منذ فترة بدأت تتغير طبيعة حركة سيارات التجارة المتنقلة والخدماتية في حارتنا، وقد ينطبق ذلك على باقي الحارات الأخرى، حيث لم تعد ابواق الباعة مرتبطة بطبيعة المواسم فقط، كموسم البطيخ والفواكة الصيفية مثلا، لكن تراجعت بعض الأشياء وظهرت اشياء أخرى ليس مكانها المناطق السكنية أصلا .
على سبيل المثال كانت سيارة اسطوانات الغاز تزور المكان أكثر من مرة لكنها تراجعت مؤخرا إلى مرتين حتى في فصل الشتاء، هذا مؤشر على ترشيد الناس بإستعمال الغاز وتراجع الإستهلاك، كذلك الأمر بالنسبة لسيارات الخردة ونبش الحاويات التي تعتمد على تجديد الأثاث وازدياد" الرابش " لايفوتني هنا تذكر مسلسل عائلتي وأنا لدريد لحام وسلمى المصري عندما كانوا يسرقون نفايات الجيران ويضعونها في سلة نفاياتهم حتى لايشعر باقي سكان العمارة بإفلاسهم.
ظهرت تجارات جوالة جديدة، بالأصل لم تكن رائحة سابقا، سيارة تبيع اقمشة وأخرى تبيع برادى من كافة الألوان والمقاسات، هذه بضائع كنا نضطر الذهاب إلى مركز المدينة لشرائها، بحيث يكون المرواح حجة بتقديسه، مشوار تسوق لاشياء مختلفة وجولة في البلدة القديمة "شمة هوا" وتحلاية ضرس بوقية كنافة احيانا.
كذلك هناك سيارة تنادي على الأشجار برغم توفر مشاتل على مرمى حجر من المنطقة، ايضا في الحارة بالكاد يزرع السكان بعض قواوير موسمية في شرفاتهم خوفا من استهلاك كميات مياه الشرب، واخرى تبيع جاط بوظة بدينار، مع توفر بقالات لا تخلو منها، وأخرى تصرخ على البرازق والغريبة والحلقوم، تتبعها سيارة منظفات وشامبوا يابلاش.. في ذات الحين قل مرور سيارة أبو عيسى للخضار وأن مر يكون مسرعا بالكاد تلحق به.
لاشك أن هذه الظواهر تؤكد على ركود السوق وضعف قدرة الناس على الشراء الذين تأكلت دخولهم التي توزعت مابين الإيجارات والمحروقات والمواصلات والطبابة والتعليم و طعام الاسبوع، والإكتفاء بالضروريات على نطاق ضيق.
لا استبعد في المرات المقبلة قدوم سيارة من سوق الصاغة الى حارتنا، أو مستشفى خاص متنقل، الفحص بدينار، بنادول، حبوب مغص، حساسية. الحق حالك.. يابلاااش.