القمة العربية المرتقبة إقامتها في اوائل شهر تشرين الثاني القادم، والتي تحاول الجزائر المستضيفة لهذه القمة بعد فترة من الانقطاع ان تكون هذه القمة بشكل مغاير للمعتاد بعدة نواح منها، من خلال حضور اكبر عدد من الرؤساء والملوك العرب، وبذات الوقت الخروج بعدد من القرارات والتوصيات المهمة المغايرة للقمم السابقة ومحاولة رأب الصدع والعمل لإعادة التضامن العربي.
على رغم من إن الحضور الرسمي مهم، إلا أنه يتبادر سؤال في ذهن المواطن العربي المنشغل بلقمة العيش والاعباء الاقتصادية، واضطراب الهوية وانعدام الحرية السياسية، ماذا تفيدنا كعرب هذه القمة وغيرها من القمم التي لم تحقق اي انجاز أو تقدم اي اثر علينا او على دولنا نتيجة لانعقادها؟
القمم لم تقدم لنا أي شي خاصة في السنوات الاخيرة، ويتكرر سؤال مشابه اين هي بالأصل جامعة الدول العربية؟ ماذا تفعل وماهي بصماتها في الواقع العربي واين دورها؟
المواطن العربي عاطفي والشعوب العربية تغلب عليها العاطفة وبسبب ذلك كانت في السابق تحاول ان تتمسك ببصيص امل من التغيير والذي يكون من خلال مشاهدة ومتابعة احداث القمم العربية السابقة، والتي لا تتجاوز مدتها السويعات، أما اليوم فهو بعيد جدا وحتى لا يعرف متى تنعقد وما اسبابها ومخرجاتها ولسان حاله يقول (قمة عربية جديدة وخلافات عربية مزيدة).
ولو عدنا لهذه القمة التي سوف تنعقد في الجزائر فإن ملفاتها متعددة سواء كانت أمنية داخلية واستراتيجية او سياسية، والملفات المتعلقة بجائحة كورونا والازمات الاقليمية من خلال الحرب الروسية الاوكرانية.
فالأزمات في سورية واليمن وليبيا وضرورة ايجاد حلول سياسية لإبعاد هذه الدول عن تصنيفها كدول فاشلة، والازمات الاقتصادية في تونس ولبنان والصومال والانهيار الاقتصادي والتخبطات السياسية الداخلية، ومحاولة تقريب وجهات النظر في العراق حتى لا تبقى في فراغ دستوري سياسي، وتقريبها للحضن العربي.
وفلسطين وقضيتها التي كانت مركزية من خلال محاولة دعوة كافة الفصائل فيها وتوحيدها داخلياً، من اجل تماسك ملفها عربياً وخارجياً.
لاشك بأننا مثقلون كأمة عربية بملفاتنا ومشاكلنا ولا احد ينكر بأننا قد تفرقنا وبعدنا كثيرا نتيجة احداث داخلية واقليمية ودولية، وحتى بعضها من صنع ايدينا ولكن فلنبق متفائلين لعلنا في يوم من الايام نستعيد توحيد الجهود العربية قدر المستطاع لحل معظم مشاكلنا خاصة فيما بيننا وما بين الآخرين.