قال وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور وجيه عويس، إن الحكومة حثّت الخطى في مأسسة إدماج النوع الاجتماعي في المؤسسات الحكومية كافة.
وأضاف عويس خلال رعايته فعاليات المنتدى الإقليمي حول المساواة في التعليم في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط، ان الحكومة أجرت تعديلات على بعض التشريعات الخاصة بتحسين أوضاع النساء، وتم إعداد استراتيجيات لسدّ الفجوات بين الجنسين، مثل استراتيجية "تعميم قضايا المساواة بين الجنسين في التعليم للأعوام 2018-2025”.
وأضاف، على مدى السنوات الماضية التزمت وزارة التربية والتعليم بتحقيق هدف "التعليم للجميع”، بدءًا من إطار عمل داكار عام 2000، الذي نصّ على” الالتزام بتحقيق أهداف وغايات التعليم للجميع بالنسبة لكل مواطن وكل مجتمع”، مروراً بالأهداف الإنمائية للألفية والتي ركزت في الهدف الثالث على "تعزيز المساواة بين الجنسين”.
وأشار الى أننا الآن بصدد العمل على الهدفين الرابع والخامس من أهداف التنمية المستدامة المتضمنة "التعليم الجيد” و”المساواة بين الجنسين”، ومنح فرص التعليم لكل من يعيش على أرض الوطن، بغضّ النظر عن العرق والدين والجنس والحالة الجسدية.
وبين أن الوزارة عملت على استيعاب كافة الطلبة من اللاجئين من مختلف الجنسيات في المدارس الحكومية مجانًا، بمن فيهم اللاجئون السوريون في مخيمات اللجوء وخارجها، حيث بلغ عدد المدارس التي خُصصت لتعليم الطلبة من اللاجئين السوريين فقط (266) مدرسة، عدا عن المدارس المدمجة التي احتضنت عددًا كبيرًا منهم في مختلف محافظات المملكة.
كما تم لهذه الغاية تعيين (6142) من المعلمين والمعلمات على التعليم الإضافي وتحويل عدد من المدارس لنظام الفترتين؛ لتلبية حاجة هذه الأعداد للتعليم، ولاستيعاب (123477) طالبًا وطالبة.
ولفت الى البرنامج التوعوي الذي طرحته "المبادرة النسوية الأورومتوسطية” لمجموعة من المعلمين والمعلمات حول المساواة في التعليم والذي يتواءم مع أهداف الاستراتيجية تحت محور "الموارد البشرية”، حيث نهدف من خلاله إلى رفع وعي كافة المعلمين والمعلمات وبناء قدراتهم بقضايا عديدة، ومنها مراعاة الاختلافات والفروق واحتياجات كلا الجنسين في العملية التعليمية.
من جهتها أشادت المديرة التنفيذية لـ "المبادرة النسوية الاورومتوسطية” بوريان جونسون بدور وزارة التربية والتعليم الأردنية في دعم المبادرة وشراكتها المثمرة من خلال توفير الفرصة للتعليم.
من جهته قال نائب الأمين العام للشؤون الاجتماعية والمدنية في الاتحاد من أجل المتوسط الدكتور جون بول جريتش في كلمة له عبر الانترنت، إننا نجتمع اليوم لجسر الهوة في مجال التعليم الذي يعتبر واحدا من أهم القطاعات في الدول العربية.
واكد ان من المهم إبراز بعض مشاكل الدول في جنوب المتوسط تتمثل في الوصول إلى المدارس خاصة في وحدة النوع الاجتماعي.
من جانبها اكدت نائبة رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في الأردن أنجيلا مارتيني أن هناك التزاما عالميا بتعزيز المساواة في النوع الاجتماعي والتمكين الاقتصادي للنساء والفتيات والمساواة.
وقالت، إن الأردن شريك أساسي للاتحاد الأوروبي في ترسيخ المساواة في التعليم من خلال الاستثمار في هذا القطاع لعدة سنوات.
وخلال ترؤسها الجلسة الحوارية الوزارية، أشارت أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والمالية نجوى قبيلات إلى مقولة جلالة الملك عبدالله الثاني مخاطبا النساء "لا تهبنَ المشاركة وتقدمنَ للأمام”، وتأكيد جلالته الدعم الكامل للنساء في كافة مواقعهن ودورهن المحوري في تقدم المجتمع ونهضته وازدهاره ورفعته.
وخلال الجلسة ذاتها عرضت وزيرة الثقافة هيفاء النجار لتجربة الوزارة في نشر قيم المساواة والعدالة ومن ضمنها المساواة بين الجنسين وخاصة مجال الثقافة والتعليم، في حين أشارت وزيرة الدولة للشؤون القانونية، ورئيسة اللجنة الوزارية لتمين المرأة في الأردن وفاء بني مصطفى الى دور اللجنة في إدماج المساواة في كافة القطاعات، خاصة قطاع التعليم .
واستعرضت بني مصطفى دور اللجنة الوزارية لتمكين المرأة في تعزيز المساواة في التعليم، من خلال الاستثمار بالفتيات المتعلمات ورفع قدراتهن، مشيرة إلى أن الأردن الذي دخل في مشاريع إصلاحية على المستوى السياسي والاقتصادي وتطوير القطاع العام كان للمرأة في كل هذه المسارات وجود ودور رئيسي.
وتطرق وزير التربية والتعليم العالي اللبناني عباس الحلبي الى تجربة لبنان الرائدة في مجال التعليم، مشيرا الى أنه ورغم جميع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد إلا أن الوزارة قامت وتقوم بجهود جبارة في مجال تعزيز المساواة في التعليم لكافة الشرائح والفئات ومن ضمنها اللاجئون والنازحون.
وزير التربية والتعليم في دولة فلسطين الدكتور مروان عورتاني أشار الى تجربة وزارته في مجال تعزيز المساواة في التعليم ضمن السياقات المختلفة ومن ضمنها الاحتلال، فيما تحدثت
رئيسة قطاع التعليم، وممثلة وزارة التربية والتعليم والتعليم المصرية الدكتورة رندا شاهين في مداخلة لها عن تجربة مصر في مجالي تعزيز المساواة في التعليم .
ويناقش المنتدى الذي يستمر يومين بمشاركة عربية عدة محاور منها تفعيل استخدام الدليل الى تعليم متوافق مع منظور النوع الاجتماعي، والممارسات الفضلى في تعزيز المساواة بين الجنسين في التعليم، والتعليم المراعي للنوع الاجتماعي في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط (تجارب الدول).