* صدرت المكرمة الملكية في منتصف سبعينيات القرن الماضي بتخصص نسبة 20% من مقاعد الجامعات الاردنية الرسمية لأبناء العاملين والمتقاعدين من القوات المسلحة والاجهزة الامنية، وهي مكرمة من "الباني "الحسين العظيم رحمه الله ..تقديرا للمستيقضين على الثغور وللعيون الساهرة ....للذين من اسندوا أسوار الأرض باجسادهم وصدورهم...والى من كتبوا تاريخ الاردن بفوهات بنادقهم وهدير دباباتهم وازيز طائراتهم...والى من كانوا ولا زالوا مشاريع شهادة وحماة وطن ما دام يسري في عروقهم الوفاء والولاء للقيادة والانتماء إلى جيش عربي مصطفوي.
* اقول من خلال هذه الكلمات ان المكارم الملكية منذ العهد الهاشمي الأول الميمون وصولا إلى العهد الهاشمي الرابع الميمون عهد جلالة جلالة الملك "المعزز" عبدالله الثاني حفظه الله مكارم متواصلة.....لتجسيد حرص القيادة الهاشمية على تأمين التعليم الجامعي لمن نذروا انفسهم جنودا في الجيش العربي الجيش الذي كان تأسيسه مع بدايات عهد الإمارة وصولا إلى استقلال المملكة الاردنية الهاشمية....
* لا اعتقد ان هناك انسان يعيش على تراب هذا الوطن يفكر مجرد تفكير ان يعاد النظر في المكرمة الملكية ، لأن المكرمة جاءت لتحقيق الأهداف الوطنية والتي تتمحور حول إعداد وتعليم وتأهيل أبناء العاملين والمتقاعدين العسكريين ليكونوا امتداد للاباء والاجداد سواء كانوا ضباطا أو جنودا او طهاة" فكلنا نحمل نفس الشعار في جيشنا لنستمر في حمل الرساله والأمانة تحت ظل وقيادة سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.
* بين الحين والآخر يخرج علينا بعض الأشخاص يحاولون التقرب من هذه المكرمة بأقلامهم الصفراء ....فعلينا ان نقول لهم "إلا مكرمة الحسين العظيم للمستيقضين على الثغور" ، فهي خطوط حمراء لا تقتربوا منها ...فالمكرمة الملكية هي هوية وطن وهي هدية من الباني ابو عبدالله رحمه الله سلمها إلى المعزز أبو الحسين حفظه الله ورعاه لتستمر مسيرة البناء والعطاء .
* ماذا نقول لابناء شهداء الواجب الابطال أبناء الشهيد راشد الزيود وسائد المعايطة ومعاذ الكساسبة ، وابناء شهداء أسوار القدس والشيخ جراح واللطرون والسموع وتلة الذخيرة والكرامة والجولان ، وابناء واحفاد موفق السلطي وفراس العجلوني وخضر يعقوب ضابط المدفعية الذي طلب قصف موقعه ليستشهد حتى لا يقع اسيرا عندما اشتبك مع العدو في معركة الكرامة.....وماذا نقول لشهدا قوات حفظ السلام وشهداء الأجهزة الامنية في البحر الميت وعمليات الأمن الداخلي .... وماذا نقول لأبناء بوادينا والمناطق النائية والاقل حظا ....اذا لا سمح الله كتب أو طالب البعض بمجرد التفكير بمراجعة المكرمة الملكية.
* اقول للقاصي والداني ان الوطن وقواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية هي نبته طيبة طيبة لا تنمو الا في تربة التضحيات ، وإن منتسبي ونشامى جيشنا العربي/ عاملين ومتقاعدين ، يجودون بكل شيء إلا تراب الوطن...فلا تقربوا ولا تقتربوا لمكرمتهم .
* اريد من الحكماء والعقلاء وبيوت الخبرة ان يتصدوا لكل من يحاول المساس بأمننا التعليمي لانه هو عصب الأمن المجتمعي ليبقى الاردن كالجبال العالية يصعب التسلق عليها وكالمنارات الشامخة تعمي الأبصار ....فعلينا جميعا بذل الجهود في الدفاع عن الوطن والقيادة والدستور ونبذ الجدل العقيم والخلاف السقيم والابتعاد عن التشويش والمصالح الضيقة ...
* ختاما أتوجه بجزيل الشكر والتقدير والاحترام إلى عطوفة العميد الركن علي مدير التعليم والثقافة العسكرية الذي كان النموذج والقدوة والمثل في إدارة المكرمة الملكية في الحفاظ على حقوق أبناء العاملين والمتقاعدين العسكريين بالعدالة والمساواة والشفافية والوضوح والصراحة والى كل العاملين في المكرمة الملكية ...ليبقى الاردن فينا الاردن وطنا وقيادة وهوية والى قواتنا المسلحة التي هي اعز ما لنا واغلى فينا......