من شدة صدمته بمكان "مريخي" على كوكب الأرض ارتدى لباس رواد الفضاء ليرسل رسالة للعالم من صحراء الجزائر.
هو الشاب الأمريكي "آندرو ستادر" الذي زار الجزائر مؤخرا بصفته مصورا للمجلة الأمريكية "ناشيونال جيوجرافيك".
زيارة انتقل صداها الأول إلى سفارة الولايات المتحدة بالجزائر، التي نشرت، مساء السبت، بياناً بالصور، نقل فيه مدى انبهار وإعجاب الشاب الأمريكي بصحراء الجزائر عندما قال: "المريخ مكان متواجد بكوكب بالأرض".
ومن خلال الصور التي نشرتها سفارة واشنطن بالجزائر في صحراء "طاسيلي ناجر" بأقصى الجنوب الجزائري فقد ترجم "ستادر" تواجده بـ"مكان غير مألوف" عندما ارتدى لباس رواد الفضاء ليبعث برسالة عبر المجلة العالمية بأن "المريخ موجود على أرض الجزائر".
وفي منشور له عبر صفحته الخاصة عبر موقع "فيسبوك" كتب الشاب الأمريكي المصور "آندرو ستادر" رصدته "العين الإخبارية" أبدى فيه انبهاره بالصحراء الجزائرية منذ الوهلة الأولى، وقضى بها أسبوعين، واصفاً جمالها بـ"الغريب"، حتى إنه اعتبر بأن صور رواد الفضاء "لن تكتمل بصور من الصحراء الجزائرية".
وقال في منشوره: "عرفت منذ اللحظة الأولى التي عثرت فيها على الصحراء الجزائرية أن سلسلة صور رواد الفضاء الخاصة لن تكتمل بدونها".
وتابع قائلا: "قضيت ما يقرب من أسبوعين في استكشاف الصحراء الجميلة من مركبة على الطرق الوعرة، والتخييم تحت النجوم، والمشي لمسافات طويلة في جميع أنحاء المنطقة، المناظر الطبيعية الغريبة مع صديقي العزيز نيلز الذي جاء من هولندا لحمل الزي (الفضائي) ومساعدتي هذا كل شي".
وختم منشوره بالقول: "الجزائر بلد جميل ولا أطيق الانتظار حتى أعود".
"طاسيلي ناجر".. أعجوبة طبيعية
صحراء الجزائر لا تنام فقط على ثروات البترول والغاز والمياه والمعادن، بل على آثار ومدن تاريخية عمرها بـ"مئات القرون" وبأسرار تاريخية كبرى لم يجد لمعظمها المؤرخون والباحثون وعلماء الآثار إلى يومنا هذا تفسيرا.
هي أيضا مقصد سياحي فريد، إذ تمتلك الجزائر أكبر صحراء في قارة أفريقيا وتفوق مساحتها 2 مليون متر مربع.
وفي هذه الصحراء الشاسعة، توجد منطقة "طاسيلي ناجر" التي أبهرت المصور الأمريكي، والتي تقع على مساحة 72 ألف كيلومتر مربع، وتقع جنوبي شرق الجزائر، وتم تصنيفها عام 1982 ضمن قائمة التراث العالمي المحمي للأمم المتحدة.
وهي ليست مجرد مساحة صحراوية فقط، بل هي مكان عريق جدا يضم عددا هائلا من الرسوم والنفوش الفريدة يفوق عددها 15 ألف، والجدران والطبيعة الغريبة والمساكن والمدافن القديمة، والتي يعود تاريخها إلى "ما قبل التاريخ"، وتحديدا منذ أكثر من 10 آلاف سنة قبل الميلاد.
وعقب تصنيفها من قبل منظمة "اليونيسكو" ذكرت بأن "الفن الصخري لطاسيلي ناجر يعد التعبير الأكثر بلاغة عن العلاقات بين الإنسان والبيئة، بأكثر من 15 ألف رسم ونقش تشهد على التغيرات المناخية، وهجرات الحياة البرية، وتطور البشرية على حافة الصحراء".
وأضافت: "يصور هذا الفن الأنواع التي تعتمد على الماء مثل فرس النهر والأنواع التي انقرضت في المنطقة منذ آلاف السنين. هذا المزيج من العناصر الجيولوجية والبيئية والثقافية هو شهادة على الحياة".