحقيقه".
وأضاف التقرير أنه لا شك أن التخيل (التصور الذهني) هو العادة الحاسمة في تطوير الخيال، وذلك أنك بعد أن تصف حياتك التي تحلم بها في دفتر يومياتك يجب أن تعيش بخيالك تلك الحياة، وهي ممارسة من شأنها أن تعيد برمجة العقل لتحقيق الأحلام.
ورجح التقرير أن يكون التخيل صعبًا في البداية، لكن مثل كل شيء سنعتاد عليه بمرور الوقت، بممارسته كل يوم ستبدأ في تقديره، بعد فترة ستصبح قادرًا على رفع المستوى من خلال تخيل نفسك تمر بالصعوبات التي ستقودك إلى تحقيق أهدافك، مبينًا أن الجمع بين الكتابة وتصور أحلامك استراتيجية رابحة يمكنك تطبيقها بسهولة شديدة لتكون أكثر إبداعًا.