ويعتمد المشروع على تركيب نوع معين من البلاط في الأماكن المزدحمة، والتي بمجرد المشي عليه يهبط بعض الشئ وتتحرك معه دوائر الكترونية تقوم بإنتاج الكهرباء.
مشروع يمكن تحقيقه
-ADVERTISEMENT-
Ads by
ويرى محمد جمال كفافي، رئيس المجلس العالمي للاقتصاد الأخضر وكبير مستشاري الطاقة والتنمية المستدامة بالصندوق العالمي للتنمية بالأمم المتحدة، أن المشروع الشبابي الخاص بتوليد الطاقة من المشي من الممكن تحقيقه على المستوى الهندسي والفني.
وتابع كفافي، في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية": "مشروع كهرباء المشي هو أحد الأفكار والابتكارات التي أرحب بها دائما من قِبل الشباب والمبدعين، ولكن بشرط قياس الجدوى الاقتصادية من ورائه، فتكنولوجيا إنتاج الطاقة متعددة، وهناك العديد من الأفكار التي تم تقديمها على الساحة العالمية من بينها وجود ماسك على وجه الشخص النائم وعن طريق الشهيق والزفير يتم إنتاج الكهرباء".
وأشار إلى أنه "من الممكن تنفيذ الفكرة في أماكن مجهزة لذلك كالمطارات والمولات والنوادي الرياضية، ولكن كمية الكهرباء التي سيتم تخريجها عن طريق الأقدام ستكون بسيطة للغاية، ولن تكفي إلا لإنارة عدة مصابيح".
ماذا عن معيار الجدوى الاقتصادية؟
"لست رافضا للإبداع والتفكير الجديد، ولكن كل ما أتمناه من الطلاب والمفكرين الجدد أن يضعون نصب أعينهم معيار الجدوى الاقتصادية، فنحن مثلاً كنا من أوائل دول العالم التي نفّذت محطة طاقة شمسية في منطقة المعادي، وسبقنا العالم بعد ذلك بسبب تركيزنا على جدوى الطاقات الآخرى اقتصاديا كطاقات الفحم والوقود في تلك الفترة"، هكذا يوضح المتحدث.
وضرب رئيس المجلس العالمي للاقتصاد الأخضر مثالاً بالسيارات الكهربائية: "لم تنتشر بالشكل الكبير خلال السنوات التي ظهرت فيها لأنه مازالت التكلفة تكلفة السيارات الكهربائية أغلى بكثير من نفس السيارات التي تناظرها في فئة البنزين، وبالتالي لا توجد منافسة، وستختفي سيارات الوقود بمجرد أن تقذم السيارات الكهربائية مزايا أعلى منها".
وقال: "أوجه دائماً طلابي في الجامعة بأن الهندسة هي الحل الاقتصادي، وليس تقديم الحلول فقط، وبعد ذلك التفكير في آلية تصنيع الفكرة في البداية، وفي حال كانت هناك إتاحة لتنفيذها يتم النظر في جدواها الاقتصادية".
مواصفات المشروع الشبابي:
صديق للبيئة، ولا ينبعث منه غاز ثاني أكسيد الكربون.
البلاط الجديد يساهم في تقليل فرص الإصابة بمشاكل العظام والمفاصل، لأنه صحي ويتمتع بالمرونة أثناء المشي عليه.
من الممكن تطبيق الفكرة في المولات التجارية التي يزداد فيها تواجد الأشخاص، حسب حديث إحسان محمود، المسؤول عن الجزء التقني ومنهجية العمل في المشروع.
ويتكون الفريق من خمسة طلاب، وهم أحمد نبيل، المسؤول عن التصميم وخروج المنتج والمولد بشكله النهائي، وأسماء عمرو عبد العزيز، المسؤولة عن الدراسات البحثية والحسابات والأرقام الخاصة بالمشروع، وأسماء محمود، المسؤولة عن معالجة البيانات التي تم عمل عليها التجارب واستخراج الأرقام المثالية، وإبراهيم محمد، المعني باللوجيستيات والتنسيق مع الجهات التي ستقوم بتصنيع الجهاز، بجانب دور إحسان.
فكرة جيدة
في الوقت نفسه، يقول الدكتور مهندس ماهر عزيز بدروس، استشاري الطاقة والبيئة وتغير المناخ وعضو مجلس الطاقة العالمي، إن:"الأفكار التكنولوجية الجديدة خاصة تلك التي تُوضع موضع التطبيق الفعلي جيدة بصفة عامة، ومسألة توليد الكهرباء بواسطة المشي تقوم على فكرة تحويل الطاقة الحركية إلى طاقة كهربائية".
وتابع بدروس، في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية" أن: "المشي علي البلاطات هو حركة، والحركة المنقولة إلى المحركات الموجودة أسفله، هي حركة تتحول في هذا التطبيق إلى طاقة كهربائية مباشرة".
كهرباء محدودة للغاية
"لابد وأن نفكر في نطاق التطبيقات الممكنة، ومن الواضح أن التطبيق يحتاج إلى حركة كثيفة للمشي من الناس على البلاطات، وبالتالي تكون الكهرباء المولَّدة محدودة جدا بحدود حركة المشي ذاتها"، هكذا يوضح عضو مجلس الطاقة العالمي.
وينوه: "إذا تم تطبيق الفكرة على أرض الواقع، فإنه يمكن تطبيقها في ظني على نطاق محدود لتغذية أحمال صغيرة في أماكن الكثافة العالية في الشوارع والمولات وما أشبه، ولكن من الصعب تطبيقها على النطاق الواسع. فالأفكار الجيدة عديدة ولكنها لا تصلح للتطبيق على النطاق الواسع".