اهتمت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الأحد، بآخر التطورات الميدانية للحرب الروسية الأوكرانية، وسط تقارير تتحدث عن قصف صاروخي واسع على عموم البلاد من الأراضي البيلاروسية، في هجوم هو الأكثر تنسيقًا حتى الآن منذ بدء النزاع قبل أربعة أشهر.
ووصفت تقارير صحفية أخرى ليتوانيا بـ"أولى ضحايا الحرب العالمية الثالثة"، وذلك على خلفية التوترات بين الأخيرة وروسيا بسبب حظر البضائع المتجهة إلى منطقة كالينيغراد الروسية.
ذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز" الأمريكية أن روسيا أطلقت العنان أمس لقصف صاروخي واسع على عموم أوكرانيا، وذلك في خضم تقدمها في معركة دونباس الشرقية وسيطرتها الكاملة على مدينة سيفيردونتسك الاستراتيجية هناك.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين في أوكرانيا قولهم إن القوات الروسية أطلقت وابلاً من صواريخ ”كروز" عبر البلاد، السبت، من سماء بيلاروسيا إلى الشمال ومياه البحر الأسود إلى الجنوب، في واحدة من أكثر الهجمات الجوية انتشارًا وتنسيقًا منذ أسابيع.
وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى مع قصف روسيا للبنية التحتية المدنية والعسكرية من الجو، اندلع قتال عنيف على الجبهة الشرقية، حيث عمدت القوات الروسية إلى قطع خطوط الإمداد عن آلاف الجنود الأوكرانيين، حيث أكد الجيش الأوكراني أن طائرات حربية روسية هاجمت مواقعه بالقرب من مدينة ليسيتشانسك، وهي آخر معقل حضري لا يزال تحت سيطرة كييف في مقاطعة لوغانسك وتضغط موسكو لتطويقه.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن الهجوم الروسي الواسع جاء قبل ساعات من وعد الرئيس، فلاديمير بوتين، بإمداد نظيره البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، بصواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية نووية في اجتماع عقد في سان بطرسبرغ.
وأضافت الصحيفة أنه في الوقت نفسه، تجري القوات البيلاروسية مرة أخرى تدريبات عسكرية بالقرب من الحدود مع منطقة كييف، مما يزيد التوترات ويضع السلطات الأوكرانية في حالة تأهب قصوى.
وتابعت الصحيفة أنه في حين أن وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية وصفت الهجوم الروسي بأنه ”استفزاز واسع النطاق لروسيا بهدف جر بيلاروسيا إلى الحرب ضد أوكرانيا"، يرى محللون عسكريون غربيون أنه من غير المرجح أن تنضم مينسك إلى حملة موسكو نظرًا لمخاطر إثارة الاضطرابات الاجتماعية في الداخل وتقويض قبضة لوكاشينكو على السلطة.
وأردفت الصحيفة: ”ولكن مع غرق روسيا الآن في حرب استنزاف طاحنة في شرق أوكرانيا، ستستفيد موسكو من أي مساعدة يمكن أن يقدمها لوكاشينكو".
وعن الهجوم الروسي الواسع، رأت الصحيفة أن أوكرانيا تواجه الآن أصعب لحظاتها في ساحة المعركة منذ الأسابيع الأولى من الحرب، معتبرة أن الضربات الصاروخية تقدم ”دليلاً وافياً" على القوة التدميرية الهائلة للترسانة الموجودة تحت تصرف موسكو.
وقالت الصحيفة في تقرير لها: ”استهدفت الضربات الروسية السبت، أيضاً مناطق من البلاد كانت هادئة نسبيا في الأسابيع الأخيرة. وحتى في المناطق الغربية والشمالية، حيث أصبح دوي الإنذارات الجوية متقطعًا، فقد دقت عدة مرات في أقل من 48 ساعة للإشارة إلى إطلاق صواريخ على مسافة قريبة".
ونقلت عن حاكم منطقة تشيرنيهيف بشرق كييف، فياتشيسلاف تشاوس، قوله إن ”ضربة صاروخية مكثفة من الأراضي البيلاروسية دمرت البنية التحتية في قرية ديسنا، حيث تمتلك القوات الأوكرانية أيضًا منشآت عسكرية".