أوضح الشيخ سعد الشثري عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، حكم قطع الأرحام لاسيما بين الأخوة.
وجاء ذلك خلال استضافته ببرنامج بثته قناة "السعودية"، حيث رد الشيخ عن سؤال امرأة سألته عن قطع الرحم بين الأخوة، وأن أبناءها يزورنها، ولكنهم يقاطعون بعضهم بعضاً، لافتة إلى أنها ترى هذه القطيعة بينهم وتتأثر بها، وسألته التوجيه.
كبيرة من الكبائر
وأشار الشيخ سعد الشثري إلى أن قطيعة الرحم عمل سيء، وكبيرة من كبائر الذنوب، لقول النبي : "لا يدخل الجنة قاطع"، كما قال: "لما خلق الله الخلق، قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال الله عز وجل أما ترضين أن نصل من وصلك، ونقطع من قطعك".
ثمرات كثيرة
وأردف: ومن هنا على الإنسان أن يتقي الله في رحمه، ورتب الله جل وعلا ثمرات كثيرة على صلة الرحم، والموبقات الشنيعة على قطيعة اللرحم، وقال الله عز وجل: "الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ" سورة البقرة - الآية 27.
تحذير
وحذّر الشثري من قطع ما أمر الله به أن يوصل، قطع الرحم، لقوله -عز وجل- في صفة أهل الإيمان والتقوى، من أصحاب العقول والألباب: "الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ 20 وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ" سورة الرعد - الآية 20-21.
وفي المقابل، توعد الله الذين يقطعون ما أمر الله به أن يوصل، وقال تعالى "وَٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعْدِ مِيثَٰقِهِۦ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِى ٱلْأَرْضِ ۙ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوٓءُ ٱلدَّارِ". سورة الرعد واستشهد بقول النبي : "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" فكيف إذا كان ذلك من الرحم، ولذلك يجب أن ينتبه هؤلاء ويتقوا الله في أنفسهم وأن يتقربوا إلى الله بمحبة بعضهم لبعض، وبإفشاء السلام، كما قال النبي : "لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم".
وصية
وأوصى الشيخ الشثري السائلة بأن تتقرب إلى الله تعالى بنصيحة الأبناء، وبيان العاقبة الحميدة لمن وصل رحمه، والعاقبة السيئة لمن قطع رحمه، وعليها أن تذكرهم بالله تعالى وأن تخوفهم من سوء العاقبة. واختتم أن أمور الدنيا لا تستحق أن يتعادى الناس من أجلها، وهكذا عندما يصدر من قريب شيء من الخطأ والتجاوز فعليك أن تكون من أهل العفو، فإن من عفا يعفو الله عنه، ومن عفا وأصلح فأجره على الله.