نود أن نقول في حضرتكم بأنه في داخل كل انسان وطن خاص به يختلف تماما عن ذاك الذي يكتب في بطاقة الاحوال المدنية او المنقوش في بداية جواز سفره ..فالإنسان لا ينتمي الى رقعة جغرافية معينة...ولا إلى مجتمع صغير نشأ داخله ...الانسان ينتمي إلى دواخله..إلى أفكاره..إلى ما يؤمن به..وهذه كلها سيكتشفها يوما بعد يوم...هكذا وجدناكم أوطان متكاملة ومتجانسة تشع منكم القيم الأصيلة والمعايير السلوكية والوجدانية التي مثّلت روافع لهذه الأوطان.تلك هي الروعة والجمال في معرفة الأخيار أمثالكم... فنسأل الله تعالى أن يرزقكم نعيم الدارين في الدنيا والآخرة ويبعد عنكم كل مكروه ...فما اجملة من صباح حين يبدأ صباحنا بكم لأنكم نافذة علمية جديدة فيها من التوجية والإرشاد ما يكفينا لأعتمادنا مرجعيتكم الفقهية كبوصلة دقيقة في الاتجاهات الصحيحة كفيلة بأن تجنبنا الضياع والخوف من الانزلق في أي اتجاه يخلو من تقوى الله ومن السلوكيات الإنسانية النبيلة التي اتحفتنا ونحن نقرأها في مسيرتكم العطرة ذات المجد والشرف والطُهر والشهامة والعفه .فأنتم القامة التي ننحني لها احتراما وتقديرا لعلو مكانتكم الإنسانية وتواضعكم الجم وتاريخكم المشرق بإشراقة شمس وطننا الغالي، فنقول وبكل فخر بأن الصبح يشرق مرتين...مرة بأشراقة أشعة الشمس التي تنير الكون ، ومرة بأشراقة وجوهكم الطاهرة وطلتكم البهيه التي أنارت عقولنا وتفتحت قلوبنا لفكركم المستنير الذي نطل من خلاله على نوافذ القيم والمبادئ الإنسانية الراقية برقي أخلاقكم وثقافتكم الناضجة وإرثكم المجيد، وعميق فكركم الرصين فأمثالكم بوابه للخير ومنارة عز الجميع ينتفع بها .