ضمن فعاليات المؤتمر الدولي لتاريخ وآثار الأردن الخامس عشر والذي عقد في جامعة اليرموك – اربد في الفترة ما بين 2-4/8/2022، أثارَ الأستاذ الدكتور معاوية ابراهيم ومن خلال محاضرته تساؤلاً فيما لو كانت سحاب العاصمة الأولى للعمونيين استناداً على المخلفات الحضارية التي تم العثور عليها من خلال الأعمال الأثرية التي قام بها في سبعينيات القرن الماضي.
استعرض الدكتور ابراهيم في ورقة العمل التي قدمها الفترات الزمنية المتعاقبة على المدينة بدءاً من الألف الرابع قبل الميلاد مستعرضاً أهم المخلفات الحضارية من أدوات صوانية وقطع فخارية من العصر الحجري النحاسي مروراً بالعصر البرونزي المتوسط والأنظمة الدفاعية التي أنشأها السحابيون في تلك الفترة، مسلطاً الضوء على عدد من الكهوف التي اعتاد الانسان الأول سكناها والاستفادة منها لغايات تخزين الوافر الغذائي فيها.
اعتمد الأستاذ الدكتور في طرحه على مجموعة من الحقائق التي تعود على حجم المدينة في الألف الثاني قبل الميلاد فيما يعرف بالعصر البرونزي المتأخر وبداية العصر الحديدي الأول، بالإضافة الى وجود عدد ضخم من المخلفات المادية التي تبين سيطرة الأسر المصرية للمنطقة. كانت دويلات المدن الخاضعة للسيطرة المصرية موجودة في جميع أنحاء فلسطين والأردن (خاصة في ظل حكم تحتمس الثالث (1482 قبل الميلاد) الذي نفذ 16 حملة عسكرية وأوجد سلامًا نسبيًا في المنطقة ، خاصة بعد الحملات العسكرية ضد الحثيين. أدى السلام إلى ازدهار الاتصالات بين المناطق الميسينية وفلسطين / الأردن. حيث تم تمثيل الفخار الميسيني بشكل جيد في سحاب. خلال هذه الفترة الهادئة ، تم إنشاء عدد كبير من المدن والمباني العامة في العصر البرونزي المتأخر (خاصة المعابد.
إن أهم ما يشار اليه بالذكر في هذا الصدد ومع نهاية العصر البرونزي المتأخر وبداية العصر الحديدي الأول هو توسع مدينة سحاب لما هو أبعد من أسوارها في هذا العصر، الأمر الذي يؤكد أهمية هذه المدينة في الفترات اللاحقة, هذا بالاضافة الى زخم المنطقة الشرقية من سحاب بأبراج المراقبة (الرجوم) في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.
هذا واختتم الأستاذ الدكتور معاوية ابراهيم محاضرته بأهمبة استمرار البحث العلمي في مدينة سحاب داعياً الباحثين المحليين والدوليين على أخذ زمام المبادرة في الحفاظ على تاريخ هذه المدينة من الاندثار في ظل التوسع العمراني الذي تشهده المدينة مع ضرورة اشراك أفراد المجتمع المحلي في أعمال التنقيب الأثري الأمر الذي يبني حس المواطنة لديهم في الحفاظ على آثار مدينتهم والتسويق لها في كافة المحافل وعلى كل الصعد.