سلطت صحيفة ”نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على آخر التطورات الميدانية للحرب التي تشهد قصفًا روسيًّا مكثفًا في مناطق متفرقة بالبلاد، تزامنًا مع محاولات أوكرانية لشن هجوم مضاد لاستعادة الأراضي المحتلة.
وقالت الصحيفة، في تحليل إخباري نشرته عبر موقعها الإلكتروني، إن أوكرانيا تشن ”حربًا ماكرة" لإضعاف القوات الروسية بينما تواصل الأخيرة اتباع سياسة ”الأرض المحروقة".
ورأت الصحيفة أنه مع استمرار وصول المزيد من الأسلحة الغربية بعيدة المدى إلى أوكرانيا، أصبحت البلاد قادرة بشكل متزايد على شن ما يسميه المحللون العسكريون ”حربًا ماكرة"، ومهاجمة مراكز القيادة والسيطرة الروسية، وضرب طرق الإمداد الرئيسة، وتجنيد عملاء خلف خطوط العدو في الجنوب للمساعدة في استهداف المواقع الروسية والقيام بأعمال تخريبية.
وأشارت الصحيفة في تحليلها إلى واقعة تثبت نظريتها، واستشهدت بحادث تفجير قطار روسي يحمل جنودا ومعدات من شبه جزيرة القرم لتعزيز المواقع في مدينة خيرسون الجنوبية بصواريخ دقيقة قدمتها الولايات المتحدة نهاية الأسبوع الماضي؛ ما أسفر عن مقتل العشرات من الجنود وتدمير العديد من عربات السكك الحديدية.
وذكرت الصحيفة أنه في الوقت نفسه، سعت روسيا إلى تجديد جهودها المتعثرة للتقدم في شرق أوكرانيا، حيث قامت مرة أخرى بتغطية الجبهة بنيران المدفعية الساحقة، بينما حاولت إعادة تمركز القوات البرية للمضي قُدمًا.
وفي إطار التطورات الميدانية الأخيرة، أوضحت الصحيفة الأمريكية أن الأوكرانيين يتطلعون إلى مهاجمة الروس حيث يكونون أضعف على الجبهتين الشرقية والجنوبية، مستخدمين بعض التكتيكات نفسها التي استخدموها في الأشهر الأولى من الحرب لطرد الروس من جميع أنحاء العاصمة كييف، والمدن والبلدات الأخرى في الشمال.
وأضافت: ”أما بالنسبة للروس، فربما يلجأون إلى استخدام القوة الغاشمة التي دمرت العديد من المدن الخاضعة الآن لسيطرتهم"، مشيرة إلى أن الروس أظهروا أنهم ما زالوا قادرين على التسبب في الموت والدمار على نطاق واسع مع الترسانة الهائلة التي لا تزال تحت تصرفهم.
وتابعت: ”كان استخدام القوة الساحقة في صميم العقيدة العسكرية الروسية منذ أيام الاتحاد السوفيتي، وجاء التقدم الذي حققته موسكو في منطقة لوغانسك الشرقية فقط بعد أن حوّلت المدفعية الروسية المدن إلى ركام".