السعي بين الصفا والمروة من الشعائر الأساسية التي لا يصح حج المسلم دونها، لكن هناك عدد من المعتقدات والأخطاء الشائعة يجب تصحيحها.
حج بيت الله الحرام فريضة واجبة مرة واحدة في العمر على كل مسلم بالغ عاقل استطاع إليه سبيلاً، لقوله تعالى "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا"، ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا"، رواه أبو هريرة وأخرجه البخاري والترمذي ومسلم.
ويعد السعي بين الصفا والمروة ركن من أركان الحج والعمرة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بين الصفا والمروة: "اسعَوا، فإن الله كتب عليكم السعي" رواه أحمد (6 /421): وقال تعالى: "إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ الله فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا" [البقرة: 158].
وأعلنت المحكمة العليا السعودية أن الخميس 30 يونيو/حزيران 2022 أول أيام شهر ذي الحجة وعليه يكون الوقوف بعرفة يوم الجمعة 8 يوليو/تموز، ويحل أول أيام عيد الأضحى المبارك يوم السبت 9 يوليو/تموز المقبل.
ويبدأ ضيوف بيت الله الحرام أداء مناسك الحجّ في اليوم الثامن من شهر ذي الحجّة ويُسمّى يوم التروية، الذي يوافق يوم الخميس 7 يوليو/تموز، على أن ينتهي موسم الحج لعام 2022 يوم الثلاثاء 12 يوليو/تموز 2022.
الصفا والمروة اسم لجبلين صغيرين متقابلين، فأما الصفا فرأس نهاية جبل أبي قبيس وأما المروة فرأس منتهى جبل قُعَيقِعَانَ، وسمي الأول بهذا الاسم لأن حجارته من الصفا وهو الحجر الأملس الصلب، أما الثاني فسمي المروة لأن حجارته من المرو، وهي الحجارة البيضاء اللينة التي توري النار.
والسعي ركنٌ من الأركان التي لا يتم الحج والعمرة إلا بجميعها، ولا يُجبَر تركُه بدمٍ عند جمهور الفقهاء، ومن تركه أو ترك بعضه الرجوع إلى مكة والإتيان به حتى لو كان تركه بعذر، كأن يكون جاهلًا أو ناسيًا.
ويرى فقهاء الحنفية أن مَنْ ترك السعي كاملًا أو معظمَه في حج أو عمرة لعذر خارج عن إرادته فلا شيء عليه، ومَنْ تركه مِن غير عذر فعليه ذبح شاة، ومن ترك ثلاثة أشواط أو أقل من ذلك فعليه نصف صاع من بُرٍّ عن كل شوط.
الخطأ الأوَّل
يعتقد بعض الحجيج أنَّ الوضوء لازمٌ للسَّعي كلزومه للطَّواف، لكن الصواب أنَّ الوضوء لا يلزم السَّعي، فيجوز السَّعي على غير وضوء؛ لأن السَّعي لم يكن بالمسجد الحرام، ولكنه ضُمَّ بعد ذلك؛ فدخل ضمن المسجد في هذه الأيام.
الخطأ الثَّاني
قراءة الحُجاج الآية: "إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّه" [البقرة: 158]، وذلك كل شوط، لكن الصواب قراءتها مرَّةً واحدةً فقط عند الاقتراب من الصَّفا أوَّل مرَّة.
الخطأ الثَّالث
تخصيص كلِّ شوط بدعاء معين، والصواب أنَّ الحاجَّ يدعو بما شاء من الأدعية، وليس هناك دعاءٌ مخصوصٌ لكلِّ شوطٍ من الأشواط، وينبغي ألاَّ يرفع صوته بالذِّكْر أثناء السَّعي، وهناك مَنْ يترك الأدعية الواردة أثناء صعوده وهبوطه ذهابًا وإيابًا، وهذا لا يُبْطِل السَّعي، ولكنه يُنْقِص الأجر.
الخطأ الرَّابع
الرَّمَل (الهرولة) بين الصَّفا والمروة في كلِّ المسافة، والصواب أنَّ الهرولة بين الميلَيْن الأخضرَيْن فقط، وليس في كلِّ المسافة ما بين الصَّفا والمروة.
الخطأ الخامس
الرَّمَل بين العَلَمين في الأشواط الثلاثة الأولى كما يُفْعَل في الطَّواف، لكن الصواب أنَّ الرَّمَل بين العَلَمين يكون في الأشواط السبعة كلِّها، وهو سنَّةٌ في حقِّ الرجال دون النساء، مع أن حِكْمَة الرَّمَل سببها امرأةٌ؛ وهي هاجر عليها السَّلام ولكنه ليس بواجبٍ عليهم ولا مستحبٍّ.
الخطأ السَّادس
الاستمرار في السَّعي بين الصفا والمروة عند إقامة الصلاة، ظنًّا من بعض الحجَّاج أنه لا يجوز الفصل بين أشواط السَّعي، لكن الصواب ضرورة قَطْع السَّعي عند إقامة الصلاة، ومعاودة السَّعي بعد الانتهاء منها، ولا يضرُّ الفصل بين الأشواط بالصلاة.
الخطأ السَّابع
اعتبار الشوط الأول من الصَّفا إلى الصَّفا، والصواب أنه من الصَّفا إلى المروة شوطٌ، ومن المروة إلى الصَّفا شوطٌ، وهكذا.