يُعد مشعر مزدلفة ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجاج خلال أدائهم مناسك الحج، وتقع بين مشعري منى وعرفات .
ويقيم الحجاج فيها صلاتي المغرب والعشاء جمع وقصر "تأخير"، بعد نفرة الحجاج من عرفات، ويبيتون فيها حتى صباح اليوم التالي يوم عيد الأضحى، يصلون الفجر، ويجمعون الحصى، ثم يدفعون منها إلى منى.
سماها الله المشعر الحرام وذكرها في قوله تعالى: (فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام).
والمبيت بمزدلفة واجب على الحاج، من تركه فعليه دم (ذبيحة)، والمستحب الاقتداء بالرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- في المبيت إلى أن يُصبح، ثم يقف حتى يسفر، ولا بأس بتقديم الضعفاء والنساء، ثم يدفع إلى منى قبل طلوع الشمس.
وتعود تسميتها بمزدلفة حسب ما ذكره العلماء والمؤرخون لنزول الناس بها في زُلَف الليل أي أوله، وقيل أيضاً لأن الناس يزدلفون فيها إلى الحرم، كما قيل إن السبب أن الناس يدفعون منها زلفة واحدة أي جميعاً.
ويُعد مشعر مزدلفة بكامله موقفاً عدا وادي محسر، الذي يقع بينه وبين منى، وسمي بمحسّر كما أفاد به مدير مركز تاريخ مكة المكرمة فواز الدهاس؛ لأن الله عز وجل حسر فيه فيل أبرهة من التقدم نحو الكعبة.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتى وادي محسر حرك ناقته وأسرع في السير وهذه هي عادته صلى عليه وسلم في المواضع التي أنزل الله سبحانه وتعالى بأسه بأعدائه.
ومساحة مشعر مزدلفة الإجمالية 963 هكتارًا، يستفاد منها للحجاج 682 هكتاراً، وفيها مسجد المشعر الحرام، وهو المسجد الذي ورد ذكره في قول الله تعالى: (فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام).
والمشعر الحرام هو مسجد بمزدلفة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقف عنده ويستقبل القبلة ويدعو الله ويكبّره ويهلّله وحده
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينزل عند قبلته الذي يقع في بداية مزدلفة على قارعة الطريق التي تفصل بين التل والمسجد، ويبعد عن مسجد الخيف نحو 5 كيلومترات، وعن مسجد نمرة 7 كيلومترات.
وتبلغ مساحة المسجد بعد توسعته 6 آلاف متر مربع، وأصبح طول المسجد من الشرق إلى الغرب 90 متراً وعرضه 56 متراً.
وبات يستوعب أكثر من 12 ألف مصلٍ، وله منارتان بارتفاع 32 متراً، وله مداخل في الجهات الشرقية والشمالية والجنوبية.