نيروز الإخبارية : تواجه أجسادنا وعقولنا كل يوم العديد من المحفزات، فالأحاسيس السارة والآلام والانفعالات الإيجابية أو السلبية تصنع وتيرة حياتنا اليومية، لكن هل من الممكن أن نفقد الإحساس بانفعالاتنا ومشاعرنا كليًا ؟.
هناك العديد من الأحاسيس التي يمكن أن تختبرها أجسامنا، وسواء كانت أحاسيس جسدية أو ذهنية فهي تساهم في تنميتنا الشخصية.
وإذا كانت عناصر مختلفة تتحكم في الجسد والعقل، فيمكن أن يكون الجسد والعقل عرضة لاضطرابات مختلفة.
لقد عانينا جميعًا من الخدر أو التنميل مرة واحدة على الأقل، مما جعل جزءًا من جسمنا يفقد الإحساس جزئيًا، ويمكن أن تمتد هذه الظاهرة الغريبة إلى الجسم كله، وأن تصبح عائقًا حقيقيًا في حياتنا اليومية.
كما يمكن أن تضر بالصحة أو تعرض العلاقات الاجتماعية للخطر، لكن الأسباب تختلف بحسب تأثيرها على حواسنا أو على انفعالاتنا.
عدم الإحساس بالألم شذوذ يحتمَل أن يكون خطيرًا
وحسب دراسة نشرها موقع ”caminteresse" الفرنسي، فإن أقوى هذه الأحاسيس على المستوى الجسدي هو الألم بلا شك.. إنه ردة فعل من جسمنا للإشارة إلى وجود خلل ما، فمن دون النهايات العصبية لن نعرف متى نحترق أو متى نعاني من كسر في العظام، أو متى نعاني من آلام في المعدة.
ومع ذلك، من الممكن أن يُحرَم بعض الأشخاص من هذا المنعكس بسبب تشوهات جينية (وراثية)، وهذا ما يسمى بفقد الألم، وهو عدم الإحساس بالألم.
إن عدم الشعور بالألم ليس هو السمة الوحيدة لهذا المرض، ومن بين الأعراض المعروفة هناك أيضًا فقدان حساسية اللمس، وغياب الدموع، أو الخلل في عملية التعرق، وعلى العكس من ذلك قد يصاب أشخاص آخرون بحساسية للألم أكبر من المتوسط العام.
عدم الإحساس بأي شيء عقليًا
إن عدم الإحساس بالانفعالات ظاهرة أكثر تعقيدًا، على عكس فقد الألم، فهو ليس ناتجًا عن تراثنا الجيني.
إن عدم القدرة على الإحساس بالانفعالات، سواء كانت إيجابية أو سلبية يمكن أن نجد مصدرها في العديد من الأحداث، إذ يمكن أن تكون بسبب صدمة انفعالية قوية جدًا، أو أن تكون مرتبطة بصدمة حدثت خلال الطفولة.
وتؤدي الاضطرابات الناتجة عن تلك الصدمة إلى أعراض مختلفة، فالأنهيدونيا (انعدام التلذذ) تتميز بعدم الشعور بأي انفعال إيجابي وهي في الواقع نظام دفاع يولده الدماغ.
في المقابل تمثل الألكسيثيميا (صعوبة التعبير عن الانفعالات) اضطرابًا يجعل المريض غير قادر على تحديد انفعالاته والتمييز بينها.
أخيرًا فإن الشكل الأكثر انتشارًا لغياب المشاعر والانفعالات هو الاعتلال النفسي (السيكوباتية)؛ لأنه يمكن أن يولد حالة من اللامبالاة الكاملة تجاه المشاعر والانفعالات.