لعل التغيرات المناخية تفرض الان على الكثير من الدول ان تراجع سياستها في ادارة الكوارث وان تقوم بوضع خطط استراتيجية وتنفيذية وذلك بعد قيامها باجراءات الدراسات اللازمة مثل دراسات تقييم الاثر البيئي واجراءات وقائية يجب ان تكون بالمستوى العالي مع وضع قوانين ومتطلبات ادارة الكوارث والازمات المعتمدة عالميا من خلال التنبؤ المسبق في مسببات الكوارث واهمها مسببات الفيضانات وجاهزية قنوات التصريف المناسبة لمواجهة الفيضانات وازدياد كميات المياه الكبيرة ومعرفة مجاري المياه الطبيعية وعدم اعاقتها والعمل على صيانتها بشكل دوري وذلك لان الكثير من قنوات التصريف الحالية من حيث التصميم والتصريف والكفاءة العملية غير مناسبة لمواجهة فيضانات صغيرة فكيف اذا تعرضت المنطقة الى فيضانات كبيرة كذلك يجب فصل مياة الامطار عن شبكة التصريف الصحي وذلك عبر تصريف المياة في قنوات مياة الامطار وانفاق تحت ارضية قادرة على سحب المياة وتصريفها الى اماكن بعيدة خارج المناطق السكنية وتخزينها في سدود تكون هذة السدود على اطراف المدن لمنع تدفق المياة باتجاة المناطق السكنية في المدن والقرى. كما يجب دراسة تضاريس كافة المدن والمناطق الاردنية واماكن المنحدرات وتحديد قيمة الانحدار ونسبة الميلان مما يتطلب مراعاة خاصة لانظمة تصريف مياة الامطار خصوصا في المناطق المنخفضة وعند التقاء الاودية.
ان بناء وتاهيل القدرات الوطنية في مواجهة التغير المناخي امر في غاية الاهمية وهذا يتطلب توفر كفاءات وطنية مؤهلة ومتخصصة في ادارة الكوارث والازمات لوضع خطط شاملة للمدن الاردنية لمواجهة كوارث الفيضانات وتتمثل بالتنبؤ بحاله الطقس ومعرفة المناخ بصورة دقيقة والقدرة المحلية على مواجهة الكوارث وادارة الازمات وتتمثل في حوكمة الحد من مخاطر الكوارث, بناء القدرات الوطنية وتدريبها وبناء قاعدة معلومات وطنية تشمل وضع خطط للمدن الاردنية لمواجهة الكوارث الطبيعية ,التنسيق بين مؤسسات الدولة المعنية ووضع القوانين وتنوير وتزويد المواطنين بالمعرفة العلمية الدقيقة والصحيحة وذلك لاتخاذ نهج تشاركي شامل تتمثل في ادماج القطاع الخاص بالقطاع العام ومؤسسات المجتمع المدني والبلديات والمجالس المحلية والبلدية واعتماد الحماية الاجتماعية وشبكات الامان الاجتماعي كنهج وطني لتخفيف المخاطر بجميع انواعها, التركيز على البنية التحتية والتوسع العمراني والتاكيد من ضمان ان المدن والبنية التحتية للاسكان والطرق والجسور وغيرها من الاعمال المدنية ا اصبحت اكثر مقاومة للفيضانات والمخاطر, تدريب وبناء قدرات المهندسين والفنيين المتخصصين وتوعية ثقافة وطنية وهي ثقافة الوقاية من الكوارث تتمثل في استثمار الحكومة في الخدمة الاجتماعية الاساسية واجراء تقييم للمخاطر وربطها بالخسائر التي حصلت سابقا لتسهيل وضع اجراءات الاستجابة وتخفيف الاثار ووضع الحلول المناسبة.