أكدت الخارجية الروسية، يوم الثلاثاء، أن موسكو ملتزمة تماما ببيان قادة الدول النووية الخمس بشأن عدم جواز شن حرب نووية، في الوقت الذي كشفت فيه صور جوية تحرك قطار روسي يحمل معدات وأسلحة نووية تجاه حدود أوكرانيا.
وجاء تصريح الخارجية الروسية أيضا بعدما حذر حلف شمال الأطلسي "الناتو" أعضاءه، من أن الرئيس فلاديمير بوتين "ربما يكون قد نشر غواصة نووية ضخمة، تحمل أسلحة مدمرة قادرة على إحداث تسونامي نووي" وإغراق مدن ساحلية.
كما جاء بعد بث قناة تابعة للكرملين، يوم الأحد، محاكاة لصراع نووي وما وصفته بـ"معركة نهاية العالم"، ورواج صور على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الثلاثاء، تظهر بوتين مرتديا زيّ الحرب النووية.
ما هو القطار النووي؟
أظهرت الصور الجوية التي نشرتها صحيفة "التايمز" البريطانية:
قطارا محملا بالمركبات والمعدات يتحرك وسط روسيا.
يتجه على ما يبدو إلى الخطوط الأمامية بأوكرانيا.
ينقل قوات "النخبة النووية" الروسية.
يتبع المديرية الرئيسية الـ12 بوزارة الدفاع الروسية.
المديرية مسؤولة عن الذخائر النووية وتخزينها وصيانتها ونقلها وتسليمها للوحدات المختصة.
يعتقد أنه ضمن مشروع قطارات "بارغوزين" النووية الروسية.
وعملت روسيا على مشروع قطار "بارغوزين" الذي يحمل 6 صواريخ بالستية عابرة للقارات من طراز "آر إس 24 يارس"، وكل صاروخ به من 3 إلى 6 رؤوس نووية، لإنشاء منظومة صواريخ استراتيجية محمولة على الخط الحديدي.
ووفق وكالة "تاس" الروسية فإن الميزة الأهم في قطار "بارغوزين" هي:
القدرة على ضرب المعتدي بالصواريخ حتى بعد أن يبادر إلى توجيه الضربة الصاروخية على مواقع الصواريخ الاستراتيجية الروسية.
تحديد مكان وجود قطار الصواريخ أمر صعب فهو ينتقل من مكان إلى آخر قاطعا مسافة 1000 كيلومتر في اليوم الواحد.
يمكنه الاختباء داخل أنفاق السكك الحديدية.
رسالة ثانية.. غواصة "قاتلة المدن"
والرسالة الروسية الثانية، كانت بنشر أضخم غواصة في العالم، قادرة على حمل طوربيدات نووية مدمرة، وفقا لحلف "الناتو".
وحسب صحيفة "ذا صن"، فقد أمر بوتين بنشر الغواصة "كيه-329 بيلغورود" القادرة على إطلاق قوة نارية وتستطيع محو مدن بأكملها وجعلها غير صالحة للحياة، فضلا عن توليد موجات تسونامي إشعاعية ضخمة في البحار، عبر طوربيدها بوسيدون، الذي يحمل قنبلة نووية.
ووجه حلف الناتو ، يوم الاثنين، تحذيرا إلى أعضائه بشأن موقع الغواصة الحربية التي تعرف باسم "قاتلة المدن"، ويبلغ طولها نحو 184 مترا؛ كأطول غواصة في العالم، وتزن 14700 طن.
وتشير تقارير إلى أن بيلغورود ترابط في مياه القطب الشمالي، في وقت يخشى فيه الغرب أن يستخدم بوتين الغواصة لاختبار هذا الصاروخ للمرة الأولى.
والغواصة الوحش تحمل نحو 8 صواريخ من طراز "بوسيدون" يبلغ طول كل منها 79 قدمًا، جاهزة لإطلاق الدمار الشامل.
تم تعديل الغواصة لتصبح متخصصة في أداء المهام السرية.
تحمل طوربيدات بوسيدون النووية المدمرة الموجهة بالذكاء الاصطناعي.
الصاروخ يتجاوز الدفاعات تحت الماء بسرعات تتراوح بين 70 و125 عقدة.
يحمل صاروخها رأسا حربيا يزن 2 ميغا طن لإحداث تسونامي، وتوليد جدار بارتفاع 300 قدم من المياه المشعة لتدمير المدن الساحلية. تحتوي على مقصورات سرية لإطلاق غواصات صغيرة وغواصات مسيرة للقيام بعمليات سرية ومهام التجسس، مثل قطع الكابلات تحت البحر.
فيلم نهاية العالم
في غضون ذلك، عرضت محطة روسية موالية للكرملين، يوم الأحد، فيلما مصورا لما سمته "نهاية العالم"، وذلك في رسالة روسية ثالثة للغرب.
وقالت صحيفة "ذا صن" البريطانية، إن محطة "إن تي في" المملوكة لشركة الطاقة العملاقة غازبروم الحكومية، عرضت مقطعًا مروعا حول نشوب صراع نووي عالمي.
وأظهر المقطع، الذي نشر تحت عنوان "كيف أصبحت أسلحة الدمار الشامل جزءا من اللعبة الجيوسياسية؟"، محاكاة لنشوب انفجارات نووية تبعتها كوارث ضخمة.
وكانت القناة نشرت شريط فيديو لأوروبا "تتجمد حتى الموت" بدون غاز روسي في محاولة للتهكم على الغرب.
بوتين بالزي النووي
وكانت الرسالة الرابعة بتداول مستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي، يوم الثلاثاء، منشورا قيل إنّه يظهر الرئيس الروسي يرتدي لباسا مخصصاً للحرب النوويّة.
ويضم المنشور صورتين يبدو في الأولى بوتين بزيّ أصفر وقناع وقفازات، وفي الأخرى يبدو جالساً في اجتماع مرتدياً الزيّ نفسه.
وعلق نشطاء على هذا المنشور بالقول إن الصورة ملتقطة حديثا ويبدو فيها "بوتين خلال اجتماع طارئ وهو بلباس الحرب النوويّة".
إلا أن الصورتين تم التلاعب بهما، وفقا لوكالة "فرانس برس"، التي أكدت أن الأولى والتي يبدو فيها بوتين يدخل من باب مرتديا زيا واقيا، مركّبة من صورتين، وهي التقطت خلال زيارته لمستشفى بموسكو يعالج مصابي كورونا.
أما الصورة الأخرى فتم تركيبها أيضاً من صورتين، الأولى من الزيارة نفسها، والأخرى من اجتماع لمجلس الأمن الروسي عام 2020.
ومعلقا، يقول الخبير العسكري الروسي فلايديمر إيغور، عن الرسائل الروسية، إنها:
دعاية غربية لشيطنة روسيا وتشويه سمعتها أمام المجتمع الدولي ومحيطها الإقليمي، فموسكو ملتزمة ببيان قادة الدول النووية الخمس بعدم شن حرب نووية. وفي الحرب الأوكرانية ومن بدايتها تستخدم الأسلحة التقليدية.
أضاف أن منظومة قطار "بارغوزين" ورقة رابحة في يد روسيا وعملت عليه منذ سنوات، وجاء بعد أن نشرت الولايات المتحدة المزيد من الصواريخ الهجومية في أراضيها، لكن تحركه ادعاءات غربية لا عبرة بها.