أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مجددا الجدل حول حرب أوكرانيا، وقال إن واشنطن تخصص الكثير من الأموال لكييف.
وقال ترامب، في فلوريدا خلال مؤتمر طلابي، إنه: "إذا نظرت إلى أوكرانيا، فقد أعطيناها أكثر من 60 مليار دولار. ومن الواضح أن الدول الأوروبية، أعطت جزءا صغيرا فقط من هذا المبلغ. لكن لدينا 35 تريليون دولار من الديون"، مشددا "لدينا مشاكل ونحن نسحب المال".
وكرر ترامب التأكيد على أن الصراع في أوكرانيا لم يكن ليحدث لو كان هو الآن رئيسا للولايات المتحدة.
وفى مايو/ آيار الماضي، وافق الكونجرس الأمريكي على حزمة مساعدة ضخمة لأوكرانيا بقيمة 40 مليار دولار.
واعتبر الرئيس الأمريكي الذى تواجه بلاده تضخما اقتصاديا مستعرا، أن حزمة المساعدات الجديدة لأوكرانيا ستسمح بإرسال مزيد من الأسلحة والذخيرة إلى كييف ودعم القوات الأمريكية المتمركزة بدول حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ورغم أن اتفاق خبراء السياسة الأمريكية على أن البلاد تسير فى عملية صنع القرار على أسس مؤسسية، إلا أن تصريحات ترامب تؤكد على تفوق "النزعة الفردية المتعلقة بالقائد السياسي" فى عملية إتخاذ القرار من وجهة نظره، على الأقل فى عهد الرئيس السابق.
رئاسته
وقبل أسابيع قليلة، قال الرئيس الأمريكي السابق إن الأحداث الأخيرة مثل الحرب في أوكرانيا والتضخم غير المسبوق في بلاده، لم تكن لتحدث لو كان هو رئيسا للولايات المتحدة. وحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي.
أوضح ترامب في تصريحات بمناسبة يوم الاستقلال الأمريكي أن "الوضع لا يبدو جيدا" بالنسبة للولايات المتحدة، بسبب الحرب الكبرى التي خرجت عن السيطرة في أوروبا والتضخم الذي يسجل أعلى مستويات. وقال ترامب "لم يكن ليحدث أي من هذه الأحداث الرهيبة لو كنت رئيسا".
هذه النظره شاركه فيها قبل ساعات رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذى دعا إلى إجراء محادثات بين واشنطن وموسكو بهدف وضع حدّ للحرب في أوكرانيا.
وقال أوربان إن الحرب "لم تكن لتندلع لو كان دونالد ترامب لا يزال رئيسًا للولايات المتحدة وأنجيلا ميركل مستشارةً لألمانيا".
وانتقد أوربان القرارات الغربية بعقاب موسكو، قائلا: "أن العقوبات الاقتصادية القاسية وشحنات الأسلحة العسكرية لأوكرانيا لن تغيّر الوضع وأن الأوكرانيين لن ينتصروا". وأكد أنه "كلّما أرسل الغرب أسلحة قوية طال أمد الحرب".
ولم يكن تلك هى المرة الأولى الذى يتحدث فيها ترامب عن الحرب فى أوكرانيا بهذا الرأى، ففى الأيام الأولى من العملية العسكرية الروسية داخل أوكرانيا والتى بدأت فى ٢٤ شباط/فبراير من هذا العام، اعتبر ترامب أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أظهر نفسه أذكى من الإدارة والقيادة الأمريكية بشأن أوكرانيا.
وقال ترامب خلال مقابلة على قناة "نيوزماكس" التلفزيونية، إن "الرئيس الروسي بوتين أظهر نفسه كقائد ذكي في قضية أوكرانيا، بينما القيادة الأمريكية الحالية غبية".
وأضاف ترامب "المشكلة ليست ما إذا كان بوتين ذكيًا أم لا إنه ذكي بالطبع. المشكلة الحقيقية هي أن قادتنا أغبياء وأغبياء للغاية".
وأضاف قائلا: "الرئيس الروسي تفوق بالذكاء على بايدن وقادة العالم الآخرين، حيث قرر بوتين شن عملية خاصة ضد أوكرانيا بعد أن شهد "انسحابًا مثيرًا للشفقة" للقوات الأمريكية من أفغانستان.
وفى وقت لاحق، وبعد هجوم كبير على موقفه، قال ترامب أمام مؤتمر العمل السياسي للمحافظين (CPAC) في أورلاندو بولاية فلوريدا: أن الحرب فى أوكرانيا "مروعة.. ولم يكن ينبغي السماح بحدوثها أبدًا".
وأضاف: "نصلي من أجل شعب أوكرانيا الفخور. بارك الله فيهم جميعا. كما يتفهم الجميع، لم تكن هذه الكارثة المروعة لتحدث أبدًا إذا لم يتم تزوير انتخاباتنا وإذا كنت رئيسًا ".
وقال ترامب مفتخرا أنه :" فى عهد الرؤساء جورج بوش الإبن، جرت حرب جورجيا وفى عهد باراك أوباما ضمت روسيا القرم، وفى عهد بايدن جرت العملية العسكرية فى أ,كرانيا، على أنه يبقى الرئيس الأمريكي الوحيد الذى لم يحدث شيئا مماثلا من قبل الروس فى عهده.
ولم يقدم الرئيس السابق ترامب إشارة واضحة على تصرفه حيال الحرب فى أوكرانيا فى حال فاز بالانتخابات الرئاسية القادمة عام ٢٠٢٤ والذى أعلن مؤخرا عن عزمه خوضها. لكن تصريحاته حتى الآن تشير إلى نيته انتهاج أسلوبا آخر، لاسيما من ناحية تقديم المساعدات المالية والعسكرية لكييف فى مواجهة موسكو.
كما أن تصريحات أحد أعضاء الفريق الرئاسي فى عهد ترامب قد تشير الى ملامح توجهات حلفائه السياسيين. فقد وصف روجر ستون المستشار الرئاسي السابق لترامب العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا على أنها "دفاع عن الفس".
وفى تصريحات فى مارس الماضي، قال ستون أن إجراءات روسيا لحماية دونباس ذات طبيعة دفاعية حصرية وأن سكان الولايات المتحدة "لا يحصلون على معلومات موضوعية حول ما يجرى فى أوكرانيا".