حمل تقرير أممي كوريا الشمالية المسؤولية عن تصدير مواد وتكنولوجيا، قد تستخدم في البرامج الصاروخية والكيميائية العسكرية إلى سوريا، في مخالفة للحظر الأممي.
وذكر الخبراء الأمميون المراقبون لتطبيق العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، أن تحقيقاتهم في تصدير بيونغ يانغ الصواريخ الباليستية المحظورة والأسلحة التقليدية والبضائع ذات الاستخدام المزدوج إلى دول أخرى أظهرت أن أكثر من 40 شاحنة غير مبلغ عنها وصلت سوريا أثناء فترة ما بين عامي 2012 و2017. وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" أمس الثلاثاء بأن التقرير الأممي المؤلف من أكثر من 200 صفحة ويتوقع الدبلوماسيون نشره منتصف مارس المقبل يضم معلومات مفصلة بشأن "أدلة جديدة موثوق بها" على صفقات غير رسمية بين كوريا الشمالية وسوريا في عام 2008. ونقل التقرير عن عضو في مجلس الأمن الدولي كشفه عن ضلوع شركة "ريونهاب-2" الكورية الشمالية في ذلك العام في برنامج سوريا الصاروخية الباليستية، وخاصة في المشروع المتعلق بصواريخ "سكود-دي". وفي وقت لاحق، أشار التقرير إلى أن وفدا فنيا من كوريا الشمالية أدخل إلى سوريا في أغسطس 2016 أصمة وموازين حرارة خاصة تستخدم في البرامج الكيميائية العسكرية، حسب عضو آخر في مجلس الأمن. وأفاد المصدر نفسه بأن خبراء من كوريا الشمالية لا يزالون يعملون في مواقع خاصة بالأسلحة الكيميائية والصواريخ الباليستية في برزة وعدرا قرب دمشق وكذلك في حماة. إلى ذلك، أكد الخبراء في التقرير أنهم يحققون في أنشطة كبير مندوبي "مؤسسة كوريا التجارية لتطوير التعدين" لدى سوريا ريو جين المدرج على قائمة العقوبات الأممية، مضيفا أنه صدر إلى سوريا كريات معدنية وكابلات ألياف بصرية بقيمة 56 ألف يورو و48 ألف يورو على التوالي. وردت الحكومة السورية، حسب التقرير، على هذه الاتهامات بنفي عمل أي شركات تقنية كورية شمالية في البلاد، مضيفة أن تواجد مواطنين كوريين شماليين في الأراضي السورية يقتصر على مجال الرياضة، لكن دون تلبية طلب لتقديم أي وثائق رسمية تثبت ذلك أو تشرح عدد هؤلاء. كما يحقق الخبراء في نقل شركة "Cheng Tong Trading Co. Ltd" الصينية في عامي 2016 و2017 إلى سوريا 13 حاوية تضم البلاط المقاوم للحمض، حيث يعتقد أنها استخدمت في بناء موقع كيميائي عسكري. وأشار التقرير إلى أن الخبراء حصلوا في يوليو المنصرم على وثائق تظهر أن بعض الشاحنات الكورية الشمالية غير المبلغ عنها سلمت إلى مركز البحوث والدراسات العلمية السوري والذي تتهمه الولايات المتحدة بتطوير وإنتاج أسلحة غير تقليدية. وعلاوة على سوريا، فقد شدد التقرير على تورط كوريا الشمالية في تصدير أسلحة تقليدية إلى ميانمار، بما في ذلك منصات صاروخية وصواريخ "أرض-جو" ومنظومات الصواريخ الباليستية، وذلك نقلا عن عضو في مجلس الأمن.