انطلقت صباح اليوم الخميس في قاعة رم بالجامعة الأردنية، جلسات المؤتمر الفلسفي العربي الحادي عشر تحت عنوان "الفلسفة والعلم”.
وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي رعى حفل افتتاحه وزيرة الثقافة هيفاء النجار ورئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات ، وقدم لها أستاذ الفلسفة في الجامعة الأردنية الدكتور توفيق شومر، قال رئيس الجمعية الفلسفية الأردنية الدكتور ماهر الصراف إن المؤتمر يستمد أهميته من نوعية البحوث المقدمة فيه، مشيرا إلى أنه لا كينونة للفلسفة بلا علم ولا كينونة للعلم بلا فلسفة.
ولفت الصراف في المؤتمر الذي نظمته الجمعية الفلسفية بالشراكة مع قسم الفلسفة بالجامعة الأردنية وبالتعاون مع الجمعية الفلكية الأردنية والجمعية العربية للفيزياء والاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك ويستمر ثلاثة أيام، إلى أنه إذا كان ثمة وصف دقيق على العلاقة بين العلم والفلسفة فهو الجدل، ذلك أنهما متمايزان عن بعضهما أشد ما يكون التمايز، ومتداخلان أشد ما يكون التداخل، وهذه سمة أساسية من سمات الجدل.
وأشار إلى أنه رغم مشروطية الفلسفة بالعلم الا أن العلم ليس المحدد الوحيد لخطابها، وليس الفضاء الوحيد المهيمن عليها طوال مسيرتها.
وثمنت النجار في كلمتها بالجلسة الافتتاحية، جهود القائمين على المؤتمر والإبقاء على حضور التفكير العلمي الناقد، لافتة إلى أنه "دون تعميق وجود العلوم الإنسانية والفلسفة لا يمكن تعميق وجودنا في الحضارة العالمية”.
وأشارت إلى العهود الزاهرة في الحضارة العربية الإسلامية حينما كانت الفلسفة حاضرة بقوة، مشيدة بدور الجامعة الأردنية التي تحتضن أساتذة علم وفلسفة وتعمل على تجديد طرح السؤال والعلاقات بين مختلف العلوم.
وقالت، نحن في الأردن لدينا القدرة لتقديم الكثير، مؤكدة أن الأردن قادر على الإبداع والابتكار و تجديد نفسه دائما.
وفي كلمته نيابة عن رئيس الجامعة قال نائب الرئيس لشؤون الكليات الإنسانية الدكتور أحمد مجدوبة، إن كوكبة متميزة من العلماء والباحثين والدراسين يشاركونَ في هذا الملتقى البهي، وأمامَهم الكثيرُ فيما يخصُ مناقشة الفلسفةَ والعلم والعلاقاتِ المتشابكة والمتشعبة بينهما، للخروجِ برؤى دقيقة وعميقة يفيدُ منها الجسمُ الأكاديمي والمجتمعُ والإنسانية.
وأشار إلى أن الجامعة الأردنية اتخذت قراراً حكيماً وصائباً عام 2016 بإدراج "الفلسفة والتفكير الناقد” ضمنَ متطلبات الجامعة الإجبارية إيماناً منها بأن هذه المادة ستكسبُ جيلَ الشبابِ المهارات الأساسية التي يحتاجونها أثناء دراستهم وفي حياتهم وفي سوقِ العمل، لأن المهارات التي يكتسبُها الطلبة من الفلسفة تحديدا والإنسانيات عموماً، هي التي لها الدورُ الحاسمُ في نجاح الفرد في حياته وعمله.
ولفت إلى أنه في ظلِ الخطابِ العام المهيمنِ على الساحة والذي يتسمُ بعضه حتى لا نقول معظمه بالسطحيةِ والتعميماتِ الجارفة والعواطفِ الجياشة وأنصافِ الحقائقِ والسوداوية، متسائلا "أين دورُ الخطابِ الفلسفيِ العميق ودورُ العقل في فضاء سيطر فيه (المؤثرونَ) الجدد، الذين تبوأوا الصدارة وأخذوا يقودونَ المشهد ويوجهونَ دفة السفينة نحو المجهول؟”.
وقال "في زمنٍ داهمتنا العولمة وأخذتنا على حين غرة، وصدّرت إلينا كلَّ ما هبّ ودب (إضافة إلى القليلِ النافع بالطبع) بدأ بعضُنا أو معظمُنا، يتلقفُ كلّ أو جلّ ما يصدّرُ إلينا، وتحولنا في الغالبِ الأعم إما إلى منبهرينَ أو مندهشينَ أو مستقبلينَ ومتلقين ومستهلكين أو مناكفين أو محبطين، نسألُ، وفي نسأل: أين صوتُنا في المشهدِ العالمي، أين خطابُنا المنافِس، أين فكرُنا الذي يُبهرُ أو يُدهشُ الآخرينَ ويجعلُهم يتلقونهُ ويتلقفونهُ كما نتلقى ونتلقف؟”والقى شخصية المؤتمر المكرمة المفكر الدكتور هشام غصيب كلمة أعلن فيها عن استحداث جائزة الباحثة الراحلة الدكتورة حياة الحويك عطية للدراسات الثقافية والمنبثقة عن مؤسسة حياة الحويك للدراسات الثقافية، مستعرضا مسيرة الباحثة الحويك في مجالات البحث العلمي الدقيق والصارم والإعلام والأدب والفكر والسياسة والثقافة والترجمة .
وفي ختام الجلسة الافتتاحية سلمت النجار والدكتور المجدوبة درعا تكريميا لشخصية المؤتمر الدكتور غصيب كما تسلم غصيب منحوتة مهداة من المهندس عيسى حدادين احد أبرز داعمي الجمعية الفلسفية والمؤتمر.