شككت صحف عالمية صادرة يوم الثلاثاء، بقدرة كييف على شن هجوم مضاد، لاستعادة الأراضي الخاضعة لسيطرة موسكو في جنوب البلاد.
يأتي ذلك في وقت يشهد فيه شرق أوكرانيا قصفا روسيا عنيفا، استعدادا لهجوم جديد للسيطرة على مقاطعة دونيتسك.
وناقشت الصحف تقارير أخرى تتحدث عن مخبأ ”محصن" يعتزم الاتحاد الأوروبي إقامته بمليارات اليوروهات للهروب من التنصت الخارجي، وخاصة الروسي، على اجتماعات القادة الحساسة.
ذكرت صحيفة ”الغارديان" البريطانية، أن أوكرانيا تتسلح بـ"الصبر" في مواجهة روسيا المتفوقة في كل الاتجاهات، مشيرة إلى أنها تأمل في أن يؤتي هذا التكتيك بثماره في قلب موازين الحرب ضد موسكو.
جاء ذلك بعدما أعلن وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، أن بلاده تأمل في تجميع ”مليون جندي" لمحاولة استعادة الأراضي التي احتلتها روسيا.
وقالت ”الغارديان" إن كييف ستحتاج إلى التخطيط بعناية لـ"هجومها المضاد المزعوم".
وأضافت الصحيفة، أنه ”مهما كانت الادعاءات مثيرة للإعجاب، فمن الصعب تصديق أن أوكرانيا قادرة حتى الآن على شن هجوم مضاد فعال ضد روسيا، حتى لو بدأت صواريخ هيمارس الأمريكية والمدفعية الصاروخية البريطانية إم 270، بمداها من 70 إلى 80 كم، في الوصول واستُخدمت بشكل جيد".
واعتبرت الصحيفة البريطانية في تحليل إخباري لها، أن ”الخطط الأوكرانية تحتاج إلى الصبر في حرب تشهد قتالاً عنيفاً بلا هوادة"، مشيرة إلى أن ”حدوث تحول في المد العسكري سيستغرق على الأرجح بعض الوقت".
ونقلت الصحيفة عن أوريسيا لوتسفيتش، باحثة سياسية في ”مركز أبحاث تشاتام هاوس"، قولها إن ”فكرة الهجوم المضاد، فكرة شائعة للغاية داخل أوكرانيا"، لكنها أشارت إلى أن كييف ”تحتاج إلى إقناع الغرب أنه بمساعدة مستمرة، فإن جيشها لديه فرصة واقعية لهزيمة الروس".
وأشارت الصحيفة، إلى أن أوكرانيا ”بدأت الحرب بجيش قوامه 125 ألف جندي بالإضافة إلى 100 ألف في الحرس الوطني وحرس الحدود، لكن كييف تزعم أنها تمتلك الآن جيشا يقدر قوامه بـ700 ألف، بالإضافة إلى 300 ألف آخرين من القوات شبه العسكرية".
واعتبرت أن ”المشكلة الرئيسة ليست في عدد أفراد الجيش، بل في نوعية الجنود أنفسهم"، مشيرة إلى أن معركة دونباس الجارية ”أثبتت تفوق القوات الروسية بعدما حولت تركيزها إلى القصف المدفعي، وهو تكتيك تسبب في خسائر هائلة في صفوف الجيش الأوكراني".
وقالت الصحيفة إن ”الأسلحة الغربية الأكثر تطورا تخلق مشاكل جديدة لأوكرانيا بسبب أزمة التدريبات. وفي الوقت نفسه، تظل الولايات المتحدة -المورد الرئيس للأسلحة- حذرة بشأن الكمية التي ستوفرها من المعدات الأساسية.. وكلها أمور مهمة إذا أرادت أوكرانيا تنفيذ هجوم مضاد ناجح".
وأوضحت أن أوكرانيا ”تأمل في أنه من خلال الهجوم المضاد والضرب بشكل أعمق خلف خطوط العدو، فإن المدفعية الصاروخية ستعطل قدرة موسكو على مواصلة هجومها الطاحن في دونباس".
وذكرت الصحيفة ”من المؤشرات الرئيسة على ما إذا كانت أوكرانيا تستطيع وقف الروس، هو ما إذا كانت موسكو ستتمكن من شن هجوم كامل ضد مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك بمقاطعة دونيتسك، وهما أكبر مركزين سكنيين هناك"