نيروز الإخبارية : بينما كان العالم يستعد لعودة الحياة إلى طبيعتها بعد إغلاقات كورونا التي ألقت بظلالها على صناعات عديدة كان بينها الفولاذ ومشتقاته، جاءت حرب أوكرانيا وما تسببت به من آثار اقتصادية دفعت بموجة الركود العالمية.
وحسب موقع "ميتال ماينر"، المتخصص بأسعار سوق المعادن، فإن أسعار الصلب في أوكرانيا، وهي ثامن أكبر منتج، وثالث أكبر مصدر له في العالم، قفزت قفزة كبيرة، بعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة.
وقفز الصلب على سبيل المثال، من 974 دولارا للطن إلى 1185 دولارا في أكثر من أسبوع بقليل، وتلاه حديد التسليح، الذي وصل إلى 753 دولارا في 7 مارس بعد أن أغلق عند 694 دولارا في اليوم الذي بدأت فيه الحرب.
وحول تأثير الحرب على صناعة الصلب، قال الخبير الاقتصادي، مدحت نافع، إن أوكرانيا مصدر مهم لصناعة الصلب ومنتجات البيليت ولديها تكنولوجيا متقدمة، وتنافس الروس والأتراك في هذا المجال.
وأضاف نافع لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "الحرب وتدمير مدينة ماريوبول الاستراتيجية التي تعد معقلا رئيسيا لصناعة الصلب، قلل المعروض وبالتالي رفع الأسعار".
وأشار إلى أن "70 في المئة من منتجات الصلب يدخل الغاز فيها، وبالتالي فإن ندرة الغاز وارتفاع سعره سيلقي بظلال سيئة على تلك المنتجات".
وأشار إلى أن حالة الركود التي تعيشها الصين أسهمت في تخفيف حدة الأزمة، خاصة أنها أكثر الدول التي تعلن الإغلاق كل فترة نتيجة لمكافحة فيروس كورونا، وهو ما يقلل الطلب على الوقود ومنتجات البناء ومدخلات الإنتاج الأساسية.
وأوضح نافع أنه: "بانتهاء الحرب وآثار فيروس كورونا، ما لم تتفجر أزمة جديدة بين الصين وأميركا على خلفية زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي المحتملة إلى تايوان، قد يشهد العالم انفراجة، وتهدأ أسعار الصلب".
وعن ماريوبول، قال نافع إن "تدمير أكبر معقل لصناعة الصلب في أوكرانيا ستكون له تداعيات كبيرة، وهو ما حدث أيضا في 2014 عند استيلاء روسيا على القرم حيث كان التأثير حينها على القطاع الزراعي في المقام الأول".
ولفت إلى أن إعادة بناء البنية الأساسية تحتاج إلى خطة إعادة إعمار جديدة، وقد يكون لذلك آثارا إيجابية عبر بناء مصانع بصورة أكثر حداثة وبإنتاجية أعلى ما قد يعوض النقص الذي حصل خلال مراحل التوقف.