أصدر الإعلامي والباحث في الفكر السياسي الحداثي محمد فلاح الزعبي كتابه الخامس والذي جاء بعنوان " الاعلام وادارة الازمات .. المفاهيم والتطبيقات "
وقال الزعبي أن الكتاب الخامس عبارة عن دراسة أكاديمية اشتملت على استطلاع رأي هو الأول من نوعه في الأردن الذي بحث ثلاث أزمات مفصلية في ثلاث سنوات من عمر الدولة الأردنية.
وبين الزعبي بأن الكتاب يتكون من خمسة فصول تشتمل على عدد من المباحث التي تعتبر مرجعا للباحثين والأكاديميين ليبنوا عليها دراسات مستقبلية متخصصة بالإضافة الى أنه مرجع للإدارات المعنية بالأزمات وكذلك إدارات المؤسسات الإعلامية والتي لها دور مركزي أثناء الأزمات والكوارث .
وقال يتميز الكتاب بأنه مكتوب بالطريقة الأكاديمية من ناحية الشكل فيما تم استخدام أكثر من منهج تحليل في المضمون، والذي فرضته طبيعة القضية قيد الدراسة وشموليتها الكبيرة، فتم استخدام الاستقراء والاستنباط بالإضافة الى التحليل الكمي والنوعي ثم تحليل الاستبانات والبيانات للوصول الى نتائج أكثر دقة .
ولفت أنه جاء في الفصل الأول خطة البحث والمنهجية من أهداف الدراسة وفرضياتها ومشكلتها وتساؤلاتها وحدودها الموضوعية والزمانية والمكانية بالإضافة الى الدراسات السابقة كافة .
فيما جاء الفصل الثاني محددا لمفاهيم الأزمات والكوارث وخصائصها وطبيعتها بالإضافة الى مراحلها وطرق التعامل معها في كل مرحلة ، عدا عن تمييزها عن بعض المصطلحات المتداخلة مثل الكارثة والمشكلة والصراع ، فيما كان من أبرز النتائج التي تم التوصل لها هنا هو أنه لا توجد اي دراسة سابقة أو حتى اعلامية تنبهت الى مرحة مهمة في ذات السياق وهي إدارة ما بعد الأزمة والتي هي مهمة جدا فكان لا بد من بحث هذه القضية بشكل مفصل وهنا تم اطلاق مصطلح " سيكيولوجية ما بعد الازمة " لأن لها أسلوب وطريقة في الإدارة مختلفة تماما عن إدراة الأزمة إجرائيا .
وتابع تضمن كذلك إدارة ما بعد الأزمة عدم تكرارها وإن تكررت تكون السيطرة عليها أكبر والتقليل من آثارها لدرجة كبيرة ، وكذلك ضمان عدم تحولها أو جزء منها الى أزمات مزمنة تضاف الى الأزمات المزمنة الموجودة في الدولة .
فيما جاء الفصل الثالث بعنوان " الاعلام في ظل الازمات والكوارث " واشتمل على مباحث بعناوين مهمة مثل مفهوم إعلام الأزمات والكوارث وأهميته بالإضافة الى تأثيره ، عدا عن بحث قضية اعلام ادارة الازمات وتم اخذ المتحدث الرسمي خلالها نموذجا وكذلك اسس واستراتيجيات اعلام الازمات والكوارث ودور الاعلام في كل مرحلة من مراحلها ثم اعلام الازمات والشائعات والنكتة وتاثيرهما على الراي العام وعنوانين اخرى هامة توصل القارئ بمجموعها الى الاجابة عن سؤال هل الاعلام في ظل الازمات جزء من الحل ام جزء من التأزيم .
اما الفصل الرابع فكان تخصصيا أكثر فبدا بدراسة ثلاث أزمات متمايزة مرت على الأردن خلال الثلاث سنوات الماضية وهي : أزمة كورونا كنموذج للأزمة الزاحفة الممتدة والشاملة ، ثم أزمة ما أطلق عليه قضية الفتنة كنموذج للأزمة المتفجرة ، وأخيرا كانت أزمة نقابة المعلمين الثانية كنموذج لأزمة ذات طابع صراع سياسي بين مكون من مكونات الدولة والحكومة .
وكان الفصل الخامس عبارة عن استطلاع راي شامل جاء باسلوب جديد فرضته طبيعة القضية قيد الدراسة حيث كان عبارة عن ثلاث استطلاعات في استطلاع واحد ، كما ان طبيعة الاسئلة متنوعة بين قراءة اتجاهات معرفية وكذلك اسئلة قياس تقييم ثم أسئلة رأي وغيرها ، كما هناك مجموعة أسئلة عامة حول الإعلام وإدارة الأزمات ثم أسئلة خاصة عن الإعلام وادارة ازمة كورونا ثم أسئلة عن الإعلام وإدارة أزمة الفتنة ثم أسئلة حول الإعلام وإدارة أزمة نقابة المعلمين .
وبين أنه شارك في الاستطلاع 1122 عينة تم اخذها على شكل عينات احتمالية منتظمة وكانت نسبة الإستجابة فيها 94% ، وضم الاستطلاع 31 سؤالا تم الإجابة عليها بشكل كامل وتم تحليلها بأسلوب علمي منهجي للوصول الى نتائج دقيقة وفق المعايير العلمية المتبعة .
وقال مؤلف الكتاب الزعبي بان فكرة الدراسة جاءت بعد أن أصبحت الأزمات حتمية الوقوع في كل دولة وكل مجتمع أو تجمع بل أنها أصبحت وكأنها القاعدة ثم إن تأثر الأزمات لم يعد مقتصرا على البيئة التي تحصل بها الأمة بل بات يتعداه الى كافة القطاعات ويؤثر على حياة كافة المواطنين بسبب التشابك الكبير الذي تفرضه طبيعة الحياة المعاصرة في ظل التطور التكنولوجي .
وأضاف الزعبي بأن دور الإعلام تعاظم بشكل كبير في العصر الحديث وأصبح محوريا ومركزيا وويؤثر في الرأي العام بل وموجه له الى درجة تغيير قناعاته وإعادة ترتيب أولوياته ، وخاصة في ظل الأزمات حيث يلجأ المواطن لمعرفة المعلومة بل والتفسير للحدث ليكون صورة واضحة لها يمكنه التعامل والتاقلم مع تأثيرهاتها ومن هنا كان لزاما على الباحثين والدارسين التنبه لهذا الموضوع العام ووضع ملامحه وقواعد التعامل معه كي يكون جزءا من الحل .
ويذكر ان الزميل محمد فلاح الزعبي هو إعلامي وباحث في الفكر السياسي الحداثي وله أربعة كتب صادرة هي : الإستعمار الإمريكي الجديد للشرق الاوسط : ملامحه وتداعياته ، وكتاب مثلث الحركات الإسلامية وفرضية التكوين الإسلامي الجديدة وكتاب أساسيات في الإعلام المعاصر ثم كتاب الربيع العربي : المقدمات والنتائج ويعتبر هذا الكتاب " الإعلام وإدارة الازمات .. المفاهيم والتطبيقات هو الكتاب الخامس له .