ايمان المومني– يجمع العالم على أن القضاء على الفقر هو أحد أكبر تحديات التنمية المستدامة ما دفع الجمعية العامة للأمم المتحدة الى رفع شعار "القضاء على الفقر" على موقعها الإلكتروني في اليوم الدولي للعمل الخيري لهذا العام.
محليا، دعا متخصصون الى تعزيز روح التكافل الاجتماعي والتضامن والتركيز بشكل رئيس على حاجات الفئات الأضعف والأشد فقرا، وبما يتسق مع المرجعيات الأخلاقية العالية للمجتمع الأردني.
الباحث في الفكر الإسلامي وعضو هيئة إدارية في رابطة علماء الأردن الدكتور زايد نواف الدويري أشار في حديثه لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) الى العديد من الآيات الكريمة التي تحث على فعل الخير وتتحدث عن ثوابه الكبير، منها قوله تعالى في سورة المزمل: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
وقال، "ما أعظم العمل وأنت تستشعر أن الله بقدره وجلاله يرى ما تفعل من الخير وهو ينمي رغبة الإنسان في فعل الخير طمعا لعظم الثواب الذي سيناله فاعل الخير من بديع السماوات والأرض، إذ وعد الله سبحانه وتعالى فاعل الخير بالجنة والنعيم المقيم الأبدي. وأوضح الدويري أن مجالات الخير واسعة، حيث تشمل كل ما ينفع الناس، وكل ما ينتفع به المرء في دنياه وأُخراه مثل نشر العلم، وتقديم النصيحة، وقضاء الديْن، وتفريج الكربات، وقضاء الحاجات، والإصلاح بين الناس، والشفاعة الحسنة، وإطعام الطعام، وصلة الأرحام.
رئيس قسم علم النفس بالجامعة الاردنية الدكتور فراس الحبيس أشار الى الدافع الأول لعمل الخير هو الفوز برضا الله وثوابه وهو الدافع الأهم، فيما هناك دافع آخر هو الإحساس بالطمأنينة والرضا عن النفس، لافتا الى أن كلا الدافعيْن يكسبان فاعل الخير احترام الناس وتقديرهم.
وأكد ان القيمة العليا لهذا العطاء تكمن في أن المبادر لفعل الخير لا ينتظر ردا مادي أو معنويا من الآخرين بل يكتفي بالشعور بسعادة تفوق سعادة الأخذ.
من جانبها قالت خبيرة التنمية البشرية الدكتورة حنان العمري ان العمل التطوعي والخيري من أفضل وسائل الدعم النفسي للأفراد الداعمين كما هو حال المستفيدين من ذوي الحاجة، موضحة أن الفطرة الإنسانية السليمة تحتاج إلى إثبات للوجود من خلال العطاء المستمر الذي ينعكس عليه بالأمل والفرح.
وأشارت الى أن الدراسات أثبتت ان الدماغ يفرز هرمونا يرفع منسوب الرضا والشعور بالسعادة عند تقديم إنسان هدية أو عملا من غير مقابل، داعية من يعانون من الاكتئاب أو انخفاض تقدير الذات أو من فقدوا عزيزا الى الانخراط بالأعمال التطوعية والخيرية لرفع معنوياتهم وثقتهم بأنفسهم.
مؤسسة مبادرة "زكاتك للغارمات" منال كشت، أشارت الى إطلاق هذه المبادرة في شهر رمضان 2020، رغبة في دعم المهددات بالحبس بسبب مبالغ مالية صغيرة قبل تعديل قانون التنفيذ القضائي، مؤكدة أن المبادرة لاقت دعما كبيرا من أهل الخير؛ حيث تمكنا من سداد الديْن عن 150 سيدة بمجموع مبالغ مالية يقارب 65 ألف دينار.
وأضافت، لقد كانت مشاعرنا مختلطة ما بين الحماس والفرحة والحزن؛ كنا سعيدين جدا بالقدرة على تفريج كرب أمهات كن معرضات لقضاء حكم بالحبس، مشيرة الى دموع الفرح في أعين هؤلاء السيدات عند سماع خبر سداد ديونهن والإفراج عنهن.
من جهتهما قال نور الدين نديم وأحكام الدجاني من مؤسسي مبادرة "زكاتك للغارمات" ان ما دفعنا لإطلاق الحملة هو ما نشاهده من حالات لأمهات معرضات للسجن بسبب ديون صغيرة بسبب ضنك الحياة.
وكان اليوم الدولي للعمل الخيري، حدد 5 أيلول من كل عام يوما للتوعية بأهمية تحفيز الناس والمنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء العالم، لمساعدة الآخرين من خلال التطوع والأنشطة الخيرية.