1. كان يوم ال 7 من حزيران 2022 يوما استثنائيا بكل معانيه ودلالاته في حياة المتقاعدين العسكريين الذين اسندوا أسوار الأرض باجسادهم وصدورهم والذين كتبوا التاريخ بفوهات بنادقهم وهدير دباباتهم وازيز طائراتهم ..وهم من عاشوا وتدربوا وعملوا على مساحات الوطن الغالي من بواديه وصحاريه وجباله وهضابه واغواره وخبروا تضاريس الأرض شبرا ..شبرا...ولفحت وجوهم الشماء شمس اغواره وصحاريه ، وبرودة هضابة وجباله ، فهم° خريجوا مدارس القوات المسلحة بكافة صنوفها ومدرسة الهاشميون أكبرها "مدرسة الكرامة والشرف والتضحيات".
2. اليوم لسان حال الرجال الرجال الذين التقوا قائد الرجال ...قالوا ان الأوطان تبنيها تضحيات الرجال وان قوة الدولة من قوة الروح التي تجعل منطق الجمع والطرح والقسمة وحتى الضرب ليس هو معيار لتعريف الوطن والدولة .
3. كان لقاء ابا الحسين بزملاء السلاح والخندق وذكريات الجندية وذكريات الرياضة الصباحية والقفز بالمظلات..وذكريات التمارين والمناورات والدورات الخارجية... كلها رسائل إلى الأبناء والاحفاد تقول لهم ان كتاب المجد والخلود بدأ بأول قطرة دم سقطت وسالت على أسوار القدس وعلى أرض الشيخ جراح واللطرون وباب الواد والسموع وتلة الذخيرة والكرامة والجولان .
4 .الاحرف الأولى من كتاب المجد كتبها الطيار الشهيد فراس العجلوني والطيار الشهيد موفق السلطي وراتب الزيود وسائد المعايطة ومعاذ الكساسبة....وتستمر كتابة المجد والتاريخ بدم الشهداء الذين نذروا انفسهم كمشاريع شهادة منذ التحاقهم بالقوات المسلحة الاردنية/ الجيش العربي...تصديقا لقوله تعالى : (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).
5. جاء هذا اللقاء متزامنا مع تشييع الاردن اثنان من نشامى سلاح الجو الملكي "الرائد الطيار الشهيد بلال مشهور الشوفين والنقيب الطيار الشهيد بهاء محمد ابو غنمي . ومع تشييع شهيد الواجب الذي كان في مهمة خارجية مع قوات حفظ السلام الدولية في مالي الرقيب الشهيد علي الجوابرة الذي استقبلت جثمانه ابنته الطفلة التي لايتجاوز عمرها 4 سنوات لتقول له ان وطنا بدون شهداء وتضحيات لا نستحق ان نعيش به ، فكان المنظر مهيبا بكل دلالاته والكلمات عميقة بكل معانيها.
6. عودة إلى لقاء القائد مع زملاء السلاح في الخندق والفصيلة والسرية والكتيبة والقوات الخاصة والتمارين والمناورات ووجبات الطعام في رمضاء الصحراء وبرودة الأودية والجبال والهضاب ليتبادلوا معه ذكريات الخدمة العسكرية في مدرسة الهاشميين ، ومعظم الذين حضروا لقاء القائد قالوا بلسان واحد "نجود يا سيدي بكل شيء إلا تراب الوطن الغالي".
* ختاما اقول ان لقاءات جلالة الملك المتتالية مع كل شرائح المواطنين / مدنيين وعسكريين ، لدليل قاطع على أن جلالة الملك حريص على الوقوف على تفاصيل حياة شعبه عاملين ومتقاعدين ؛ ليسمع منهم الهموم والمعاناة والطلعات والطموحات ، وفي نفس يقولون له ياسيدي "ان قواتنا المسلحة هي اعز ما لنا واغلى ما فينا"...ولا يوجد في نفوسنا الا الأردن وطنا وابا الحسين ملكا وقائدا للمسيرة....
اللواء الركن "م" الدكتور صالح لافي المعايطة../ أبوظبي.