رأت مجلة ”ناشيونال إنترست" الأمريكية في تقرير لها نشرته أمس السبت، أن سياسات الدول الغربية تجاه الأزمة في أوكرانيا لن تؤدي لإنهاء الحرب أو الوصول إلى تسوية سلمية.
ولفتت المجلة، إلى أن ”الغرب يتجاهل حقوق الناطقين بالروسية في أوكرانيا، ولا يعالج الفشل في إقامة نظام أمني لعموم أوروبا يضم روسيا طوال الثلاثين عاما الماضية معتبرة أن كليهما مسألتان ذات أهمية قصوى بالنسبة لروسيا.
وقالت المجلة: ”قد لا تكون العلاقة بينهما واضحة للكثيرين في الغرب، لكن بالنسبة لروسيا فإنهما يوضحان عقلية تعزيز المصالح والقيم الغربية على حساب روسيا".
وأضافت أنه ”من هذا المنطلق فإن الاستراتيجية الغربية الحالية في أوكرانيا لا تفضي إلى السلام لأنها لا تتعامل مع بعض الجوانب الأساسية للصراع الحالي".
وأوضحت المجلة أنه بسبب هذه العقلية على وجه التحديد، فقد الغرب مبادرته عندما استولت روسيا فجأة على زمام المبادرة لتأكيد مصالحها من خلال الوسائل العسكرية
واعتبرت المجلة الأمريكية، أن ذلك ترك الغرب في مأزق، مع وجود القليل من الخيارات المستساغة وخاصة العقوبات الاقتصادية التي لا بد أن تصبح أقل فاعلية بمرور الوقت.
العزلة السياسية
وأشارت المجلة إلى أن العزلة السياسية التي سعى الغرب إلى فرضها على روسيا جعلها تحد من قدرة الغرب على حمل موسكو على التعاون في قضايا أخرى ذات أهمية حيوية، وتجبر روسيا على الدخول في تحالفات جديدة معادية للغرب.
وقالت: ”في غضون ذلك، وعلى الرغم من التصريحات من كييف، فإن الحرب لم تقرب أوكرانيا من حل نزاعاتها الداخلية.. إن صعود الحماسة الوطنية الأوكرانية أمر حقيقي تمامًا، لكنه غالبًا ما يعكس نفس الفوارق الإقليمية التي قسمت أوكرانيا منذ استقلالها".
وتابعت أنه ”بصرف النظر عن الكيفية التي سينتهي بها الصراع العسكري، فمن المرجح أن تعود المشكلات القديمة إلى الظهور، مع إلقاء اللوم على المتحدثين بالروسية مرة أخرى بسبب ولاءاتهم المفترضة.. وكما قال الصحفي الأوكراني الشهير ميخائيل دوبينانسكي أخيرا: ”لم يستغرق الأمر سوى لحظة حتى تستقر الخطوط الأمامية، وتعود الكراهية الداخلية التقليدية إلى الظهور".
وشددت المجلة على أنه ”يجب الإدراك ضمن أي تسوية دائمة بأن هذا الصراع لن ينتهي بانسحاب القوات الروسية وأنه لذلك يجب أن تتناول التسوية ثلاثة جوانب حيوية للصراع في وقت واحد وإلا فلن تصمد".