نيروز الإخبارية : في قرية "كوستيانتينيفكا" بمنطقة دونيستك شرق أوكرانيا، تسبب الغزو الروسي في تغيير روتين رجل دين مسيحي، وفي الوقت ذاته يصلي المسلمون بالقرية من أجل "انتهاء الغزو".
وواصل الجيش الروسي قصفه المتواصل، لمنطقة دونيتسك في شرق البلاد حيث يخطط بعد أربعة أشهر ونصف شهر من بدء الحرب في أوكرانيا "لشن عمليات جديدة" وفقا لمسؤولين أوكرانيين.
بين الكنيسة والجبهة
تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، في تقسيم رجل الدين المسيحي الأوكراني، فيتالي كيستر، يومه بين قداس في الكنيسة، وآخر مع الجنود في ساحات القتال بشرق أوكرانيا.
وتقع الكنيسة التي يقودها رجل الدين الأوكراني في قرية "كوستيانتينيفكا" على الخطوط الأمامية للمعارك في منطقة دونيستك، ودفعت الحرب معظم أتباع كيستر إلى ساحات القتال، حسب تقرير لـ"واشنطن بوست".
ولذلك بدأ رجل الدين البالغ من العمر 46 عاما، في ارتداء "سروال الجيش الأوكراني"، تحت رداءه، حيث يقيم "قداس الأحد" مرتين الأولى داخل الكنيسة والثانية مع الجنود في ساحات القتال شرق البلاد.
وفي مطلع يوليو، أعلنت القوات الروسية السيطرة على منطقة لوغانسك، وتستهدف الآن منطقة دونيتسك لاحتلال حوض دونباس بكامله (شرق) الذي يسيطر عليه جزئيا الانفصاليون المدعومون من موسكو، منذ عام 2014، بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية، حسب "فرانس برس".
وقال رجل الدين المسيحي الأوكراني "هناك حربان تجريان هنا الآن، الكفاح من أجل أرضنا والقتال من أجل الروح"، حسب "واشنطن بوست".
وتم تثبيت ألواح على نوافذ الكنيسة "ليس لحمايتها من الروس الذين يقتربون من البلدة بشكل مطرد"، ولكن من بعض "الجيران" المتعاطفين مع روسيا، حسب "واشنطن بوست".
وطلبت السلطات العسكرية الأوكرانية عدم الكشف عن الموقع الدقيق للوحدة التي يقدم فيها كيستر عظاته.
ويقدم رجل الدين المسيحي عظاته ونصائحه لمجموعة من الجنود في الجبهة من أجل "تحفيزهم على القتال في سبيل وطنهم".
"تحرير الأرض"
بالمقابل، ومع بدء غزو روسيا لأوكرانيا، كان المفتي سعيد إسماعيلوف أحد القادة الروحيين المسلمين في أوكرانيا، قد قرر أنه سيتنحى عن واجباته الدينية للقتال من أجل بلاده.
وُلد إسماعيلوف ونشأ في دونيتسك، وفر منها عام 2014 عندما استولى الانفصاليون الذين تدعمهم موسكو على مدينته، وفقا لوكالة "أسوشييتدبرس".
في نهاية العام الماضي، مع بروز تحذيرات من هجوم روسي وشيك، بدأ إسماعيلوف التدريب مع كتيبة دفاع محلية، بحلول ذلك الوقت كان قد عمل مفتيا لمدة ثلاثة عشر عاماً.
وفي مقابلة مع "أسوشييتدبرس" من بلدة كوستيانتينيفكا، قال إسماعيلوف البالغ من العمر 43 عاما "هذه المرة اتخذت قرارا بعدم الهروب"، مضيفا "سأقاتل".
وبدأ إسماعيلوف العمل كسائق عسكري للمسعفين لإجلاء الجرحى من الخطوط الأمامية والبلدات المحاصرة، وعن وظيفته قال إنها "استمرار لواجبي الروحي أمام الله".
وتابع: " كان النبي (محمد) نفسه محاربا، لذلك أتبع مثاله ولن أهرب أو أختبئ، ولن أدير ظهري للآخرين".
ويوم السبت، كان إسماعيلوف واحدا من عشرات المسلمين الأوكرانيين الذين تجمعوا في مسجد كوستيانتينيفكا، للاحتفال بعيد الأضحى.
ويعد المسجد الأخير الذي يعمل في المنطقة الخاضعة للسيطرة الأوكرانية في دونباس، حيث أخبر إسماعيلوف "أسوشييتدبرس" بأن هناك نحو 30 مسجدا في المنطقة، لكن معظمها "تحت سيطرة روسيا".
في خطبته التي أعقبت صلاة العيد، أخبر إسماعيلوف المصلين بأن العيد هذا العام له أهمية رمزية في خضم الحرب.
في الأسبوع الماضي، استولت روسيا على مدينة ليسيتشانسك، آخر معقل رئيسي للمقاومة الأوكرانية في مقاطعة لوغانسك الشرقية، وفقا لـ"فرانس برس".
وبينما كان الجنود يجهزون الأضاحي المعتادة للعيد، تعرضت منطقة سكنية في "كوستيانتينيفكا "على بعد عدة كيلومترات لقصف عنيف، وقال إسماعيلوف إنهم سيصلون من أجل النصر وتحرير الأراضي المحتلة، حسب الوكالة.