في الوقت الذي يعاني فيه جنود أوكرانيا من نقص القوة المدفعية، إلا أنهم يعانون من مشكلة لا تقل أهمية في المعارك مع القوات الروسية.
وسلط تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على مشكلة نقص معدات الاتصال التي ظهرت جلية خلال معركة السيطرة على مدينة سيفيرودونيتسك في شرق البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "في الوقت الذي تطالب فيه الحكومة الأوكرانية بمزيد من الأسلحة عالية التقنية لإحداث توازن مع القوات الروسية، تقوض المشكلات المتعلقة بالمعدات الصغيرة والمهمة للغاية مثل أجهزة الاتصالات قدرة القوات الأوكرانية على الدفاع عن الأراضي التي لاتزال تسيطر عليها في شرق البلاد واستعادة السيطرة على ما فقدته".
وأوضحت الصحيفة أن "انهيار الاتصالات الذي عانت منه كتيبة، أحد الجنود الذين التقتهم في وقت سابق من هذا الشهر، ليس حالة شاذة بالنسبة للقوات الأوكرانية التي تقاتل في الشرق؛ بل هي مشكلة تنتشر على نطاق واسع في الخطوط الأمامية وتمس كل جانب من جوانب الحرب تقريبًا، بدءا من التنسيق في ساحة المعركة وإيصال الإمدادات إلى تحركات القوات".
وأجرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقابلات مع أكثر من 20 جنديًا أوكرانيًا خلال الأسابيع الماضية الذين شكوا جميعا من نقص أجهزة اللاسلكي ما يحد من قدرتهم على الوصول إلى القيادات للمطالبة بدعم المدفعية.
وقالوا إن "التحدث إلى الوحدات المتمركزة في الجوار كان يمثل مشكلة أيضًا، مما أدى إلى قيام القوات الأوكرانية في بعض الأحيان بإطلاق النار على بعضها البعض".
ويشكو الجنود في تلك الوحدات من أنهم معزولين في معظم الأحيان، وليس لديهم وسيلة للتواصل مع بعضهم البعض وكذلك مع القائد الذي يسيطر على المدفعية والدبابات التي تشتد الحاجة إليها.
ويقول كوستيا، جندي في وحدة أوكراني عاد مؤخرًا من الجبهة: "يبدو لي أن الاتصال غير متوازن بعض الشيء، لأننا عندما نذهب لتنفيذ بعض المهام، لا يمكننا الاعتماد على دعم المدفعية". وقد خسرت مجموعته المكونة من حوالي 100 رجل حوالي 30 ضحية في يومهم الأول على الجبهة.
وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الأوكرانية في الخطوط الأمامية غالبًا ما تكون غير قادرة على التواصل مع وحدات المدفعية المدعومة بمدافع الهاوتزر وراجمات الصواريخ.
وأكد جنود ومسؤولون أمريكيون أن ذلك يدفع وحدات المدفعية تلك إلى الاعتماد في كثير من الأحيان على طائراتها المسيرة وعلى المعلومات الاستخباراتية التي تقدمها الولايات المتحدة في كثير من الأحيان.
وقد ترك هذا الانفصال الجنود على الخطوط الأمامية عرضة لسقوط ضحايا وجعل بعض بطاريات المدفعية بطيئة في الرد على الضربات الروسية على طول خط المواجهة.
ولفت بعض الجنود إلى أن "القوات في وحدات أكثر تخصصا حصلت على أجهزة راديو مشفرة زودتها بها الولايات المتحدة ويمكنها الاتصال ببعضها البعض دون عوائق، لكن التردد العالي عرضهم لاكتشاف الروس لمواقعهم".