انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الثلاثاء 7 حزيران 2022، سفير المستعمرة جلعاد أردان، نائباً لرئيس الجمعية العامة للدورة 77 لمدة عام، والسفير المجري تشابا كوروشي رئيساً بالتزكية، وبموجب منصبه سيترأس أردان إجتماعات الجمعية العامة في غياب الرئيس، وسيشارك في وضع جدول الأعمال.
إنتخاب سفير المستعمرة نائباً لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، معابة بحق الأمم المتحدة ومكانتها وهيبتها وعدم التقدير لها، وقلة احترام قيمها وتوجهاتها، والمس بالمبادئ التي أُقيمت على أساسها، وبذلك بدلاً من أن يكون التصويت لدى الجمعية العامة لعزلها ومعاقبتها، تتم مكافأة سياساتها نقيضة قرارات الأمم المتحدة وتوصياتها :
أولاً: إنتخاب أردان تم بعد يوم واحد من تاريخ احتلال المستعمرة لأراضي ثلاثة بلدان عربية: فلسطين وسوريا ولبنان، يوم 5 حزيران يونيو 1967.
ثانياً: اشترطت الأمم المتحدة في قرارها 273 الصادر يوم 11/5/1949، قبول المستعمرة في عضويتها، شريطة تنفيذها لقراري الأمم المتحدة: الاول 181 الصادر يوم 29/11/1947، والثاني 194 الصادر يوم 11/12/1948، وهي لم تفعل ذلك إلى الآن، مما يؤكد أن هنالك تراثاً من الخلل الثابت المتراكم في مسار عضوية المستعمرة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة.
ثالثاً: ما زالت ترفض كافة قرارات الأمم المتحدة إلى الآن.
رابعاً: وصفت منظمات حقوق الإنسان: 1- بتسيلم الإسرائيلية، 2- آمنستي البريطانية، 3- هيومن رايتس ووتش الأميركية، 4- لجان حقوق الإنسان الأممية، على أنها تمارس التمييز العنصري، والتطهير العرقي، ويقودها نظام الأبارتهايد، حسب وصف وتقييم المؤسسات الدولية المختلفة.
خامساً: تزامن انتخاب أردان مع صدور تقرير عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أكد أن المستعمرة «ليس لديها نية إنهاء الاحتلال»، بل تسعى إلى «السيطرة الكاملة» على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية.
سادساً: يتم التطاول على مقدسات المسلمين والمسيحيين، بما يمس مكانة وحُرمة الأماكن المقدسة، من قبل الإسرائيليين في القدس بشكل خاص، مما يستدعي العمل على ردع هذه الإجراءات المشينة المدعومة رسمياً من قبل الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
معابة هذا التصويت من قبل الدول التي صوتت لصالح أن يحتل سفير المستعمرة مكاناً متقدماً لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويمثل مستعمرة ترفض كافة قرارات الأمم المتحدة بدأً من القرار 181 الذي منحها شهادة ولادة باعتباره الحل القائم على إقامة دولتين متجاورتين على أرض فلسطين، مروراً بقرار حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى بلدهم 194 التي تشردوا عنها تعسفاً وطرداً، إلى قرار الانسحاب وعدم الضم 242 وليس انتهاء بالقرار 3342 المتضمن عدم شرعية بناء وإقامة وبقاء المستوطنات الإسرائيلية على أرض فلسطين المحتلة عام 1967.
مستعمرة ترفض جميع قرارات الأمم المتحدة بلا استثناء، وتخرقها، وتحتل أراضي ثلاثة بلدان عربية، وتتطاول على مقدسات المسلمين والمسيحيين وعقائدهم وقيمهم، كيف يمكن انتخاب سفيرها نائباً لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة؟؟.
تصويت معيب، يدلل على مدى استهتار الأعضاء بعضويتهم، وتدني مستوى إيمانهم بقيم العدالة والحرية وكرامة الإنسان، وعدم احترامهم لسيادة الدول الأعضاء لدى الأمم المتحدة!!!.