الاحتلال الإسرائيلي في موائد اللئام لا يكتفي بلحم الضأن بل تطول ملعقته كل الصحون مرتدياً طاقية العم سام لأنه من عظام الرقبة"، فمن يجرؤ على منعه غير الدب الروسي الذي يوزع بمعية الدول العظمى الفتات على الذئاب الصغيرة فيما يحفظ ما تبقى في ثلاجات الكبار!
الاحتلال الإسرائيلي حينما يُعامل كضحية ويتصرف كجالب للسلام ومناصر لحقوق الإنسان في أوكرانيا يدرك تماماً بأنه يتعامل مع روسيا التي تكشف كل جرائمه في فلسطين "لا تلعب بالنار يا لبيد".. فلا يجب أن يرتدي هذا الكيان الذي يمارس سياسة الفصل العنصري جلود الحملان "هراء",, ليكن اللعب على المكشوف يا "إسرائيل" فالنعامة لن تنحجب عن أنظار الضواري بدفن رأسها في التراب.
صحيح أن مصالح "إسرائيل" الوجودية مرتبطة بالموقف الغربي إزاءها، والذي يعامل الاحتلال الإسرائيلي كأنه أوكرانيا في تعامله مع الفلسطينيين في عموم الأراضي المحتلة، على اعتبار ان الشعب الفلسطيني ومقاومته إرهاب يكافئ في نظرهم روسيا.. ولكن أي خطوة من كيان الاحتلال باتجاه ترجمة رده للجميل ميدانياً في أوكرانيا يأتي على حساب روسيا سيندرج لدى الدب القطبي في سياق التحالف مع العدو.. وهو ما دعا روسيا لتهديد الإسرائيليين بصرامة! والملفات بين الطرفين في كل الصعد كبيرة.
لذلك نفى وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، مساء الثلاثاء، أن تكون "بلاده" باعت أسلحة لأوكرانيا، مشدداً على أن الأمر اقتصر على مساعدات طبية وإنسانية.
جاء ذلك في تصريحات لراديو "كول حاي” التابع للمتدينين اليهود (حريديم)، بعد ساعات من إعلان كييف اعتزامها التقدم بطلب رسمي لتل أبيب للحصول على أنظمة دفاع جوي، وغداة تحذير روسي من أن هذه الخطوة ستدمر العلاقات مع إسرائيل.
طبعاً كلامه هذا تضليل إعلامي ومراوغة سياسية لأن مظاهر الدعم الإسرائيلي لأوكرانيا مكشوفة من خلال الخبراء العسكريين والموساد المتواجدين في أوكرانيا إلى جانب الأسلحة المتنوعة التي ترسل سراً إلى هناك من خلال انفاق بولندا بعد طمس معالمها.. مع أن هؤلاء الخبراء هم من لفتوا الانتباه إلى أن الطائرات الروسية بدون طيار ما هي إلا طائرة شاهد 136 الإيرانية الانتحارية المتفوقة والتي يتم تجميعها وطمس معالمها الإيرانية في روسيا؛ بغية تطويق إيران بعقوبات جديدة يصدرها مجلس الأمن بتهمة تزويد السلاح لروسيا..
وهذا يفسر ما قاله نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل يوم امس الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ خطوات "عملية وحازمة” لتجعل من الصعب على إيران بيع طائرات مسيرة وصواريخ لروسيا، مضيفاً أن واشنطن لديها من الأدوات ما يمكنها من محاسبة كل من موسكو وطهران.
وخلال لقائه مع الصحفيين في إفادة يومية، قال باتيل إن مثل هذه الإجراءات يمكن أن تشمل فرض عقوبات وقيود على الصادرات.
وتابع أن "تعميق روسيا للتحالف مع إيران شيء يجب على العالم كله، خاصة أولئك الذين في المنطقة، النظر إليه باعتباره تهديدا بالغا”.
ولم يشر صاحبنا إلى الدعم الأمريكي لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في عموم فلسطين.. وكأن الدم الأوكراني نقي ما يستوجب من داعمي روسيا الخضوع للعقاب، بينما دماء الشعوب الأخرى ومنها شرقي أوكرانيا أو حتى في فلسطين المحتلة من ماء.
وهذا بحد ذاته إمعان في ازدواجية المعايير.
ففي موائد اللئام يسود الكبار الموقف وينكفئ الصغار على انفسهم بعيداً عن العنتريات.. فكيف يهنأ اللئام وأشباح الضحايا تحوم من حولهم!