نيروز الإخبارية : تسببت الخسائر المتصاعدة في صفوف الجنود الروس بأوكرانيا، بحالة من الغضب بين أهالي القتلى، في ظل تعتيم إعلامي روسي على "حقيقة الخسائر الدموية لموسكو".
وفي ظل تعتيم وسائل الإعلام الحكومية الروسية على "أعداد قتلى الجيش خلال غزو أوكرانيا"، تتسرب بعض القصص حول معاناة أهالي هؤلاء القتلى، وفقا لتقرير لصحيفة واشنطن بوست.
خسائر فادحة وتعتيم حكومي
يعد الحديث عن قتلى الجيش أثناء الغزو من المحرمات في روسيا، ما تسبب في خوف عائلات القتلى من التحدث علانية عن ذويهم.
ومع عدم وجود إحصاء موثوق لعدد القتلى، تحتفظ وسائل الإعلام الروسية المستقلة والجماعات الحقوقية بإحصاءاتها الخاصة، التي تستند فقط إلى تقارير الوفاة المؤكدة مفتوحة المصدر.
وأحصى منفذ ميديازونا الروسي المستقل وبي بي سي نيوز الروسية 5185 قتيلا في الحرب حتى 29 يوليو، وكانت الخسائر الأكبر بين أبناء المناطق النائية والفقيرة مثل منطقة داغستان الجنوبية ومنطقة بورياتيا السيبيرية، وفقا لتقرير "واشنطن بوست".
على جانب آخر، قدرت وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ووكالة المخابرات البريطانية MI6 أن ما لا يقل عن 15 ألف روسي قتلوا منذ غزو بلادهم لأوكرانيا في أواخر فبراير، وهو ما يعادل خسائر القوات السوفيتية خلال ١٠ سنوات من الحرب في أفغانستان، حسب تقرير سابق لـ"واشنطن بوست".
بينما تشير هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إلى مقتل قرابة 42 ألف جندي روسي، منذ بدء الغزو الروسي الشامل على أوكرانيا، وفقا لبيان على موقع "فيسبوك".
وفي ظل تلك الخسائر، كانت أولوية الكرملين هي "منع الأصوات الغاضبة للعائلات الحزينة والناشطين المناهضين للحرب من الالتقاء معا وكسب الزخم".
ويتم "اعتقال الصحفيين المستقلين" الذين يتحدثون إلى أقارب القتلى أو يغطون الجنازات، وقيل لهم إن إظهار "الدموع والمعاناة" يضر بالروح المعنوية العامة للجيش الروسي، وفقا لـ"واشنطن بوست".
قصص مسربة
وسط ذلك التعتيم، ظهرت بعض القصص المسربة عن معاناة ذوي القتلى، وكان الطيار الروسي البالغ من العمر 59 عاما، فلاديمير كروت أحدهم.
ويعد كروت من قدامى المحاربين المتقاعدين بعد غزو أفغانستان، وتدرب سابقا في الاتحاد السوفيتي، وبعد تزايد الخسائر الروسي في أوكرانيا، انضم لقوات بلاده في يونيو الماضي.
وقتل كروت بعد أيام قليلة، عندما سقطت طائرته SU-25 خلال رحلة تدريبية في جنوب روسيا، وترك وراءه زوجة وابنة تبلغ من العمر 8 سنوات، وفقا لـ"واشنطن بوست".
وفي 15 مايو، انضم الجندي الروسي الشاب، يفغيني تشوبارين، لقوات بلاده الغازية لأوكرانيا، لكنه قتل بعد يوم واحد من التحاقه بالقوات الروسية هناك.
وكان الشاب البالغ من العمر 24 عاما، قد وقع عقدا لمدة ٣ أشهر للانضمام إلى الجيش الروسي، وقالت والدته وتدعى، نينا تشوبارينا، إن السلطات أبلغتها بـ"العثور عليه ميتا بالقرب من ماريوبول في 16 مايو"، وفقا لـ"واشنطن بوست".
لكن مواطنا روسيا يدعى، سيرجي داستن، تحدث علانية عن "مقتل زوج ابنته خلال غزو أوكرانيا"، وفي 30 مايو، قال في منشور على "فيسبوك"، إن ابنته ألكسندرا، تزوجت من جندي مشاة البحرية يُدعى مكسيم وأصبحت أرملة في سن التاسعة عشرة.
وعبر عن غضبه، مؤكدا أن "الروس بحاجة إلى السؤال عن سبب وفاة أبنائهم"، ووصف الحرب بأنها "مذبحة بدأها رجال عجائز مجانين غير قادرين على أي شيء سوى الدمار".
ومع دخول غزو أوكرانيا شهره السادس، يواجه الجيش الروسي مشاكل تتعلق بـ"انخفاض الروح المعنوية وتزايد الإحباط بين الجنود"، وفقا لتحليل لـ"المجلس الأطلسي".
ويمثل انخفاض الروح المعنوية بين القوات الروسية تحديا خطيرا للكرملين، في ظل توقعات بـ"طول أمد الحرب"، وفقا للمجلس.