2024-11-25 - الإثنين
3 مباريات بدوري الدرجة الأولى لكرة القدم غدا nayrouz الحكومة ترصد 4.5 مليون دينار للتنقيب عن البترول والثروات المعدنية العام المقبل nayrouz بدء المرحلة الأولى من توسعة مستشفى الأميرة إيمان في دير علا nayrouz رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل السفير الماليزي في عمان nayrouz بعد ظهوره بفيديو تداوله الأردنيون.. وفاة الشاب نادر الزبون nayrouz 242 مليون دينار دعم حكومي لـ"الغاز وسلع استراتيجية" العام المقبل nayrouz العموش يكتب ، لا رحمه لمن يرفع السلاح علينا nayrouz إطلاق منصة الأبحاث والابتكارات المائية لتعزيز الحلول المستدامة nayrouz شراكات بحثية وأكاديمية بين جامعات العلوم nayrouz وزير العمل: تصويب أوضاع 5 آلاف عامل وافد مخالف خلال أسبوعين nayrouz المياه بالتعاون مع الأجهزة الرسمية تواصل ضبط اعتداءات كبيرة على نبع وادي السير ...صور nayrouz الحنيطي يكرم عددا من ضباط وضباط صف القوات المسلحة nayrouz علي الجسار الزبون يعلن ترشحه لرئاسة بلدية النسيم nayrouz "إنجاز" تختتم التصفيات نصف النهائية لتحدي الأعمال nayrouz غالانت يطير إلى واشنطن .. وخوف إسرائيلي من "حدوث المحظور" nayrouz الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي nayrouz الشرفات يرعى افتتاح دورة مساعدي ومساعدات قائدي وقائدات وحدة الكشافة والمرشدات للعام 2025/2024 nayrouz الملتقى العربي الثامن: منصة لتعزيز الاستدامة والتميز المؤسسي في ظل الثورة الرقمية nayrouz جلسة تعريفية عن مشروع مختبر الابتكار للتغذية في جامعة الزرقاء nayrouz 1.4 مليار دينار نفقات رأسمالية بموازنة 2025 بالأردن nayrouz
وفيات الأردن اليوم الإثنين 25-11-2024 nayrouz وفاة الشاب معزوز قاسم العزام nayrouz الأمن العام ينعى وفاة الملازم أول ليث هاشم الكساسبة nayrouz وفاة الحاج عيسى شقيق اللواء الركن ماجد خليفة المقابلة nayrouz وفاة شقيقة المعلمة " سارة أبو سرحان " nayrouz وفيات الأردن اليوم الأحد 24-11-2024 nayrouz المقدم سفاح طرقي السرحان في ذمة الله nayrouz وفاة فوزية غانم الحريثي الطائي (أم منصور) زوجة الحاج عازم منصور الزبن nayrouz والدة النائب السابق نواف حسين النعيمات في ذمة الله nayrouz لواء الموقر يودّع الشاب بدر عليان الجبور بحزنٍ عميق وشديد ..." صور فيديو " nayrouz وفاة الحاجة رسميه محمود ابو حسان ارملة المرحوم الحاج عودة البدور nayrouz وفاة العقيد زياد رزق مصطفى خريسات nayrouz ذكرى وفاة الشاب المرحوم بندر صقر سالم الخريشا nayrouz الشاب بدر عليان مشوح الجبور في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن اليوم السبت 23-11-2024 nayrouz شكر على تعاز من عشيرة المحيسن بوفاة المقدم القاضي العسكري سمير مشهور المحيسن nayrouz وفاة والد " اسراء عبدالفتاح " nayrouz عائلة المرحوم نويران الساير الجبور تعبر عن شكرها لكل من واساها في مصابها nayrouz أسرة مستشفى البادية الشمالية تعزي الزميلة إسراء أبو شعيب بوفاة والدها nayrouz الوكيل المتقاعد عوده حمد آلزلابيه في ذمة الله nayrouz

الدكتور المعايعة يكتب دراسة عن أثر وسائل التواصل الإجتماعي على انتشار الإشاعات في المجتمع.

{clean_title}
نيروز الإخبارية :


بقلم : الدكتور محمد سلمان المعايعة الأزايدة /أكاديمي وباحث في الشؤون السياسية.

 

 ◼️ نالت وسائل التواصل الإجتماعي فيض من الدراسات والأبحاث لبيان آثارها السلبية والإيجابية على المجتمع ومدى ترابط وتماسك  قيم النسيج الأجتماعي فيه ، حيث تشكل مكانةً أساسيّة في الحياة المعاصرة ، وتحتل سلطة نشر الخبر الموثوق أو غير الموثوق ، وتؤثر في شريحة واسعة من الناس من خلال عملية التلقي في وسائط التواصل الاجتماعي  المختلفة خصوصًا أن انتشارها يكون على نطاق واسع، وفي وقت قياسي أكبر ، حيث أن من إفرازاتها وأثارها الاجتماعية المتداولة الاشاعات المختلفة  التي تهدف إلى النيل من قدرات وإمكانيات المجتمع وتعيق من تقدمه ونهضته.فقد ساعد انتشار الإشاعات  في التأثير  على بناء القناعات لدى الشعوب  والأفراد من خلال التكرار والترويج المناسب بأدواتها المختلفة ، حيث تتيح هذه الوسائل للقوى الفاعلة من تقديم رسائل متشابهة ومتكررة للأقناع حول قضية معينه  أو موضوع ما  أو شخصية محددة  ، بحيث يؤدي هذا العرض التراكمي المتكرر إلى التأثير على المتلقي دون إرادة منه شاء أو أبى، كما أن اقناع الناس بالأفكار ليس شيئا بعيد المنال  ولكنه يحتاج إلى فن وفكر ومهارة ، فالناس يمكنهم أن يتخلوا عن أفكارهم إلى أفكارك بمحض إرادتهم إذا اقنعتهم بها ، فتغير القناعات لا يمكن حصولة بالضغط أو بالالزام ابداً ، بل بتغير القناعات بالرضا والقبول والإثبات والبرهان والجاذبية والتقريب....فالاشاعات تعتبر طائر أسرع من الصوت إذا وجدت البيئة الحاضنة التي  تدعمها وتؤيد أفكار مروجيها ومهندسيها،  وتعدُّ  وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا من حياة وتفاصيل الإنسان اليومية التي من خلالها يتحكم بتواصله مع الآخر وإدارة أعماله ومهامّه، إذ أصبحت تلك الشبكة العالمية أداة يصحّ الاعتماد عليها في الحياة العملية والاجتماعية، وتمكِّن بدورها من الانفتاح على البيئات المختلفة فتجعل العالم بأكمله دائرة يُمكنُ الوصول إلى أي طرفٍ من أطرافها بسرعة عالية وتكلفة منخفضة وجهد قليل ، وهذه الثورة الرقمية لا شكّ أنّها ثورة معرفية في وجهٍ من وجوهها، ولشدةِ التصاقها بحياةِ الإنسان في هذا الوقت يمكنُ القول بأنّ عدم اعتمادها يشكّل إشكاليةً في التكيُّف مع هذا العصر.... إنّ وسائل التواصل الاجتماعي سلاحٌ ذو حدّين، ولا بُدّ من ترشيد استخدامها لتكون وسيلة لتطوير الإنسان ونهضته العلمية والثقافية والاجتماعية، ومطلوب كذلك أن يكون كل متحدّث مُنصف ويركّز على الإنجازات والإنتاجية والإيجابية ويبتعد عن السلبيات والمنغّصات وغيرها. 
ونتيجة لتباين  الأثار الإيجابية والسلبية  لوسائل التواصل الاجتماعي على المجتمعات الإنسانية، فقد أصبح لكل ظاهرة اتصالية من وسائل التواصل الاجتماعي ميزة سواء أكانت إيجابية أم سلبية، فكل من هاتين الحالتين إلا واتسم بالغموض والغربه وسواء الفهم ، ومن هنا ظهر مفهوم  الإشاعات التي تهدف إلى غسل الدماغ والتي وصفت بأسوأ شهرة لها في التاريخ النفسي والسياسي، اذ حفلت معظم الدراسات وأراء الباحثين والكتاب بهذه الظاهرة بالكثير من التهويلات والغرائب التي تصل حدود العجب واثارة الدهشة سواء على مستوى الفرد العادي أو الحكومات، وهذا الغموض والاختلاف في تحديد ظاهرة اتصالية مثل نشر الإشاعات؛ بهدف غسل الدماغ والتي تعد من أكثر أساليب الحروب النفسية خطورة.. لذلك فأن غسل الدماغ الذي يعني تغير الاتجاه في الفكر والتحرر الفكري والثقافي، والاختراق الفكري الذي يهدف إلى الإقناع  للفئة الموجه إليها. ويأتي دور وسائل التواصل الاجتماعي في صناعة  وتشكيل الإشاعات من خلال تأجيجها عن طريق الرأي العام واتجاهاته نحو حادثة معينة ويؤثر بطريقة غير مباشرة على نجاحها إو فشلها من خلال زرع أفكار معينة من خلال الخديعة والكذب بحيث تؤدي إلى تصور معين للموقف يختلف عن حقيقته مما يترتب عليه عند اكتشاف تلك الحقيقة نوع من الصدمة النفسية تؤدي بالتالي إلى شلل نفسي ومن ثم عدم القدرة على المواجهة بأدوات تتناسب مع حجم الضرر والأذى..
 
تعتبر الإشاعات ظاهرة اجتماعية ولا يوجد مجتمع بشري يخلو منها، ولها من التأثير  الأثر القوى على المجتمع في كافة المجالات حسب أهدافها ومن يقف وراءها ويحركها حسب أهدافه ومصالحه.ففي الوقت الذي أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي إحدى الأدوات المهمة فيما يطلق عليه الإعلام الاجتماعي أو الإعلام الجديد أو البديل بالنظر لما تقوم به من دور متعدد الأبعاد، سياسي واجتماعي وثقافي واجتماعي، فإنها تظل في الوقت ذاته حاملة أو مروجة لأحد مصادر التهديد للأمن الوطني للدول والمجتمعات، في ظل لجوء البعض إلى توظيفها بشكل سيئ في نشر الإشاعات والأكاذيب المغرضة. من هنا ظهر تيار سلبي له دور فاعل في صناعة الإشاعات  وتأجيجها وتغذيتها ورسم مسارها، وفي توظيفها في صناعة الكراهية والتطرف والانحرافات السلوكية وممارسة العنف والاضطراب عندما يكون وسيلة لنشر فكرة  الإشاعات وترويجها لتعميق تأثيراتها السلبية في المجتمع ، وهناك تيار آخر إيجابي يدعو إلى مواجهة آثار الإشاعات والدعوة لمحاربتها بالفكر واليقظة والحركة والاقناع والحوار ،  فمثلاً الإعلام يكون إيجابيا إذا تم توظيفه في صناعة الأمن والسلام والاستقرار فإنه  سلاح لمواجهة الإشاعات ، وذلك لأن الإعلام وسيلة لتكوين الرأي العام واتجاهاته نحو حادثة معينة ويؤثر بطريقة غير مباشرة على نجاح إو فشل سياسات وإستراتيجيات الحكومة في أية دولة من الدول لمواجهة الإشاعات ، فوسائل الإعلام لها دور فاعل في تشكيل سياق الإصلاح السياسي في المجتمعات المختلفة حيث تعكس طبيعة العلاقة بين الدولة والمجتمع، وبين النخبة والجماهير إذ تم توجيه لمواجهة آثار وسائل التواصل الاجتماعي ومنها الإشاعات والعنف وبيان مخاطرهم وأضرارهم على الإنسانية. وكل منهما التيار الإيجابي والسلبي يتناول الإشاعات حسب إيديولوجياته ومذاهبه الفكرية، ومن منبره الثقافي ودوافعه ومصالحه وأهدافه، ودرجة نفوذ محركهم في الساحة الدولية والإقليمية والمجتمعات .
 ونحن  في هذه الورقة سنلقي الضوء  على مفهوم الإشاعات إيجابياتها وسلبياتها ومقاومة آثارها السلبية.. وسيكون تركيزنا على سلبياتها وكيفية وطرق مواجهة آثارها السلبية على المجتمع  بأعتبارها أحد المعيقات في إستقرار المجتمع وتطوره وتحقيق التنمية بأنواعها... 
فقد إكتضت الأدبيات والنظريات المختلفة لتفسير ظاهرة الإشاعات ، وكذلك ما تناوله الباحثين والمثقفين بالبشرح والتفسير والتحليل لبعض الزوايا الغامضة لهذه الظواهر، فوسائل التواصل الاجتماعي هي أحد المكونات الرئيسية لصناعة ظاهرة الإشاعات في المجتمع والتي تساهم في خلق الاضطرابات السياسية والثقافية والاقتصادية والأمنية في العصر الحديث  لأن وسائل التواصل الاجتماعي هي نتاج الثورة التكنولوجية الهائلة ، فهي تُعد بلاء العصر  والتحدي الذي يواجه العالم ، وتعتبر من المشكلات المستعصيه ولها آثار سلبية تفوق آثار الحروب على المجتمعات والتأثير على كيان الدول وعلى السياسة والاقتصاد ، فالاشاعات  تعتبر أحد أساليب الحروب النفسية التي تستهدف التاريخ والحضارة والتراث الإنساني في الدول والمجتمعات، فهي حرب ضد الحقيقة وتهدف إلى إضعاف المجتمعات وسلب قدراتها على التطور والنماء والنهضة ومحاربة الحداثه والتحديث والتشكيك في قدرات المجتمع بالصوره التي يرسمها مروجيها لخلق التضليل والأرباك بين الناس وصرف انتبائهم عن القضايا الرئيسية في مجتمعاتهم ...
أن الإشاعات تهدد الشعور بالأمن عند الاشخاص، وهي مصدر للضغط النفسي والتوترات، وتصنع الإرباك  في المجتمع والفتن لأنها خبر كاذب يهدف إلى إضعاف المجتمع والنيل من النسيج الاجتماعي وتماسكه وبث حالة من عدم الاستقرار في نواحي الحياة ، والتأثير كذلك في تماسك النظام السياسي، خاصة حينما تتعلق الإشاعة برموز الدولة، وقياداتها السياسية، فإن تأثيرها يكون أقوى، ولاسيما إذا كانت هذه الرموز تحظى بحب قوي من جانب الشعب بفئاته المختلفة.
 وتظهر أهمية الإشاعات بوصفها أسلوبا من أساليب الحرب النفسية لدى التيار الفكري الداعم لهذا الاتجاه لنشر معلومات بين الناس الهدف منها التأثير في الرأي العام  وفي السلوك الاجتماعي للجماهير وفق اتجاه معين يضعف قدرات الخصم الموجه له الإشاعة ، وتعتبر الإشاعات من أبرز الظواهر الاجتماعية السلبية التي تنتشر بسرعة البرق في أي مجتمع حتى أصبحت خطرا وهاجسا مقلقاً يهدد حياة الأفراد وأمن المجتمعات واستقرارها، ولقد ذاع صيتها بشكل واسع بعد التطور التكنولوجي وانتشار السوشيال ميديا التي جعلت منها بيئة خصبة لنشر المفاهيم المغلوطة بهدف تحقيق مآرب مروجيها والإضرار بمن يصدقها ويتبعها دون التأكد من مصدرها. 
وبقدر ما يمتلك رجل السياسة أو الدين أو الإعلامي من أدوات التواصل الاجتماعي التي تخدم أغراضه بقدر ما  يمتلك زمام الإقناع والتأثير في الجماعه التي يتوجه إليها بهذه الطريقة. 

◼️أهداف الإشاعات.
 
أثبتت الدراسات إن الإشاعات سلاح ناجح في أوقات السلم والحرب وتستهدف تحطيم الروح المعنوية للخصم عن طريق النيل من بناء القيم المستقرة ومن بناء التنظيم القائم...كذلك كشف الحقائق وتحطيم الثقة بالمصادر الإعلامية المضادة..فالهدف من الإشاعات إثارة القلق والتوتر في نفوس الناس وغالبا ما يزدهر وينشط هذا النوع من الإشاعات في الظروف غير الاعتيادية مثل الحروب أو الكوارث، كذلك فإن الهدف من الإشاعات خلق الارتباك والاضطراب في الرأي العام وتفريق المجتمع وإثارة النعرات الطائفية والعنصرية..لذلك فإننا نرى في أوقات الأزمات الساخنه والحروب ما تكثر فيه الإشاعات الهدامة وتستثمر من الأعداء لزعزعة الروح المعنوية في المجتمع... فلا شك فإن الإشاعات وسرعة انتشارها وتناقلها بين أفراد المجتمع هو أحد الأهداف الأساسية لاستهداف المجتمعات والتأثير على استقرارها، ومع تزايد التطور التقني المستمر تزداد خطورة الإشاعات حيث تعتبر البرامج الألكترونية أقوى الوسائل لترويج انتشارها من خلال 
الاستثمار  في وقت الأزمات لبث هذه السموم التي تعد من أقوى الأوبئة  الاجتماعية في الدولة، لذلك تبقى الإشاعات معول هدم وتدمر الخطط المستقبلية مما يتوجب علينا التأكد من مصدر المعلومات ومحركها. 

◼️وسائل انتقال الإشاعات. 
الإنسان هو الوسيلة الأولى للأشاعة فهو الذي يخلقها ويحركها ويضع اللمسات الأساسية لها ويقوم ببثها وترويجها من خلال العملاء  الجواسيس المرتبطون بالعدو الأجنبي... وعناصر الطابور الخامس المتواجدين في البلاد من العناصر المواليه للعدو. 
فالاشاعة هي عبارة عن خليط من حقائق واكاذيب وتخيلات وتهويل وفي الإشاعات لا يمكن تحديد الحقائق وفرزها عن غيرها من الأقاويل المهوله والملفقة لكثرة ما يقال وينشر بنفس الموضوع . 
وتنتشر الإشاعات وينشط مروجوها خلال أوقات توقع الخطر، وهي أوقات الحروب والكوارث والفوضى؛ لأن الناس يتوقعون حدوث الشر خلال هذه الأوقات، وهذا هو سبب انتشار الإشاعات لأن الناس، في هذا التوقيت، حينما يسمعون أي معلومة يتناقلونها فيما بينهم من دون التحقق من صحتها خوفاً منهم على أبنائهم وممتلكاتهم وخططهم المستقبلية... 

◼️من الإيجابيات التي تُنسب إلى وسائل التواصل الاجتماعي 
تمكن الإنسان من الاطلاع على الأحداث الجارية حول العالم في أي وقت ويسر، وتستطيع وسائل التواصل الاجتماعي في أبسط أشكالها أن تؤدّي دورًا مهمًّا في نشر الأخبار اليومية بأدق تفاصيلها وبالتوثيق المباشر من المصدر الأساسي إلى حشد من الجمهور الذي يهتمّ بدورهِ بتلك التحديثات اليومية، كما تُتيح لأي مستخدم فرصة التعليق والحوار والتفاعل مع الأحداث المنشورة، أو مشاركتها، أو الاحتفاظ بها لوقت لاحق، وهذا ممّا يجعلها تجذب عددًا كبيرًا من الأشخاص، وتشجّع بعض الناس على إنشاء المنصات الإخبارية المختصّة بنشر الأحداث ومتابعتها.

 ◼️سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي. 
هناك العديد من الاسباب الوجيهة التي تجعل من مواقع التواصل الاجتماعي ذات أثر سلبي للغاية وتؤثر على المجتمعات واستقرارها من خلال  التضليل لأنه ليس كل ما يكتب في مواقع التواصل الاجتماعي حقيقة، فقلة هي التي تتميز بالأمانة، البعض يكتب الأكاذيب، والبعض الآخر يروجها من دون تمحيص، والكثير من المعلومات الخاطئة تجعل هذه المواقع أداة من أدوات الهدم وعدم الاستقرار في المجتمع. وكذلك تعتبر أداة لنشر الاخبار المغلوطة وغير الصحيحة والمشكك فيها حيث يستخدم بعض الإشخاص مواقع التواصل الإجتماعي إستخداما سيئاً ، فهناك عدد كبير من الأخبار غير الصحيحة التى تنتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعى يومياً، ويصدقها الكثير من المستخدمين ويعيدون نشرها مرة أخرى مما يتسبب فى تداول الكثير من الإشاعات الضارة بسمعة الأفراد والمؤسسات والرموز الوطنية..  
فرغم التطور وإيجابية مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الاخبار ونقل الاحداث، الا انها مكان مهم لنمو الإشاعات ، وبالرغم من فاعلية وسائل التواصل وخدمة الجمهور الا انها لها دور  سلبي في نشر الإشاعات والاخبار الكاذبة، وأصبح البعض يستغلونها لأغراض شخصية، كالنيل من الافراد لأسباب شخصية او لأغراض دينية او لانتماءات معينة، وأصبح في زماننا هذا اكثر المتضررين من وسائل التواصل الاجتماعي الشخصيات البارزة في المجتمع، وذلك من خلال نشر اخبارهم سواء كانت حقيقية أو لتشويه سمعتهم..لذلك  خطورة اتتشار الإشاعات ودورها المؤثر في المجتمعات اقتصاديًّا وسياسيًّا وأمنيًّا يعتبر أحد المؤشرات  الهدامة في تقويض البناء والإصلاح والنهضة والتنمية في المجتمع . فالإشاعات تؤثر سلباً في البنية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية وتسيء للرموز الوطنية مما يجعل المجتمع في حاله من الارتباك والاضطراب وعدم الاستقرار وبما يخدم مصالح أهداف الأعداء . 
الإشاعات موضوع كبير ومتشعب يجب تناولها من زوايا متعددة ؛ أهمها المصدر والسبب والنتيجة، وهناك مثلث تعتمد عليه الإشاعات وأول زواياها هو: التوقيت....فقد يكون مفاجئًا أو متوقعًا، والزاوية الثانية هي التهديد بالإضرار بأحد الأطراف سواء كان كيانًا مؤسسيًّا حكوميًّا أو خاصًّا أو فردًا أو مجموعة من الأفراد، والأضرار قد تكون للمصالح والقيم والأهداف، وقد ينتج منها خسائر مختلفة مادية أو معنوية، قد تستغل من الجهات الداخلية أو الخارجية لتحقيق مطالب وأهداف وضغوطات لصالحها وأكبر قدر من الأرباح...والزاوية الثالثة هي نقص وغموض المعلومات، التي  تساعد على انتشار الإشاعة في ظل الفراغ، وقد تؤثر في الأفراد والمؤسسات الحكومية على حد سواء، وفي اتخاذ القرار الرشيد للتعامل مع الإشاعة أو نتائجها أو لمواجهتها والحد من آثارها السلبية، فعند انتشار الإشاعة خصوصًا في ظل التطور التقني في وسائل التواصل الاجتماعي يعاني متخذُ القرار من كثرةَ المعلوماتِ الواردة وتدفقها بصورة سريعة ومتتالية، قد تُلْهِيهِ، وتضيعه، وتجعله يهتم بمواضيع فرعية غير مهمة ويهمل الموضوع الأساسي الذي يهم شرائح واسعه من المجتمع. وعلى الرغم من أن الإشاعة لا تعتبر من الظواهر الحديثة في عالمنا المعاصر، كونها ظلت ملازمة لتطور المجتمعات والدول على مر العصور، فإنها في وقتنا الراهن باتت من أخطر الأسلحة التي تهدد المجتمعات في قيمها ورموزها وثوابتها الدينية والأخلاقية والسلوكية ، لدرجة أن هناك من يرون أن خطرها قد يفوق أحياناً أدوات القوة التي تستخدم في الصراعات السياسية بين الدول؛ بل إن بعض الدول تستخدمها كسلاح فتاك له مفعول كبير في الحروب المعنوية أو النفسية التي تسبق تحرك الآلة العسكرية؛ ولا يتوقف خطرها عند هذا الحدّ فحسب، بل إن لها تداعيات اقتصادية ومجتمعية هائلة خاصة في ظل ثورة المعلومات والتكنولوجيا
فهذه الشبكات أصبحت جزءا من حياتنا اليومية ، رغم أن الكثيرين يعتقدون أن إيجابيات هذه الشبكات أكثر من أضرارها، لكن عدم وجود ضوابط محكمة تضبط عمل هذه المواقع وتوجيها نحو العمل الصحيح الذي ينفع الناس ويرفع من قدراتهم المهنية والتعليمية والثقافية؛ حيث بقى بعض الأشخاص يستثمرون في وقت الأزمات والنزاعات لبث سمومهم وأفكارهم لتلويث سمعة المجتمع أو الدولة لنيل من إمكانياتها وقدراتها في البناء والتطوير والمنافسة في الأرتقاء في تطوير المجتمعات في إمتلاك وسائل التقدم والازدهار.... 
◼️مقاومة الإشاعات.
 إن مجابهة الإشاعات واجهاضها  ليس مهمة جهة معينة فقط ولكن مهمة كل أبناء الشعب، لأن وباء الإشاعات يعد من الأوبئة الاجتماعية الخطيرة التي تهدد المجتمع فإذا كانت مهمة الجماهير كلها واجبة في مقاومة الإشاعات فإن مهمة المثقفين تكون ملزمة وأكثر فائدة، لأنه إذا نقل أو ساعد على ترويج الاشاعة تصبح حقيقة نظراً لما يتمتع به من إحترام بين الجماهير لذلك اذا وقف المثففون  بوجه الإشاعات منذ البداية فإنه بالإمكان حصرها وتطويقها وقمع مروجيها من ضعاف النفوس والعمل على تعزيز ثقة الجماهير، كما يحب على  الأجهزة المعنية أن تحرص على نقل كل الحقيقة من دون تحريف وبالمقابل توضيح وتشرح مخاطر الإشاعات التي يطلقها الأعداء.. 
لذلك فأن هناك طرق لمكافحة هذه الاشاعات منها ضرورة سماع الأخبار من مصادرها الرسمية ومتابعة الناطق الرسمي باسم الحكومة  أو الوزارات المعنية لمكافحة هذه الاشاعات المغرضة، والتأكد من الخبر قبل اعتماده والابتعاد عن متابعته ونشره دون معرفة مصادره الرسمية.
 مثل هذه النشاطات التوعوية تزيد من وعي وثقافة الإنسان بأضرار وسائل التواصل الاجتماعي ومنها الاشاعه التي 
لابد من تكوين مناعة للبشرية من أضرارها، مناعة فكرية وسياسية وإعلامية وأخرى تكون حماية ووقاية ، وأرى  أن هذا الكلام يصلح لأن يكون منهجيات وأسلوب عمل وبداية لطرح أفكار جديدة لنشر الثقافة الإيجابية والوعي الفكري والثقافي لدحض الإشاعات في مهدها...ومن واجب قادة الرأي وأصحاب القيم والمبادئ غرس الأفكار والعقائد في عقول الناشئة وتمكينهم بالفكر الإبداعي لتجنب مخاطر هذه الأوبية التي لا يخلو منها أي مجتمع سواء أكان متحضر أو غير متحضر . و لا بد  كذلك من وجود بوصلة إستراتيجية تعنى في تعزيز الثوابت الأخلاقية والدينية والقيم الأصيلة التي  تضبط أولوياتنا وتحد من مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي ومنها أثر الإشاعات التي تعتبر اداة من أدوات الهدم وعدم الاستقرار في بلادنا...كذلك فأنه من المستحسن اشاعة فلسفة وأفكار التسامح وإدخالها في برامج التربية والتعليم، والنشاطات الشبابية والمجتمعية وفي الإعلام  الذي من شأنه أن يشيع جواً من الطمأنينة والرضا والتفاهم والأمن. فالمجتمعات مهما تبدو من الخارج لوناً واحداً، إلا أنها في الحقيقة تتألف من تداخلات وتنوعات وتباينات وأطياف ثقافية ودينية ومذهبية واجتماعية وعرقية ومناطقية ولغوية وسياسية، وهذه التباينات والتنوعات هي التي تعطي المجتمع لونه الكلي ونسيجة الاجتماعي الصالح الذي تتشكل منه  المواطنة الصالحة التي تجمع ولا تفرق شعارها الانفتاح والحوار بين فئات المجتمع على أساس من  الديمقراطية، فالناس وإن اختلفوا في عقائدهم واتجاهاتهم الفكرية  في المجتمع فلا بدّ من وجود نقطة التقاء تجمع بينهم ، ونقطة الالتقاء هذه هي مجموعة القيم الإنسانية المشتركة مثل : العدل والمحبة والتسامح ونبذ العنف ، التي لا يمكن لأحد عاقل أن يرفضها لأنها تسهم في ارتقاء الوعي والفكر وتزيد المعرفة لدى أفراد المجتمعات بهدف تحقيق التعايش النظيف الذي يخلو من ضغوطات الحياة ومنغصاتها نتيجة أثار وسائل التواصل الاجتماعي وافرازاتها الهدامة التي لا يسلم منها الصغير والكبير...ومن هنا يتوجب أن تتولد  قناعة  لدى المختصين في موضوع الإشاعات ان يضبطوا  الموازين قبل ان يزنوا الاشياء التي هي من افرازات وسائل التواصل الاجتماعي ... وفي قيمنا وثوابتنا الدينية وجدنا ان الحبيب صلى الله عليه وسلم  زرع العقيدة والفهم قبل الاحكام والتشريع  فلما جاء التشريع كان التطبيق سهلا وميسرا.... وعليه فأننا  بحاجة إلى ثورة تنويرية تربوية وسياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية تعيد توازن القوى في المجتمع ليبقى متماسكاً من خلال الوعي والثقافة الناضجة لأبنائه لأنه إذا لم تتغير الثقافة لن يتغير السلوك... فالبقاء السليم في مثل هذه الحالات هو للأوعى فكرياً وليس للأقوى !!

 الدكتور محمد سلمان المعايعة الأزايدة