أطلق وزير التَّربية والتَّعليم ووزير التَّعليم العالي والبحث العلمي الدَّكتور وجيه عويس، في مركز الملكة رانيا العبدالله لتكنولوجيا التعليم اليوم الخميس الاستراتيجيّة الوطنيّة للقرائية في الأردن.
وقال الدكتور عويس خلال حفل الاطلاق بحضور رئيس المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية الدكتور عبدالله عبابنة، وأمين عام المجلس الأعلى لشؤون الأسرة الدكتور محمد مقدادي، وامين عام الوزارة للشؤون التعليمية الدكتور نواف العجارمة، إن الأنظمة التربوية في العالم المتقدم، أولت اللغة الأم ومهارات القراءة ببعدها الحديث أهمية خاصة باعتبارها حجر الأساس في البنيان المهاري للطلبة، وامتلاك ناصيتها والمحرك الأساسي لنهضة الشعوب والحضارات والثقافات على اختلافها وتنوعها.
وأضاف أن وزارة التربية والتعليم، واستكمالا لدورها في مجال تطوير مهارات القرائية في مجتمعنا، وبناء على توصيات عدد من الدراسات العالمية التي شملت التعليم في الأردن؛ عملت مع عدد من الشركاء، ولا سيما الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ووزارة الخارجية والتنمية البريطانية، ومبادرة القراءة والحساب للصفوف المبكرة، ومؤسسة الملكة رانيا للتنمية والتعليم، على تطوير استراتيجية وطنية للقرائية تتضمن خطة عمل واضحة لتحسين مهارات القرائية لدى الطلبة على مدى الأعوام الخمسة المقبلة.
وأكد أهمية تضافر الجهود الوطنية وتكاملها لتحقيق رؤيتنا الوطنية في الوصول إلى جيل قارئ، مبينا أن استراتيجيتنا الوطنية للقرائية بنيت على أربع ركائز أساسية هي : المدرسة، والأسرة، والإعلام، والمجتمع، مشيرا في هذا الاطار إلى ضرورة دعم المدرسة للقيام بهذا الدور الكبير، باعتبارها الركن الأساس في العملية التربوية.
كما أكد ضرورة مواصلة تدريب المعلمين، وتحفيزهم، ورفدهم بأحدث الاستراتيجيات التربوية؛ لترغيب الطلبة بالقراءة واتخاذها عادة يومية محببة، وكذلك توفير البيئة المدرسية الملائمة لتحقيق هذه الغاية.
وبين أن الأسرة هي الداعم الحقيقي الذي يُنشئ الأبناء منذ صغرهم على حب القراءة؛ بتوفير القدوة الحسنة والأجواء المناسبة، داعيا الى وجود ركن للقراءة في كل منزل ينمي مدارك الأبناء ويزيد ثقافتهم، ويصقل قدرتهم على التفكير والتواصل الإيجابي.
وشدد الوزير دور الإعلام في التوعية المجتمعية، وحشد الطاقات، واستنهاض الهمم، مبينا أن المجتمع بجميع مؤسساته المعنية وأطيافه ومكوناته مسؤول أيضا، إلى جانب أهمية توحيد الرؤية وتضافر الجهود بين المؤسسات الوطنية المختلفة والتنسيق بينها؛ بما يضمن التكامل واستثمار الجهود والطاقات والوقت.
وأعرب عن شكره للوكالة الأمريكيّة للتنميّة الدُّوليّة (USAID)، ووزارة الخارجية والتنمية البريطانية (FCDO)، ومؤسسة الملكة رانيا للتّعليم والتّنمية (QRF)؛ لدعمها تنفيذ الاستراتيجيّة الوطنية لقرائيّة اللغة العربيّة، بالإضافة إلى ممثلي القطاع الخاص.
من جانبها، بينت وزير الثّقافة هيفاء النَّجار، أن التعليم والقرائية يجب أن يكونا شأنا يهم الجميع في الأردن، وأن يشرك الجميع في هذا الشأن، مؤكدة التزام وزارة الثّقافة بمواصلة إنشاء مكتبات عامة في مراكزها الثقافية في جميع مناطق ومحافظات المملكة، والمساهمة في تزويد المكتبات المدرسية بالكتب المناسبة لكافة الأعمار والمستويات؛ لزيادة فرص الحصول على مجموعة واسعة من الكتب والنُّصوص للأطفال والشّباب.
و أثنت نائبة مدير بعثة الوكالة الأمريكيّة للتنمية الدُّوليّة، مارجريت سبيرز، على دور وزارة التربيَّة والتَّعليم لإعطاء الأولوية في تحسين مهارات القراءة والحساب لطلبة الصُّفوف المبكِّرة، للارتقاء بالعملية التعليمية وخاصة في الصُّفوف المُبكِّرة، مؤكدة التزام الوكالة الأمريكيّة للتنمية الدُّوليّة، في دعم جهود وزارة التَّربيّة والتَّعليم في المستقبل بُغيةَ تنفيذ الاستراتيجية بنجاح.
بدورها، بينت مدير التعليم في السفارة البريطانية في عمان روحي مالك، أن وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع مبادرة القراءة والحساب؛ حققت إنجازات كبيرة في مجال تحسين مهارات قرائية اللغة العربية للطلبة في المرحلة التعليم المبكر، غير أنه ما زال هناك الكثير من العمل لتحسين أداء الطلبة في مهارات القرائية.
وقالت إن السفارة البريطانية في عمان من خلال قسم التعليم ستبقى من الداعمين الرئيسيين لجميع الجهود التي ستبذل في هذا المجال.
تحدّثت خلال الحفل المدير التنفيذي لوحدة الاتصال المؤسسي والاستدامة في شركة أورنج الأردن، المهندسة رنا الدبابنة، عن المهارات الرقمية التي أصبحت جزءًا لا يتجزَّأ من قرائيَّة الطلبة، ومدى أهميَّتها في صنع مستقبلهم ومستقبل الأردن، مؤكدة أن الشركة تسعى لتطوير المهارات الرقمية في عمر مبكِّر لتمكين الطلبة، وتحسين التعلم الرقمي لديهم في مختلف مناطق المملكة؛ والذي يعدّ أحد ركائز استراتيجية الشركة ومسؤوليتها الاجتماعية.
وتضمنت فعاليات حفل الإطلاق؛ جولة في المعرض التعليمي لبعض مبادرات القرائية التي تنفذها وزارة التربية والتعليم بدعم من الشركاء، والجهات الداعمة، والمؤسسات التنموية، والمجتمعية، والقطاع الخاص لتحسين مهارات القرائية لدى الأطفال من الفئة العمرية المستهدفة بالاستراتيجية.
كما تضمنت عرضا تقديميا حول الاستراتيجية الوطنية للقرائية، قدمه مدير إدارة المناهج والكتب المدرسية في وزارة التربية والتعليم الدكتور صالح العمري، اشتمل على رؤيتها ومسوغاتها وأهدافها ومراحل تطويرها، ومحاورها الرئيسة، إضافة إلى عرض فيديو قصير عن القرائية في الأردن.
يذكر أن رؤية الاستراتيجية، تتمثل في خلق جيلٍ يقرأُ بشغف، من خلال تحسين مهارات القراءة لدى الطلبة، وتعزيز القراءة كعادةٍ ممتعة ومنتظمة.