سعت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لتهدئة القلق الأمريكي حول انتقال جدري القرود، مؤكدة عدم انتشاره بسهولة عبر الهواء.
وأكدت الهيئة الصحية الأمريكية أن انتقال عدوى الإصابة بجدري القرود يتطلب اتصالاً وثيقاً بشخص مصاب، وفقاً لموقع قناة "cnbc" الإخبارية الأمريكية.
وقال مسؤولو الهيئة إن فيروس جدري القرود ينتشر بشكل أساسي من خلال الاتصال الجسدي المستمر مثل اللمس الجسدي مع شخص مصاب بطفح جلدي نشط، كما يمكن أن ينتشر الفيروس أيضاً من خلال الاتصال بمواد بها الفيروس مثل الفراش والملابس المشتركة.
لكن خبراء المركز حذروا من أن الفيروس يمكن أن ينتشر أيضا، من خلال قطرات الجهاز التنفسي، رغم أن ذلك ليس بالسهولة نفسها التي ينتشر بها فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
ويمكن لمريض جدري القرود المصاب بآفات في الحلق أو الفم أن ينشر الفيروس من خلال الرذاذ التنفسي إذا كان حول شخص آخر لفترة طويلة من الزمن.
ومع ذلك، فإن الفيروس لا ينتشر بسهولة عبر هذه الطريقة، وفقاً للدكتورة جينيفر مكويستون، الطبيبة البيطرية والمتخصصة في تحقيقات وبحوث تفشي الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر وإحدى المسؤولين في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.
وقالت "مكويستون" للصحفيين في اتصال هاتفي: "هذا ليس كوفيد، وانتشار الجهاز التنفسي ليس مصدر القلق السائد، إذ يحدث بالاتصال الحميم في بيئة تفشي المرض".
على سبيل المثال، قام 9 أشخاص مصابين بجدري القرود برحلات طويلة من نيجيريا إلى دول أخرى دون إصابة أي شخص آخر على متن الطائرات، وفقاً لماكيستون. وتابعت: "هذا ليس وضعاً حيث إذا مررت بشخص ما في متجر البقالة، فستكون عرضة لخطر الإصابة بجدري القرود".
وتعد الآفات التي تميز جدري القرود هي المصدر الذي ينتشر منه الفيروس، ويكون الناس أكثر عدوى عندما تظهر هذه الآفات على الجلد، وفقاً للدكتور جون بروكس، اختصاصي الأوبئة الطبية في قسم مكافحة الإيدز في مركز السيطرة على الأمراض.
ومع ذلك، قال بروكس إنه يجب على مقدمي الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية استخدام الاحتياطات القياسية للأمراض المعدية عند علاج مريض مصاب بجدري القرود، بما في ذلك ارتداء قناع التنفس N95 والقفازات والقميص الواقي إذا كان الاتصال بالمريض قريباً بشكل خاص.
ويظهر جدري القرود عادةً بأعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا بما في ذلك الحمى والصداع وآلام العضلات والقشعريرة والإرهاق وتضخم الغدد الليمفاوية. ثم يتطور المرض إلى طفح جلدي يمكن أن ينتشر إلى أجزاء مختلفة من الجسم مثل الوجه أو العينين أو اليدين أو القدمين أو الفم أو الأعضاء التناسلية.
ويتحول هذا الطفح الجلدي إلى نتوءات بارزة تتحول إلى بثور. وأبلغ ما يقرب من 20 دولة لا يتوطن فيها جدري القرود عن تفشي المرض في الآونة الأخيرة، مع وجود أكثر من 230 حالة إصابة مؤكدة أو اشتباه معظمها في أوروبا.
وجدري القرود عدوى فيروسية نادرة مشابهة للجدري البشري، على الرغم من أنها أخف في الأعراض. وسجلت إصابات بالفيروس لأول مرة في جمهورية الكونجو الديمقراطية في سبعينيات القرن الماضي. وزاد عدد الحالات في غرب أفريقيا في العقد الماضي.
وتنجم العدوى بالمرض من الحالات الدالة عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية، وقد وُثِّقت في أفريقيا حالات عدوى نجمت عن مخالطة القردة أو الجرذان الجامبية الضخمة أو السناجب المصابة بعدوى المرض، علماً بأن القوارض هي المستودع الرئيسي للفيروس.
ومن المُحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهية جيداً من الحيوانات المصابة بعدوى المرض عامل خطر لنشر العدوى.
ويمكن أن ينجم انتقال المرض على المستوى الثانوي أو من إنسان إلى آخر عن المخالطة الحميمة لإفرازات السبيل التنفسي لشخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية أو عبر ملامسة أشياء لُوِّثت مؤخراً بسوائل المريض أو بمواد تسبب الآفات.