استطاعت المقدسية ميادة عرابي أن تحول رمال فلسطين التي جمعتها من شواطئ حيفا ويافا وغيرها من المدن الفلسطينية إلى لوحات فنية تزين منازل الأردنيين والزائرين لسوق جارا الذي يقام كل صيف من يوم الجمعة في العاصمة الأردنية عمان.
وعلى مدار سنوات قامت عرابي بجمع تراب من فلسطين وحمله معها بحقائب السفر إلى الأردن لتنحت وتصمم منه لوحات لخارطة فلسطين والأردن و قبة الصخرة ومفاتيح العودة الى جانب رسومات ناجي العلي. كما تروي لـ"عربي21 لايت".
وبدأت القصة لدى عرابي مبكرا عندما كانت تدرس الفنون في الأردن وطلبت منها معلمتها إنجاز عمل فني فتوجهت إلى شواطئ حيفا ويافا وعكا وشكلت من رمالها وصدفها لوحة فنية.
ومن اللوحات التي قامت بإنجازها لوحة (حكاية وطن) وهي لوحة لجسر العودة بين الأردن وفلسطين، تقول: "الفكرة بدأت عندما سافرت من فلسطين إلى الأردن وبالعكس، أعبر هذا الجسر الخشبي في الغور مرارا، ورمزت في هذه اللوحة إلى العودة لفلسطين بالإضافة إلى ذلك اقوم بنحت مفاتيح العودة أنا وزوجي وأولادي في مشغلنا الصغير في المنزل نحاول من خلال هذه المنحوتات التذكير بالعودة".
وتقول في تصريحات "نحن نجدد أمل العودة خصوصا لدى اللاجئين الفلسطينيين، بدأت الفكرة عندما تزوجت في الأردن التي فتحت لي أبوابها، لكن بقي الحنين إلى فلسطين، قررت الالتحاق في دورة صغيرة لتصميم المنحوتات لتتلاقى مع افكار الغربة وحب الأرض لأخرج بهذه اللوحات التي تحمل قيم
وتتابع: "من المهم أن تبقى الذاكرة حية خصوصا لدى الأطفال والشباب من كافة الجنسيات العربية أن يعرفوا عن قضيتنا وحقهم في فلسطين ويدافعون عنها، تلقيت ردود فعل كبيرة خصوصا عندما يعرف زوار سوق جارا أن التراب داخل اللوحات هو من تراب وحجارة وصدف فلسطين".
وتدير عرابي شركة صدفة ورملة للتحف الشرقية والاكسسوارات منذ عام 2016 وتحاول خلال شركتها أن ترسخ مقولة "تراثنا هويتنا"، من باب الحفاظ على الموروث الفلسطيني والذاكرة الفلسطينية بواسطة منحوتات ذات رموز فلسطيني يحاول الاحتلال طمسها وخصوصا حق العودة.
وتنشر عبر صفحتها على الفيس بوك لوحات لمدن فلسطينية تقبع تحت الاحتلال من تصميمها بواسطة أصداف ورمال جمعتها من شواطئ فلسطين، وخصوصا عكا ويافا وحيفا، وتوثق عبر صفحتها زيارتها لشواطئ بعض المدن الفلسطينية.