تصعيد ميداني لافت شهدته الأسابيع الأخيرة الماضية بين أوكرانيا وروسيا، خصوصاً بعد الانفجار الكبير الذي استهدف جسر القرم السبت الفائت، والرد الروسي عليه صباح أمس الاثنين.
فهل سيقف "الجنرال الأبيض" الصديق الوفي لروسيا وشعبها مرة جديدة إلى جانب بوتين بعد أن ساهم في مساعدة موسكو على هزيمة الغزاة الأجانب على مر التاريخ، من المغول إلى الغزو السويدي العام 1707، والغزو الفرنسي العام 1812، وكذلك الغزو الألماني العام 1941.
سابقاً، قبل بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بفترة وجيزة، اعتبر بعض المسؤولين الأمريكيين، أن الأحوال الجوية قد تنجح في قلب الموازين وتعيق الجيش الروسي، أما حالياً، فيرجح عدد من المسؤولين العسكريين الأوكرانيين والروس، أن يكون القتال أكثر تعقيداً بالنسبة للجانبين مع اقتراب فصل الشتاء، وفق "يورونيوز".
ماذا يقول الخبراء الأمريكيون؟
بحسب "المعهد لدارسة الحرب" (ISW) ومقره واشنطن، إن الأراضي الموحلة نتيجة تساقط الأمطار الغزيرة في فصل الشتاء قد تعيق حركة الدبابات والأسلحة الثقيلة الأخرى وتمنع المركبات من التحرك والمناورة بسهولة.
من هذه الزاوية يمكن تفسير الضغط الذي قام به الجيش الأوكراني في الفترة الأخيرة بقوة من أجل تحقيق المزيد من المكاسب وتدعيم مواقعه الجديدة دفاعياً قبل أن تسوء الأحوال الجوية.
وذكر المركز أن القوات الأوكرانية لا تزال تمتلك القوة في هجومها المضاد، الذي بدأ في أغسطس والذي دفع الجيش الروسي إلى التراجع عبر مساحات شاسعة من الشمال الشرقي، الأمر الذي دفع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إعلان التعبئة العسكرية الجزئية.
وفي أول استدعاء لها منذ الحرب العالمية الثانية، أعلنت موسكو أنه سيتم استدعاء 300 ألف جندي من قوات الاحتياط على مدى أشهر، وذلك في محاولة للتغلب على المد العسكري في صراع تعتبره فاصلاً بين الشرق والغرب.
30 درجة مئوية تحت الصفر
تتساءل صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، إذا كان الشتاء سيفعلها مرة أخرى ويقف إلى جانب روسيا، وتشير إلى أن درجات الحرارة قد تصل خلال فصل الشتاء في أوكرانيا إلى 30 درجة تحت الصفر، ما قد يؤثر على إمكانية المناورات ويجعلها أكثر صعوبة، إلا أنها بحسب يوهان ميشال، الباحث بمعهد الدراسات الاستراتيجية، "لن تضع حداً للقتال بل ستعقده".
أما من الجانب الروسي، فاعتبرت الصحيفة أن الشتاء قد يؤدي إلى استقرار الجبهة، مما يعني أنه سيكون مفيداً للجيش الروسي، إضافة إلى أنه سيسمح لموسكو بتجهيز وتدريب الآلاف من الرجال وإيصالهم إلى الجبهات لمساندة القوات المتواجدة في ساحة المعركة منذ 9 أشهر.
ويستبعد المحرر في "لوفيغارو" أن تشن القوات الروسية هجوماً جديداً في الشتاء.
ويعتبر ميشال أن هدف الكرملين في المرحلة المقبلة هو الاحتفاظ بالمناطق الأربع التي أعلن ضمها إلى روسيا، وفي المقابل ستستمر أوكرانيا بالضغط عسكرياً قبل أن تتعقد الأحوال الجوية.
واعتبر إدوار جولي، الباحث المتخصص في النزاعات المسلحة أن تبدل الأراضي بسبب تساقط الأمطار قد لا يمنع أوكرانيا من مواصله هجومها، إلا أنه قد يكون بوتيرة أبطأ مما هو الحال عندما تكون الأراضي متجمدة.