عبرت رئيسة تحرير قناة روسيا الإخبارية الحكومية مارجريتا سيمونيان، والموالية للكرملين بشدة، عن غضبها السبت، من قيام مسؤولي التجنيد بإرسال أوراق استدعاء إلى الرجال الخطأ، مع تزايد الإحباط من التعبئة العسكرية العامة.
وأدى الإعلان الأربعاء، عن أول تعبئة عامة في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، لدعم حربها المتعثرة في أوكرانيا، إلى تدفق للمواطنين نحو الحدود واعتقال ما يزيد على ألف محتج وعدم ارتياح بين عموم السكان.
وثارت انتقادات من مؤيدي الكرملين الرسميين، وهو شيء لم يُسمع به تقريبا في روسيا منذ بدء الهجوم.
وقالت رئيسة تحرير روسيا اليوم عبر قناتها على تيليغرام "تم الإعلان عن إمكانية تجنيد الأفراد حتى سن 35 عاما، في حين تصل استدعاءات لمن هم في عمر 40 عاما".
وأضافت "إنهم يثيرون حنق الناس، كما لو كانوا يقصدون ذلك، وكأنها نكاية. كما لو أن كييف أرسلتهم".
وفي إشارة أخرى نادرة للاضطراب، قالت وزارة الدفاع إن نائب الوزير المسؤول عن اللوجستيات، الجنرال ديمتري بولجاكوف، "انتقل إلى منصب آخر" وحل محله مسؤول آخر، دون ذكر تفاصيل.
ويبدو أن روسيا عازمة على ضم مساحة واسعة من الأراضي الأوكرانية الأسبوع المقبل، وفقا لوكالات الأنباء الروسية الرئيسية. يأتي ذلك في أعقاب ما تصفها بالاستفتاءات التي بدأت الجمعة، في أربع مناطق محتلة في أوكرانيا.
وتعتبر روسيا رسميا ملايين المجندين السابقين جنود احتياط، وهم معظم السكان الذكور في عمر القتال. ولم يورد مرسوم الأربعاء، الذي أعلن "التعبئة الجزئية" أي معايير لمن سيتم استدعاؤهم.
وظهرت تقارير عن تلقي رجال ليس لديهم خبرة عسكرية أو تجاوزوا سن التجنيد، أوراق استدعاء مما زاد من الغضب الذي أعاد إحياء التظاهرات المحظورة المناهضة للحرب.
وتم القبض على أكثر من 1300 متظاهر في 38 بلدة الأربعاء. وقالت منظمة (أو.في.دي-إنفو) المستقلة لمراقبة الاحتجاجات السبت، إن أكثر من 740 اعتقلوا في ما يزيد عن 30 بلدة ومدينة، من سان بطرسبرج وصولا إلى سيبيريا.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس مجلس حقوق الإنسان في الكرملين، فاليري فادييف، أنه كتب إلى وزير الدفاع سيرجي شويجو يطلب "حلا عاجلا" للمشكلات.
وانتقد منشوره على تيليغرام الطريقة التي يتم بها تطبيق الإعفاءات من التجنيد وتحدث عن حالات تجنيد غير مناسبة، منها لممرضات وقابلات لا خبرة عسكرية لديهن.
وقال "بعض (مسؤولي التجنيد) يسلمون أوراق الاستدعاء في الساعة الثانية صباحا، كما لو كانوا يعتقدون أننا جميعا متهربين من الخدمة العسكرية".
ومنذ الأربعاء، اصطف الناس لساعات للعبور إلى منغوليا أو كازاخستان أو فنلندا أو جورجيا خوفا من أن تغلق روسيا حدودها، لكن الكرملين يقول إن التقارير عن حدوث هجرة جماعية مبالغ فيها.
وردا على سؤال للصحفيين في الأمم المتحدة السبت، عن سبب مغادرة هذا العدد الكبير من الروس بلدهم، أشار وزير الخارجية سيرجي لافروف إلى الحق في حرية التنقل.